ايران تندد بـ «خطاب الكراهية والجهل» الذي ألقاه ترامب في الامم المتحدة

Spread the love

“شجون عربية”_ اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الثلاثاء) في أول خطابه له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن «الدول الخارجة عن القانون» تشكل «خطراً» على شعوبها والدول الأخرى، في حين هاجم بشدة كوريا الشمالية، وتوعد «بتدمير كامل» في حال هدد نظام بيونغيانغ الدول المجاورة له، وحذر من أن الجيش الأميركي سيصبح «أقوى» من أي وقت مضى.

وقال ترامب: «طالما انا في هذا المنصب، فسادافع عن مصالح أميركا وأضعها قبل اي مصلحة اخرى، ولكن مع وفائنا بالتزاماتنا إزاء دول اخرى، ندرك انه من مصلحة الجميع السعي الى مستقبل تكون فيه كل الدول ذات سيادة ومزدهرة وآمنة».

وأضاف: «أميركا تقوم بأكثر من مجرد الكلام عن القيم المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة. دفع مواطنونا الثمن الأغلى للدفاع عن حريتنا، وحرية دول كثيرة ممثلة في هذه القاعة العظيمة».

ووصف ترامب نظام كوريا الشمالية بأنه «شرير»، واعتبر أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون انطلق في «مهمة انتحارية». وقال: «الولايات المتحدة لديها قوة كبرى وتتحلى بالصبر، لكن اذا اضطرت للدفاع عن نفسها او عن حلفائها، فلن يكون امامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل».

وفي إطار ذلك، وعد الرئيس الاميركي بالقضاء على «الإرهاب الإسلامي المتطرف». وقال: «يجب على كل الدول المسؤولة ان تعمل معاً لمواجهة الإرهابيين والتطرف الإسلامي الذي يلهمهم. سنوقف الإرهاب الإسلامي المتطرف، لأنه لا يمكننا ان نسمح له بأن يمزق دولنا، وبالفعل ان يمزق العالم اجمع».

واضاف «يجب ان نقضي على الملاذات الآمنة للارهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم، وكل شكل من اشكال الدعم لأيديولوجيتهم الدنيئة والشريرة».

وفي إيران، ندد بالاتفاق «المعيب» الذي أبرمته الدول العظمى مع إيران في شأن برنامجها النووي في 2015، مؤكداً أنه على الإطلاق أحد أسوأ الاتفاقات التي شاركت فيها الولايات المتحدة، في مؤشر جديد على عزمه على إلغاء هذا الاتفاق او اعادة النظر به.

وقال ترامب إن «الاتفاق مع ايران هو من أسوأ الصفقات واكثرها انحيازا التي دخلت فيها الولايات المتحدة على الاطلاق. بصراحة، هذا الاتفاق معيب للولايات المتحدة ولا اعتقد انكم رأيتم اسوأ ما فيه».

ومن المفترض ان يبلغ ترامب في 15 تشرين الاول (اكتوبر) المقبل الكونغرس، ما اذا كان يشاطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية رأيها في أن طهران تفي بالتزاماتها الواردة في هذا الاتفاق.

وهاجم ترامب في خطابه النظام الايراني و«أنشطته المزعزعة لاستقرار» المنطقة. وأضاف: «صدقوني، حان الوقت لأن ينضم إلينا العالم بأسره في المطالبة بأن توقف حكومة إيران سعيها خلف الموت والدمار»، متابعاً أن «الحكومة الإيرانية حوّلت بلداً غنياً وذا تاريخ وثقافة عريقين الى دولة مارقة مرهقة اقتصادياً، وتصدر بشكل أساسي العنف وسفك الدماء والفوضى».

بدوره، انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الأميركي ودافع بشدة على الاتفاق النووي الإيراني «الجيد» قائلاً، إن «أولئك الذين لا يحترمونه لا يتسمون بالمسؤولية».

