“شجون عربية” — نشر جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد أمس الإثنين لغزاً يدعو فيه كل المعنيين بمحاولة حله والقبول للعمل في هذا الجهاز التجسسي الشهير.
ففي العام الماضي، بدأ الموساد باستخدام الألغاز، وبعد أن تفجأ من عدد التوجهات، اتُخذ قرار أن هذه هي طريقة ناجعة لتجنيد الجواسيس الموهوبين.
واللغز معروض كرمز المنظمة ويتضمن خطاً تشفيرياً. يظهر في أسفل الإعلان رابط يجب الدخول إليه لحل اللغز. وأشارت جهات في الموساد إلى أن اللغز أصعب من اللغز في السنة الماضية.
ففي السنة الماضية، عشية ذكرى النكبة، وهو ما يسميه الصهاينة بيوم الاستقلال، اتخذ الموساد خطوة استثنائية ونشر إعلاناً بخط تشفيري لتجنيد الموظفين للعمل في مجال السايبر. تضمن الإعلان الذي ظهر فيه شعار المنظمة دمجاً كان يبدو للوهلة الأولى غير ذي أهمية من الحروف والأرقام، كان بعضها مشدداً.
حظي الإعلان الخاص باستجابة منقطعة النظير، ودخل أكثر من 25 ألف متصفح إلى موقع الموساد محاولة منهم حل اللغز. فشل معظم المشاركين بسبب صعوبة اللغز. في المقابل، نجح مئات الأشخاص في التوصل إلى مرحلة كان في وسعهم إرسال سيرتهم الذاتية إلى الموساد ومن بينهم تم العثور على بعض “الموهوبين” الذين نجحوا في حل اللغز.
وهنك ماضٍ تاريخي لهذه الطريقة، فأثناء الحرب العالمية الثانية نشرت الاستخبارات البريطانيّة إعلانا للعثور على مَن ينجح في حل الألغاز للموهوبين ليحاولوا حل آلة إنيغما (Enigma Machine) – آلة تشفير ذكية تابعة للنازيين. نجح أحد المشاركين، عالم الرياضات، آلان تورنغ، في حل الإنيغما – وساعد هذا النجاح في التغلب على هتلر.
كذلك، نشره جهاز الأمن العام الإسرائيلي(الشاباك) الأسبوع الماضي لغزاً بهدف العثور على أصحاب الرؤوس اللامعة في مجال السايبر للقيام بوظائف تكنولوجية خاصة ومتطورة في المنظمة.
وكرس أكثر من 70 ألف شخص وقتهم لمحاولة حل اللغز الغامض الذي نُشر في الإنترنت وكان متاحاً للجميع، ونجح ستة أشخاص فقط في حل كل مراحله. إضافة إلى اللغز، أطلق الموقع الجديد الخاص بالشاباك أفلام فيديو تصف نشاطات الشاباك في إطار ما يُسمح بنشره.
وكتب الشاباك عنوانا للغز كالتالي “هل أنت جيد إلى حد بعيد؟” (Are you good enough?). وتضمن اللغز ثلاث مراحل. في غضون 20 ساعة فقط منذ نشر اللغز، ترشح 480 مرشحاً للوظيفة.
وأعرب أحد المسؤولين في قسم السايبر في الشاباك عن رضاه من النجاح منقطع النظير الذي حظي به اللغز لتجنيد المرشحين للعمل، وقال إن “هناك نحو 70 ألف شخص وعشرات الآلاف في أنحاء العالم لا يزالون يحاولون حل اللغز الذي نشرته المنظمة في موقعها ونجح ستة مرشحين في حله فقط”. وأضاف: “لا أقول أن من لم ينجح في حل اللغز غير قادر على العمل في الشاباك وفي المقابل ليس من المؤكد قبول من نجح في حله بشكل تلقائي”.
وتابع المسؤول واصفاً التغييرات التي طرأت على الشاباك في السنوات الماضية، قائلاً: |كان يتم تجنيد المرشحين للعمل من خلال نشر الخبر بين الناس، ولكن في السنوات الأخيرة باتت المنظمة تجتاز ثورة وتفتح أبوابها. أصبحت المنظمة تكنولوجية جداً وتعمل في مجال السايبر أيضاً”.
وقبل عام نشرت منظمة استخبارات إسرائيلية أخرى هي جهاز “الموساد” لغزاً غامضاً من أجل التوظيف في مجال الاستخبارات والوظائف الخاصة. وكان اللغز بمثابة رفع الوعي حول وظيفة مطلوبين للعمل في المجال التكنولوجي في “الموساد”. وحاول أكثر من 25 ألف شخص حل اللغز في ذلك الحين ولكن الأغلبية فشلت، وأرسل الكثيرون سيرتهم الذاتية في أعقاب اللغز وتم قبول مرشحين قليلين كانوا بارزين بشكل خاص ونجحوا في حل اللغز بتفوق كبير للعمل.
عن موقع “المصدر” الإسرائيلي
