عمليات التجميل تلقى رواجاً بين سكان غزة برغم الوضع الاقتصادي الصعب

عمليات التجميل تلقى رواجاً بين سكان غزة برغم الوضع الاقتصادي الصعب
Spread the love

شجون عربية – (شينخوا) لم تعد الشابة سمية إبراهيم من مدينة غزة تخجل من مظهرها بعد أن تمكنت من فقدان ما يقرب من 75 كجم من وزنها بعد خضوعها لجراحة تجميلية لإزالة الدهون في خطوة أصبحت تلقى رواجا بين سكان القطاع.

وعانت سمية إبراهيم (39 عاما)، التي تعمل محاضرة في إحدى جامعات القطاع منذ أكثر من 20 عاما من السمنة المفرطة ووصل وزنها إلى حوالي 140 كيلو جراما عندما أرادت ممارسة الرياضة لإنقاصه.

ودفع الوزن الزائد والحجم الذي وصلت إليه الشابة الثلاثينية إلى تعرضها إلى حالات تنمر في كثير من الأحيان أو نظرة شفقة في عيون بعض أفراد المجتمع ما ترك أثرا نفسيا سلبيا على حالتها.

وتقول سارة بينما تقف أمام المرأة بابتسامة ساحرة وجذابة لتعجب بمظهرها الجديد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن نظرة أفراد المجتمع أصابتني بألم نفسي وجعلتني أبقى في المنزل بعيدا عن العيون الناقدة.

إلا أن وضعها لم يدم طويلا، حيث قررت الشابة الخضوع لجراحة تجميلية لإزالة الدهون من جسدها والالتزام بنظام غذائي صارم للظهور بشكل لائق يرضيها ويجعلها بعيدة عن محط أنظار المنتقدين.

وأضافت سارة بينما كانت تشرح آلية الجراحة التجميلية “كنت متحمسة للغاية من أجل التخلص من وزني الزائد، فذهبت إلى عيادة التجميل لبدء الإجراءات اللازمة للجراحة وهذا ما حدث”.

وقالت الشابة التي أصبحت محط اهتمام أنظار العديد من الشبان بعد وصولها إلى وزن مثالي “بعد الجراحة التزمت ببرنامج غذائي صحي لمدة ثلاثة أشهر أوصلني إلى الجسم الرشيق الذي طالما كنت أحلم به”.

وبمجرد انتهاء العلاج تمكنت سارة من ارتداء الجينز والسترة ووقفت أمام المرآة لأول مرة لترى تحولها ما أثار دهشتها وأصابها بنوبة بكاء وسط معانقة والدتها التي وقفت بجوارها.

وتقول الشابة سارة “بفضل مظهري الجديد أصبحت امرأة واثقة من نفسها، قادرة على إظهار جمالها الداخلي والخارجي، وأصبحت موضع إعجاب من حولي”.

ومع أن عمليات التجميل شائعة في دول العالم إلا أن ما جذب سكان القطاع إليها قلة ضررها وانخفاض تكلفتها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشونه بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ العام 2007.

أما طارق الدردساوي (41 عاما) الذي يعمل طبيب أطفال في غزة وجد نفسه متوجهاً إلى عيادة تجميل لزراعة شعر على أمل التخلص من مشكلة “الصلع” التي كان يعاني منها منذ سنوات.

ويقول الدردساوي وهو يستلقي على السرير داخل العيادة أثناء خضوعه لجلسة عمل لـ ((شينخوا))، إن ما دفعه للخضوع لعملية تجميل رغبته في الحصول على مظهر جيد يرضيه.

وأضاف بينما على رأسه آثار الدماء “ليس من العار أن نعتني بأنفسنا، سواء كنا رجالًا أو نساء (..) في الماضي عندما كنت أرغب في إجراء مثل هذه الجراحة كان ذلك يتطلب مني السفر إلى الخارج الأمر الذي يكلفني الكثير من الوقت والجهد والنفقات لكن الأمور اليوم أصبحت متاحة في القطاع”.

وأوضح الدرساوي “أنا متحمس للغاية لرؤية شكلي الجديد بعد استعادة شعري المتساقط، خاصة وأنني أتعامل مع الناس بشكل يومي ولذلك أحب أن أبدو في أفضل حالاتي أمام المرضى”.

وسمية وطارق من بين مئات الزبائن الذين يذهبون إلى عيادة التجميل التي يشرف عليها الجراح أحمد المغربي في مدينة غزة.

ويقول المغربي الذي انتهى للتو من أخذ قسط راحة بعد جلسة عمل لحالة طارق لـ((شينخوا)) إن الجراحة التجميلية بدأت في قطاع غزة منذ حوالي 20 عاما إلا أن الثقافة لم تكن منتشرة بين سكان القطاع.

وأضاف المغربي بينما يعقم أدواته الجراحية أن سكان القطاع في الماضي كانوا يملكون أموالا طائلة لكنهم لم يؤمنوا بثقافة الجراحة التجميلية لدرجة أنها كانت تعتبر من المحرمات المجتمعية.

لكن اليوم بحسب الجراح الفلسطيني يعاني السكان من ظروف اقتصادية صعبة، لكنهم يتجهون إلى مراكز التجميل لإجراء عمليات تجميل من شأنها تحسين مظهرهم الخارجي.

وأشار إلى أن أبرز العمليات التي يقبل عليها سكان القطاع هي شفط الدهون وشد البطن والجفون وتجميل الأذن وحقن الدهون وزراعة الشعر، لافتا إلى أنه يجري نحو 30 عملية تجميل أسبوعياً.

ويتراوح ثمن العمليات التجميلية من 100 إلى 2500 دولار للعملية الواحدة حسب نوعها ومدتها وصعوبتها.

ويقول المغربي إن “السعر قد يبدو باهظاً للبعض خاصة مع الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع، لكن الإقبال على الجراحة التجميلية في تزايد ملحوظ في الفترة الأخيرة”.

Optimized by Optimole