إكتشاف أسرع الثقوب السوداء نمواً في الكون

Spread the love

بقلم: ميهاي أندريه – ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو —

يلتهم الثقب الأسود في جوعه الذي لا يشبع الفضاء من حوله ويستهلك مقدار كتلة الشمس كل يومين.
تشكل الثقوب السوداء أشد الأشياء كثافة في الكون. ويتراوح حجمها ما بين كتلة خمسة شموس إلى كتلة مليارات الشموس في حالة الثقوب السوداء العملاقة الموجودة في مركز معظم المجرات. ونظراً لشدة كثافتها تجذب الثقوب السوداء الأجسام المحيطة بها أكثر فأكثر إلى أن تلتهمها. إذاً الثقوب السوداء هائلة الحجم وتمتلك شهية مرافقة لها. ولكن هذا الثقب الأسود نهم بشكل لم يسبق له مثيل ولا يعلم أحد سبب ذلك.
يقول الدكتور ولف من الجامعة الأسترالية الوطنية – كلية علوم الفلك والفيزياء الفضائية: “ينمو هذا الثقب الأسود بسرعة كبيرة لدرجة إنه يضيء آلاف المرات أكثر من مجرة كاملة بسبب الغازات التي يمتصها بشكل يومي والتي تتسبب بالكثير من الإحتكاك والحرارة. ولو تواجد هذا الثقب الأسود في مركز مجرتنا درب التبانة فسوف يبدو أضوأ بعشر مرات من القمر التام. سيبدو مثل نجم دقيق يطغى بنوره على كل النجوم في السماء”.
ومن حسن حظنا أن هذا الجسم بعيد عنا، حيث يلفظ طاقة مؤلفة بمعظمها من الأشعة فوق البنفسجية بالإضافة إلى إشعاعه لكميات مهولة من أشعة اكس التي ستقتل كل أشكال الحياة على سطح الأرض.

رسم متخيل لكوازر بعيد يغذيه ثقب أسود بحجم يفوق حجم الشمس بملياري مرة.

يسمى الثقب الأسود في هذه الحالة الكوازر: نواة مجرية نشطة شديدة الإنارة تطلق الطاقة عبر كامل الطيف- بأطوال موجات الراديو والأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية وأشعة اكس. وتم اكتشاف هذا الكوازر من خلال تحليل الضوء في مجال الأشعة تحت الحمراء من الطيف- عبر ما يسمّى تأثير الإنزياح الأحمر.
يحدث الإنزياح الأحمر عندما يزداد طول موجة ضوء أو أي إشعاع كهرومغناطيسي من جسم ما والذي يحدث في هذه الحالة بسبب تمدد الكون وتموضع الثقب الأسود على بعد كافٍ لملاحظة هذا التأثير.
يقول الدكتور وولف: “مع تمدد الكون يتمدد الفضاء ويمدد ذلك موجات الضوء ويغيّر لونها. وهذه الثقوب السوداء الكبيرة والسريعة النمو نادرة للغاية وكنا نبحث عنها باستخدام الماسح الفضائي على مدى أشهر عدة. وساعدنا القمر الصناعي الأوروبي جايا الذي يقيس الحركات الدقيقة للأجسام السماوية في العثور على هذا الثقب الأسود الهائل الحجم.”
ويمكن استخدام هذا النوع من الأجسام لدراسة أشياء أخرى نظراً لشدة سطوعه وإشراق نوره على ما يحيط به.
وبحسب وولف، فإن “هذا الجسم هائل الحجم لدرجة أنه يجعل الكون أكثر شفافية وأيسر للدراسة والبحث. يتمكن العلماء من مشاهدة ظلال الأشياء أمام الثقب الأسود العملاق. وتستطيع الثقوب السوداء العملاقة السريعة النمو من كشف الضباب المحيط بها من خلال تأيين الغازات والتي تجعل الكون أكثر شفافية”.
تم التأكد من وجود ذلك الجسم. وهذه الثقوب السوداء السريعة النمو نادرة للغاية وبحث وولف عنها على مدار أشهر عدة ولكنه اليوم يبحث عن ثقوب أكثر جوعاً.

المصدر:
ZME SCIENCE
BY MIHAI ANDREI
MAY 18, 2018
ا

Optimized by Optimole