“ذي انترسبت”: تغيير النظام في فنزويلا هدف أميركي برغم نفي التورط بمحاولة الانقلاب

Spread the love

كانت شيطنة فنزويلا وخنقها مشروعاً لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن العاصمة، منذ صعود الرئيس هوغو تشافيز والمد الاشتراكي في أواخر تسعينيات القرن العشرين

تناول موقع “ذي اترسبت” الأميركي عملية الانقلاب الفاشلة في فنزويلا حيث تم أسر جنديين أميركيين سابقين كجزء من مؤامرة لاعتقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو واختطافه.

وقال الكاتب مهدي حسن: لو كانت هذه العملية معكوسة وكان الفنزويليون هم من حاولوا اختطاف الرئيس الأميركي، ماذا سيكون رد الفعل هنا في الولايات المتحدة؟ بين النخب السياسية والإعلامية؟ في دوائر الأمن القومي؟ ألن تقوم الصحافة الأميركية بنشر مقالات لا نهاية لها تندد وتنتقد مادورو؟ ألن تذيعها القنوات الأخبارية؟ هل يشك أحد في أن الجيش الأميركي سوف يستعد لمهاجمة أهداف في فنزويلا انتقاماً؟

لكن هذا بالضبط ما شهدناه خلال الأسبوع الماضي – ولكن في الاتجاه المعاكس ، ومن دون أي شعور بالصدمة أو الغضب في الولايات المتحدة.

يوم الاثنين ، كانت فنزويلا هي التي أسرت جنديين سابقين من القوات الخاصة الأميركية، لوك دينمان وأيران بيري، بعد ما وصفته السلطات بأنه “هبوط فاشل على شاطئ في قرية الصيد تشواو”. تم نشر مقطع فيديو لدينمان يخبر المحققين أنه كلف بالقبض على الرئيس الفنزويلي. في غضون ذلك، ظهر غرين بيريت غوردان غودرو، رئيس شركة الأمن الخاصة “سيلفركورب يو إس إيه”، التي تتخذ من فلوريدا مقراً لها، في مقطع فيديو إلى جانب ضابط عسكري فنزويلي سابق في ملابس قتالية، أكد فيه أن دينمان وبيري يعملان لصالحه. 

وكشفت التقارير الصحافية منذ ذلك الحين أن غودرو قد عقد اجتماعات مع حارس ترامب السابق منذ فترة طويلة كيث شيلر، ووقع عقداً بملايين الدولارات مع المعارضة الفنزويلية المدعومة من الولايات المتحدة، ويدعي أنه كان على اتصال بمكتب نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس.

يوم الأربعاء، تحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، في مؤتمر صحافي حيث أصدر إنكاراً شديد اللهجة: “لم يكن هناك تدخل مباشر من الحكومة الأميركية في هذا الأمر. لو كانت الولايات المتحدة وراء ذلك لكانت سارت بشكل مختلف”.

يقول الكاتب: ربما لم تشارك واشنطن هذه المرة. ربما يكون ترامب محقاً في القول إن هذا الفشل الذريع بالذات، والذي يبدو وكأنه مؤامرة لفيلم هوليوود سيء، “ليس له علاقة بحكومتنا”.

لكنه يستدرك قائلاً إن هذه إدارة الكذابين والنصابين، وعدم الأمانة هي السمة المميزة للبيت الأبيض في ظل ترامب، وأنه لهذا السبب فإنكارهم لا قيمة له.

بالإضافة إلى ذلك، هناك التاريخ الحديث الذي يجب أخذه في الاعتبار: لقد كانت شيطنة فنزويلا وخنقها مشروعاً لكلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن العاصمة، منذ صعود الرئيس هوغو تشافيز والمد الاشتراكي في أواخر تسعينيات القرن العشرين. في عام 2002، شجعت إدارة الرئيس جورج بوش الإبن ودعمت الانقلاب (الفاشل) ضد تشافيز. 

في عام 2015، اتخذت إدارة باراك أوباما القرار السخيف بإعلان فنزويلا رسمياً “تهديداً غير عادي” للأمن القومي الأميركي. في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة أكبر 11 مرة من حيث عدد السكان، و600 مرة أكثر ثراء من حيث الناتج المحلي الإجمالي، ومع ميزانية عسكرية 1800 ضعف حجم ميزانية فنزويلا.

في عام 2019، وصفت إدارة ترامب مادورو بأنه “غير شرعي” واعترفت بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا. حتى هذا العام، اتهمت واشنطن مادورو بتهم إرهاب المخدرات، ورفضت تعليق العقوبات على كاراكاس على الرغم من انتشار فيروس كورونا؛ ونشرت سفناً حربية أميركية بالقرب من فنزويلا فيما وصف بأنه “واحد من أكبر العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة منذ غزو بنما عام 1989 لطرد الجنرال مانويل نورييغا من السلطة”.

وخلص الكاتب إلى القول إن أي شخص يدعي أن معارضة الولايات المتحدة لمادورو تقوم على الاهتمام بالديمقراطية أو حقوق الإنسان في فنزويلا إما غير أمين أو مخدوع. للولايات المتحدة تاريخ طويل في دعم الرجال الأقوياء حول العالم – وخاصة في أميركا اللاتينية. فكر في الجنرال إفراين ريوس مونت في غواتيمالا، أو الجنرال أوغستو بينوشيه في تشيلي، أو الجنرال خورخي رافائيل فيديلا في الأرجنتين. والقائمة تطول وتطول.

وأوضح الكاتب أن السبب الحقيقي وراء هوس الولايات المتحدة بإسقاط الحكومة في كاراكاس هو بالطبع، لأن فنزويلا لديها أكبر احتياطيات نفطية في العالم لكن قادتها يعارضون الولايات المتحدة والرأسمالية. فقد كشف مدير مكتب التحقيقات الفدرالي السابق أندرو ماكابي في كتابه “التهديد”، أنه خلال مؤتمر صحافي مع مسؤولي الاستخبارات في عام 2017، سأل ترامب لماذا لم تكن الولايات المتحدة في حالة حرب مع فنزويلا، مشيرا إلى كيف “لديهم كل هذا النفط وهم قرب بابنا الخلفي.”

في كانون الثاني / يناير 2019، قال مستشار الأمن القومي لترامب في ذلك الوقت، جون بولتون، لـ”فوكس بيزنيس: “سيحدث فرق كبير للولايات المتحدة اقتصادياً إذا كان بإمكاننا جعل شركات النفط الأميركية تستثمر حقاً وتنتج قدرات النفط في فنزويلا”.

لا نعرف ما إذا كان ترامب وشركاه متورطين في محاولة الهجوم المستوحاة من غودرو على مادورو. لكن ما نعرفه هو أنهم يواصلون محاولة تجويع فنزويلا وإجبارها على الخضوع.  

المصدر: عن الميادين نت

Optimized by Optimole