دراسة: حرائق الغارات في أستراليا أحدثت ثقباً عميقاً في طبقة الأوزون

Spread the love

شجون عربية- كانت حرائق الغابات في الصيف الأسود في أستراليا كارثية بدرجة كافية. يقول العلماء الآن إنها أحدثت ثقباً عميقاً طويل الأمد في طبقة الأوزون.

كشف باحثون بريطانيون أن حرائق غابات “الصيف الأسود” في أستراليا قد تسببت على الأرجح في إتلاف طبقة الأوزون وتسببت في ارتفاع درجات الحرارة في طبقة الستراتوسفير إلى أعلى مستوياتها منذ 30 عاماً.

فقد كشفت دراسة نشرت يوم الخميس الماضي في مجلة “ساينتفيك ريبورترز” Scientific Reports عن ارتفاع درجة الحرارة في طبقة الستراتوسفير بمقدار 0.7 درجة مئوية. وفوق أستراليا، ارتفع بمقدار 3 درجات مئوية.

وقال المؤلف المشارك للدراسة، أستاذ علوم الغلاف الجوي جيم هايوود، إن النتائج كانت ذات دلالة إحصائية ومثيرة للقلق. وأضاف: “قد تكون التداعيات مقلقة للغاية، لأنه من المتوقع أن يصبح المناخ في المستقبل أكثر دفئاً وجفافاً ونتوقع تواتر أعلى من حرائق الغابات ونتوقع أيضاً أن تكون أكثر كثافة”.

اكتشف باحثو جامعة إكستر كذلك أن حرائق الغابات استنزفت طبقة الأوزون على الأرض وأدت إلى “ثقب أوزون كبير جداً وعميق وطويل الأمد”.
تمكنت طبقة الأوزون من تحقيق بعض الانتعاش منذ ثمانينيات القرن الماضي نتيجة لاتفاقية تاريخية متعددة الأطراف، بروتوكول مونتريال، والتخلص التدريجي من استخدام بعض المواد الكيميائية.

يبلغ ارتفاع الستراتوسفير، الذي يحتوي على طبقة الأوزون، حوالى 12 إلى 50 كيلومتراً فوق سطح الأرض.

انتقل ميك ومارلين إلى ملاذهما في كوبارغو في أستراليا قبل عيد الميلاد في نهاية عام 2019 بقليل. بعد أيام قليلة، تحولت قطعة الجنة الخاصة بهما إلى جحيم ناري.

عادة لا تختلف درجات الحرارة كثيراً، إلا في أحداث مثل الانفجارات البركانية أو أحداث حرائق الغابات الطويلة الأمد
وقال البروفيسور هايوارد إن الجهود العالمية لاستعادة طبقة الأوزون يمكن أن تتعرض للخطر بسرعة. وأوضح: “كل العمل الشاق الذي كنا نقوم به للتخلص من المواد المستنفدة للأوزون من أجل حماية طبقة الأوزون قد يتراجع بسبب الاحتباس الحراري”.

وقال أستاذ علم الجغرافيا وعلوم الحرائق بجامعة تسمانيا، ديفيد بومان، إن العواصف الرعدية الحارقة يمكن أن تدفع الغبار الجوي إلى طبقة الستراتوسفير، وتصبح أكثر شيوعاً. وأضاف: “هذه العواصف الرعدية الحارقة مخيفة للغاية لأنها تولّد الظروف الجوية الخاصة بها محلياً”.

وأوضح بومان: إن الحرائق تزيد في الواقع من عدد الحرائق عن طريق نشر الإضاءة، والرياح الهائلة، والرياح غير المتوقعة، لذا فهي ترعب بشكل رهيب رجال الإطفاء الذين لا يستطيعون مكافحتها. فلا يمكنك حتى التكهن بما تفعله. إنها مخيفة فعلاً”.
وقال البروفيسور بومان إن العلماء قلقون بشأن فكرة “حلقة التغذية المرتدة”، حيث تخلق الحرائق ظروفاً تسرع من تغيّر المناخ. وأضاف: على المستوى العالمي، كما رأينا في حرائق 2019-2020، بدأت هذه الأشياء في التأثير على نظام الأرض.

وتابع: إنها تقذف الدخان في الستراتوسفير، وتنشر المعادن في المحيط وتتسبب في تكاثر الطحالب. وما يقلقنا هو أن هذه الحرائق أصبحت أكثر شدة وتكراراً، وأن حرائق الغابات ستؤدي إلى تآكل مخزونات الكربون في المناظر الطبيعية وستبدأ في تضخيم تغيّر المناخ.”
وقال إن حرائق الغابات في “الصيف الأسود” قدمت للعلماء نافذة على مستقبل الحرائق الشديدة، ولكن الآن هناك الكثير من أحداث الحرائق غير العادية التي من المستحيل مواكبة ذلك. وأضاف: “نحن في مرحلة… حيث تخبرنا جميع المفاتيح والأقراص والأضواء الموجودة على لوحة التحكم أن لدينا مشكلة حقيقية”.

نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم
المصدر:الميادين نت

Optimized by Optimole