العربتيني ..ظاهرة عصرية أم أزمة هوية؟

Spread the love

بقلم: رنا أحمد |

لكل عصر ميزاته ولكل مرحلة تغيرات وقد اتسم القرن الواحد والعشرين بالاختصارات الواضحة لبعض الكلمات وطرق التواصل الناس مع بعضها البعض فباتوا يكتبون رسائلهم على شبكات التواصل الاجتماعي مستخدمين لغةً غير لغتهم الاصلية كاللغة العربية بالأحرف اللاتينية أو كما تسمى العربتيني أو استخدام رموز تعبيرية و تسمى الايموجي. فهي تختلف من شخص لآخر لتعطي كلمات لها معنى والتي جاءت ولادتها مع دخول الهواتف النقالة وخدمة الرسائل القصيرة الملحقة إلى العالم العربي .حيث كانت لوحاتها وبرامجها غير معربة . وهو ما أطر المستخدمين العرب إلى توظيف الابجدية اللاتينية في كتابة الالفاظ العربية، وادى انتشار الانترنت وما اشتملت عليه من مواقع وغرف الدردشة لاحقاً على رواج واسع لهذه اللغة حتى بات لها ابجدية ورموز واختصارات وأصول يعرفها متداولوها.

وتشير الدراسات الى أن اكثر من 80 بالمئة من الشباب العربي يستخدمون العربتيني ، ونحو 80 بالمئة من هؤلاء لا يجيدون الطباعة بالعربية لاعتمادهم على الانجليزية بدلاً من ذلك.

العربتيني (الفرا نكو )
هي ابجدية غير محددة القواعد مستحدثة وغير رسمية ظهرت منذ بضع سنوات، يستخدم البعض هذه الأبجدية للتواصل عبر الدردشة على الأنترنيت باللغة العربية أو بلهجاتها ،وتنطق كاللغة العربية ،إلا أن الحروف المستخدمة في الكتابة هي الحروف والأرقام اللاتينية بطريقة تشبه الشيفرة.

تقول سارة العلي (20 عاماً ) طالبة جامعية : انها تستخدم العربتيني في حواراتها على الانترنيت ،وتؤكد ان كتابتها اسهل بكثير من الكتابة بالعربية أو الانجليزية وتضيف انها تضطر الى استخدام هذه اللغة مع من يخاطبونها بها ،مشيرة الى أن الشباب يلجؤون إلى كتابة العربتيني ليظهر الواحد منهم امام الآخرين بوصفه “مودرن وعصري “ومواكبا للتطور .
سرية ومختصرة.

وترى علا حسين (25عاماً) أن العربتيني تتيح قدراً من السرية خلال التواصل مع الأخرين لأنها غير منتشرة بدرجة تتيح لجميع من حولك فهم مفرداتها ، وتضيف علا التي بدأت الكتابة بهذه اللغة منذ نحو اربع سنوات ، انها لغة مرنة وتتيح ايصال الفكرة بسهولة وسرعة بسبب ما تشتمل عليه من اختصارات ،فضلاً عن أنها تعكس التطور عند الشخص وتحميه من اتهام الآخرين له بالجهل.

من جانبها تؤكد ماري وهي ربة منزل انها نجحت في اقناع ابنائها بترك العربتيني واستخدام العربية فقط عند تحدثهم مع الأقارب والاصدقاء على برامج التواصل الاجتماعي ، وقالت أن انتماؤها الى عائلة معظم افرادها يكتبون بالعربية ساهم في تقبل ابنائها لهذا التحول في استخدام اللغة.

وكما تعارض معلمة الرياضيات ميسون (31 عاماً )العربتيني بشدة لأنها تهدم أسس العربية والانجليزية معاً على حد تعبيرها ، وتؤكد أنها لا تكتب إلا بالعربية التي وصفتها لغة ثرية بالألفاظ الكفيلة بإيصال الافكار بدقة وفعالية أثناء الكتابة.
لغة الوجوه الصفراء …

من منا لا يستعمل بشكل دائم برامج الدردشة التي تسهل التواصل بين الأصدقاء ومع الانتشار الواسع لهذه الظاهرة انتشرت الاشكال المختلفة والتي تسمى الايموجي وهي تحل الكثير من المشاكل العالقة ببعض الأحرف أو العبارات ،فهي لغة يابانية تعني الصور رمزية أو الوجوه الضاحكة جاءت مصاحبة مع الهواتف المحمولة.

وقد نشرت شركة comodo labs وهي شركة متخصصة في مجال الأمن الرقمي تقريراً مفصلاً عن المخاطر التي قد تصيب أي مستخدم للوجوه التعبيرية التي لاقت رواجاً كبيراً في الفترة الأخيرة ،وأول هذه المخاطر هي التجسس على المستخدمين من خلال أرسال رسالة تحتوي على أكثر من 4500 وجه تعبيري كما سيؤدي الى توقف عمل المتصفح والأمر ينطبق على الأجهزة الذكية.

وقد أشارت آلاء مسعود طالبة جامعية :ليس هناك شيء أفضل من التعبير بالكلمات وأنا برايي ليس فقط السمايلات (الايموجي) وراءها غاية وإنما فكرة الكتابة من الاصل تحمل غاية وأن اعتياد الشخص على الكتابة على الاختصار بحد ذاته انطواء ويبعد الشخص عن القدرة على المناقشة والمواجهة ويعتاد الفرد على الكسل.

Optimized by Optimole