ترامب يراجع الاستراتيجية الأميركية تجاه كوريا الشمالية

Spread the love

من مات سبيتالنيك وديفيد برونستروم – واشنطن – رويترز – في مواجهة اختبارات متنامية لعزيمة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بالتشدد مع كوريا الشمالية يعمل مساعدوه على استكمال مراجعة استراتيجية حول كيفية التصدي لتهديدات بيونجيانج الصاروخية والنووية.

فقد ازدادت أهمية هذه المراجعة وتأكدت لواشنطن ضرورة التصدي للتحدي الأمني بعد تكرار إطلاق كوريا الشمالية صواريخ في الآونة الأخيرة واغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في ماليزيا.

وقال مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية إن كل الخيارات مطروحة من تشديد العقوبات التي تهدف لدفع كوريا الشمالية للعودة إلى محادثات نزع السلاح إلى إعادة الأسلحة النووية الأمريكية إلى كوريا الشمالية بل وتوجيه ضربات جوية استباقية لمواقع الصواريخ الكورية الشمالية.

وأضافوا أن إجماعا بدأ يتشكل حول الاعتماد على زيادة الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية لاسيما من خلال الضغط على الصين لبذل المزيد لكبح جماح كوريا الشمالية وفي الوقت نفسه نشر دفاعات متقدمة مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية وربما في اليابان أيضا.

وقال مسؤول أمريكي إن من الاحتمالات الأخرى إعادة وضع كوريا الشمالية على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

وسيجيء ذلك ردا على الاشتباه في استخدام غاز أعصاب في حادث القتل الذي وقع في مطار بماليزيا الشهر الماضي. وسيؤدي ذلك لفرض عقوبات مالية إضافية على بيونجيانج كانت قد رفعت عنها عند رفع اسمها من القائمة عام 2008.

ولاتزال بيونجيانج ترزح تحت عقوبات شديدة تفرضها الأمم المتحدة وعقوبات أخرى تفرضها دول بصفة فردية.

وفي الوقت الحالي يرى المسؤولون الأمريكيون أن القيام بعمل عسكري وقائي تصرف محفوف بمخاطر شديدة في ضوء احتمال إشعال حرب إقليمية والتسبب في خسائر بشرية كبيرة في اليابان وكوريا الجنوبية وبين عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين المرابطين في البلدين.

ومع ذلك فربما يزداد الاهتمام بمثل هذه الأفكار إذا مضت كوريا الشمالية قدما في تهديدها باختبار صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على إصابة الولايات المتحدة.

وكان ترامب قال عبر تغريدة على تويتر قبل أن يتولى منصبه في يناير كانون الثاني مباشرة “هذا لن يحدث” عندما قال كيم إن كوريا الشمالية على وشك اختبار صاروخ من هذا النوع.

وقال مصدر بالحكومة الأمريكية إن بوسع ترامب أيضا أن يلجأ لتصعيد الهجمات الالكترونية وعمليات سرية أخرى تهدف إلى إضعاف القيادة الكورية الشمالية.

* المراجعة قد تكتمل هذا الشهر

قال المسؤولون إن من المتوقع أن تستكمل المراجعة بنهاية الشهر الجاري. غير أن القرارات قد تتعطل بسبب بطء وتيرة شغل ترامب للمناصب في مجال الأمن القومي.

ومن المعروف أن ترامب لا يطيق صبرا على المناقشات التفصيلية للسياسة الخارجية غير أن المسؤولين قالوا إنه راعى فيما يبدو تحذيرا من الرئيس السابق باراك أوباما قال فيه إن كوريا الشمالية ستكون أكثر المشاكل الدولية إلحاحا التي يتعين عليه التصدي لها حتى أنه طلب الإطلاع على تقارير المخابرات في هذا الموضوع.

وفي حين شدد المسؤولون على ضرورة إقناع الصين ببذل المزيد للضغط على كوريا الشمالية كان أول رد فعل ملموس من جانب ترامب على اختباراتها الصاروخية البدء في تركيب نظام دفاعي متقدم مضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية الأمر الذي أثار حفيظة بكين.

وقال دبلوماسيون إن هذه الخطوة ربما تطمئن حلفاء الولايات المتحدة لكنها قد تأتي بنتائج عكسية باستعداء الصين التي ترى في هذا النظام تهديدا وتقلل من استعدادها لتصعيد العقوبات على بيونجيانج.

وقال دبلوماسيون صينيون إن بكين تبذل كل ما في وسعها.

وقالت بوني جليزر من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن بوسع الصين إغلاق بنوك تبرم تعاملات مالية مخالفة مع كوريا الشمالية وتقاضي الشركات الوهمية التي تسهل الصفقات وتوقف صادرات النفط وتطرد عمال كوريا الشمالية.

* لا خيارات عسكرية صالحة

قالت جليزر إنها لا ترى أي خيار عسكري صالح. ورغم فشل المفاوضات السابقة فهي لا تستبعد أن يجرب ترامب الوسائل الدبلوماسية.

ومن الأفكار الممكنة في هذا الصدد تجميد برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية وهو ما لا يفي بالمطالب الحالية المتمثلة في نزع السلاح النووي.

وأضافت جليزر “كوريا الشمالية قد تصر على الاعتراف بها كدولة تمتلك السلاح النووي كشرط مسبق وفي هذه الحالة سيتعين على الولايات المتحدة أن تبت فيما إذا كانت ستقدم هذا التنازل.”

وقال ايفانز ريفير الدبلوماسي السابق الذي تعامل مع كوريا في عهد الرئيس جورج دبليو بوش إن على واشنطن الضغط على كوريا الشمالية بالعقوبات ونشر القوات العسكرية وبالعمليات السرية.

وأضاف أن هذا المسلك “سيجبر النظام على إعادة التفكير في مساره ويرجح عودته إلى الحوار ونزع السلاح النووي خشية أن يجازف بالانهيار.”

وليس من الواضح ما إذا كان ترامب مستعدا لقبول المجازفة الضرورية لإنجاح مثل هذه الاستراتيجية.

Optimized by Optimole