وأضاف «سيكون التخلي عنه خطأ جسيماً وعدم احترامه أمراً غير مسؤول، لأنه اتفاق جيد ضروري لإحلال السلام، في وقت لا يمكن فيه استبعاد حدوث حريق جهنمي». وأشار إلى أنه أوضح ذلك لترامب وللرئيس الإيراني حسن روحاني عندما التقى بهما أمس.

وصرح روحاني في مقابلة مع قناة «ان بي سي»: «اذا امتنعت الولايات المتحدة عن احترام الالتزامات وداست على هذا الاتفاق، فهذا سيعني تحملها تبعات فقدان ثقة الدول فيها».

وتساءل روحاني «بعد سيناريو محتمل كهذا، أي بلد سيكون مستعداً للجلوس الى الطاولة مع الولايات المتحدة والتحدث عن القضايا الدولية؟». واضاف أن «الرصيد الاكبر الذي يتمتع به اي بلد هو الثقة والمصداقية».

وتابع «كنا بوضوح، وبما لا لبس فيه اعضاء في معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. ومن الموقعين عليها. لم ننسحب منها، ولا نية لدينا في ذلك». وأكد أن إيران ملتزمة ببروتوكولات إضافية لعدم إنتاج الأسلحة النووية مطلقاً. وقال: «كما في الماضي، لم تكن لدينا النية بالذهاب في هذا المنحى ولم نفعل يوما، فان برنامجنا النووي كان دائما سلميا».

ووجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انتقادات حادة الى خطاب الرئيس الاميركي، ووصفه بانه «خطاب الجهل والكراهية». وكتب في تغريدة على «تويتر» ان «خطاب الكراهية لدى ترامب ينتمي الى العصور الوسطى، وليس الى الامم المتحدة في القرن الـ 21، لا يستحق الرد».

وعلى الصعيد السوري، دعا ماكرون إلى تشكيل مجموعة اتصال في شأن سورية، لإعطاء اندفاعة جديدة نحو التوجه إلى حل سلمي للنزاع في هذا البلد.

وأكد أن آلية المفاوضات التي تخوضها موسكو وطهران وأنقرة في آستانا في كازاخستان «لا تكفي»، لافتاً إلى ان مجموعة الاتصال التي يقترحها، تشمل الدول الخمس الأعضاء في مجلس الامن، بالإضافة إلى «الجهات المعنية» بالنزاع السوري.

أما في فنزويلا، فشجب الرئيس الأميركي بـ «الوضع غير مقبول» في ظل «الديكتاتورية الاشتراكية». وقال: «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي. بصفتنا دولة جارة وصديق مسؤول يجب أن يكون لدينا هدف للفنزويليين، ألا وهو ان يستعيدوا حريتهم ويعيدوا وضع بلدهم على السكة ويعودوا الى الديموقراطية»، مؤكدا استعداده لاتخاذ «اجراءات جديدة» ضد كراكاس من دون ان يوضح ماهية هذه الاجراءات.

من جهتها، اتهم وزير الخارجية الفنزويلي خورخي اريازا ترامب بـ «العنصرية» والسعي الى «حرب باردة» جديدة. وقال: إنه «أمام هذه النظرية العنصرية والفوقية التي يعرضها وهذه العودة الى الحرب الباردة، لوهلة لم نعلم ما اذا كنا نستمع الى الرئيس ريغان في 1982، او الرئيس ترامب في 2017».

وتابع «نحن لا نقبل تهديدات من الرئيس ترامب أو أي كان. نحن مسالمون ونريد علاقات يسودها الاحترام المتبادل»، معتبراً خطاب ترامب «محزناً للعالم» قائلاً، إنه «تحدث باعتباره قائد في الجيش يريد اجتياح دول اخرى».

من جهته، طالب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بوقف العمليات العسكرية ضد أقلية الروهينغا في ميانمار. وقال: «على السلطات البورمية أن توقف العمليات العسكرية وأن تؤمن وصول الوكالات الانسانية من دون قيود لمساعدة السكان».

 

المصدر: صحيفة الحياة

Optimized by Optimole