فوربس”: الإغلاق التام بسبب “كورونا” قد ينقذ 77000 شخص في الصين

Spread the love

الإغلاق قضى على 25 في المائة من انبعاثات الكربون في الصين في شهر، أي ما يعادل 200 ميغاطن من ثاني أكسيد الكربون.

ترجمة: د.هيثم مزاحم/

على الرغم من الخسائر البشرية والاقتصادية والقيود والأضرار التي سببها انتشار فيروس كورونا الجديد، إلا أن ثمة بعض النتائج الإيجابية الناجمة عن الإغلاق التام في الصين.

فوفقاً لتحليل جديد أجراه عالم في جامعة ستانفورد، ونشره موقع فوربس، فإن الإغلاق في الصين نتيجة انتشار الفيروس من المحتمل أن ينقذ عشرات الآلاف من الأرواح من خلال تقليل تلوث الهواء من المصانع والمركبات.

فقد استخدم أستاذ نظم الأرض، مارشال بيرك، بيانات من أجهزة استشعار الحكومة الأميركية في أربع مدن صينية لقياس مستويات  PM2.5، وهي مادة دقيقة تعتبر السبب الرئيسي للوفاة من تلوث الهواء. فهو احتسب متوسط ​​الانخفاض في مستويات التلوث واحتسب التأثير اللاحق على الوفيات على الصعيد الوطني.

وكتب في مدونة G-Feed، وهي مدونة يديرها سبعة علماء يعملون في الغذاء العالمي والبيئة والديناميكيات الاقتصادية، إن شهرين من انخفاض التلوث “من المحتمل أن ينقذ حياة 4000 طفل دون سن الخامسة و73000 بالغ فوق سن الـ70 في الصين”,

وكي يحافظ على حساباته متحفظة، افترض بورك عدم وجود وفيات إضافية للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و70. واختبر بورك توقعه بحساب أكثر تحفظاً للوفيات وظهر أن 1400 طفل و51.700 من كبار السن قد تم إنقاذ حيواتهم.

وكتب بورك مستخدماً إحصائيات حالية في 8 آذار/ مارس الجاري: “حتى في ظل هذه الافتراضات الأكثر تحفظاً، فإن الأرواح التي تم إنقاذها بسبب انخفاض التلوث تساوي تقريباً 20 ضعف عدد الأرواح التي فقدت مباشرة بسبب فيروس” كورونا.

يحذر بورك من أن حسابه هو توقع لتأثيرات الوفيات، وليس قياساً. وأرقامه لا تتضمن عواقب سلبية أخرى للإغلاق. ويضيف: “لكن الحساب ربما يكون تذكرة مفيدة بالعواقب الصحية الخفية في كثير من الأحيان للوضع الراهن”، أي “التكاليف الباهظة التي تفرضها طريقتنا الحالية للقيام بالأمور على صحتنا وسبل عيشنا”.

قد يساعدنا فيروس كورونا على رؤية هذه التكاليف بشكل أكثر وضوحاً، يقول بورك.

يضيف: “وبشكل أعم، فإن حقيقة أن اضطراباً بهذا الحجم يمكن أن يؤدي في الواقع إلى بعض الفوائد (الجزئية) الكبيرة تشير إلى أن طريقتنا المعتادة في فعل الأشياء قد تحتاج إلى تعطيل”.

وقال إن التأثيرات كانت أكثر دراماتيكية في مدن جنوب الصين مثل شنغهاي ووهان، حيث يأتي التلوث في فصل الشتاء بشكل رئيسي من السيارات والصناعات الصغيرة.

ومن المرجح أن تتكرر الظاهرة في جميع أنحاء العالم حيث يفرض المزيد من البلدان عمليات الإغلاق. ورصدت وكالة الفضاء الأوروبية تلاشي تلوث ثاني أكسيد النيتروجين فوق شمال إيطاليا مع دخول هذا البلد في حالة إغلاق تام.

وقال كلاوس زينر، مدير بعثة وكالة الفضاء الأوروبية للقمر الصناعي “كوبرنيكوس سينتينيل 5 بي”: “إن إنخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين فوق وادي بو في شمال إيطاليا واضح بشكل خاص. وعلى الرغم من أنه قد تكون هناك اختلافات طفيفة في البيانات بسبب الغطاء السحابي وتغير الطقس، إلا أننا واثقون جدًا من أن انخفاض الانبعاثات الذي يمكننا رؤيته يتزامن مع الإغلاق في إيطاليا الذي تسبب في انخفاض حركة المرور والأنشطة الصناعية.”وكذلك، يجب أن تنخفض الوفيات بسبب تلوث الهواء على مستوى العالم، وفقاً لمركز أبحاث الطاقة والهواء النقي. وقال المركز على تويتر: “يمكن أن تعني هذه التخفيضات في التلوث التي تزيد قليلاً عن شهر واحد تجنب عشرات الآلاف من الوفيات بسبب تلوث الهواء”. وأضاف: “هذا لا يعني أن الوباء هو نوع من النعمة المقنعة، مع كل المعاناة التي فرضها على الناس. لكنه يُظهر أنه من السهل التغاضي عن التهديدات الصحية المزمنة طويلة المدى مثل تلوث الهواء، وبالتالي، من الصعب حشد استجابة كافية” ضد التلوث.

وأفادت المحللة الرئيسية للمركز، لوري ميليفيرتا، في وقت سابق أن الإغلاق قضى على 25 في المائة من انبعاثات الكربون في الصين في شهرها الأول، أي ما يعادل 200 ميغاطن من ثاني أكسيد الكربون، عن طريق تقليل استهلاك الفحم وتكرير النفط وحركة الطيران ومصادر أخرى.

في هذه الأثناء، بدأ القمر الصناعي في تسجيل مستويات التلوث التي ترتفع مرة أخرى في الصين حيث تخفف الحكومة من إغلاقها.

المصدر: عن الميادين نت

Optimized by Optimole