ترامب يستقبل عباس الأربعاء وسط فضيحة لصهره جاريد

Spread the love

“شجون عربية” — يستقبل الرئيس الاميركي الاربعاء في البيت الابيض نظيره الفلسطيني محمود عباس الذي يسعى لاقناع دونالد ترامب باعادة اطلاق جهود السلام المتعثرة مع اسرائيل. فيما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الخميس في تقرير مطول لها أن جاريد كوشنر، صهر ترامب المكلف كوسيط لعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، تسلم مبلغ 50 مليون دولار من شركة “مجموعة ستاينميتز للألماس” الإسرائيلية الشهيرة لشراء عقارات في منطقة مانهاتن من مدينة نيويورك بمبلغ 190 مليون دولار.

ومنذ تنصيب الرئيس الجمهوري في كانون الثاني/يناير الماضي، أعرب الفلسطينيون عدة مرات عن رغبتهم برعاية أميركية من أجل وضع حد لاحد أقدم النزاعات في العالم. وسيكون اللقاء الاول بين ترامب وعباس.
ويؤكد العديد من المسؤولين الفلسطينيين الذين يسعون للعودة الى الساحة الدولية بعد أن طغى النزاع السوري وتهديدات جهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” عليها، انهم يعلقون آمالهم على ترامب، مشيرين ان رجل الاعمال مستعد للتفاوض مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني.
وقال خبير في البعثة الاوروبية في القدس لوكالة فرانس برس ان الفلسطينيين “يأملون في أن تكون شخصية ترامب التي لا يمكن التنبؤ بها لصالحهم”، موضحا “سيشعرون بخيبة أمل كبيرة لانه لا يوجد اي شيء مؤكد”.
وبحسب الخبير الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه فان الفلسطينيين يؤكدون ان لديهم أسباب وجيهة للاعتقاد بأنهم حصلوا على التزام اميركي “ولكن اليمين المتطرف الاسرائيلي يقول أيضا انه تلقى نفس الضمانات”.
واعتبر الخبير ان ترامب وضع “مطالب بالغة للغاية سيكون تطبيقها بمثابة انتحار سياسي” للرئيس الفلسطيني عباس. وأشار الى ان من بين المطالب وقف تحويل أموال لعائلات الاسرى الفلسطينيين في اسرائيل، بينما يخوض 1500 أسير حاليا إضرابا عن الطعام يحرك الفلسطينيين حتى خارج السجون.
ويتوجه عباس الى واشنطن بينما يقود منافسه الكبير داخل حركة فتح التي يتزعمها مروان البرغوثي، اضرابا عن الطعام داخل سجنه في اسرائيل بالاضافة الى انقسام مستمر منذ عشر سنوات مع حركة حماس الاسلامية ادى الى سيطرتها على قطاع غزة.
وبالاضافة الى ذلك، قررت السلطة الفلسطينية في مطلع نيسان/ابريل الجاري خفض رواتب موظفيها في القطاع ما تسبب بموجة احتجاجات هناك.
وأعلنت اسرائيل الاسبوع الماضي ان السلطة الفلسطينية في رام الله قررت التوقف عن دفع ثمن الكهرباء التي ترسل الى قطاع غزة، ما يعني ان يغرق القطاع الذي يقيم فيه مليونا فلسطيني في الظلام مع توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة هناك.
وبالرغم من التوترات الداخلية، فأن عباس المنتهية ولايته منذ ثماني سنوات والمسؤولين الفلسطينيين كثفوا جهودهم لتنظيم هذا اللقاء في البيت الابيض، بعد أكثر من شهرين من زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وقبل زيارة متوقعة يقوم بها ترامب الى الدولة العبرية، لم يتم الاعلان عنها رسميا حتى الان.
وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان ترامب قد يأتي في أواخر ايار/مايو المقبل.
ولم يتنازل الفلسطينيون عن فكرة الحوار مع الاميركيين على الرغم من دعوات اليمين المتطرف في اسرائيل الى التخلي تماما عن فكرة حل الدولتين وضم أجزاء من الضفة الغربية، بينما لم تؤد وعود حملة ترامب الانتخابية او مواقفه كرئيس منتخب الى أي شيء لطمأنتهم.

– موقف عربي موحد-
وكان ترامب وعد خلال حملته بنقل السفارة الأميركية من تل ابيب إلى القدس والاعتراف بها “كالعاصمة الابدية” لدولة اسرائيل. والقدس في صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد احتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها عام 1967 ثم اعلنت العام 1980 القدس برمتها “عاصمة أبدية” في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويتطلع الفلسطينيون الى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة.
وسجل ترامب تمايزا جديدا في السياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط بعدما أكد خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في شباط/فبراير الماضي أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وبالاضافة الى ذلك، دعا ترامب أمام نتانياهو الى “ضبط النفس” فيما يتعلق بتوسيع المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. ولكن دعوات ترامب للحد من الاستيطان لم تنجح في كبح حماسة اليمين الاسرائيلي.
ودعمت جامعة الدول العربية مرة أخرى في أواخر آذار/مارس الماضي حل الدولتين.
وكان ترامب التقى في واشنطن كلا من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الاردني عبد الله الثاني في البيت الابيض في مطلع نيسان/ابريل.
والتقى عباس السبت بالسيسي الذي أكد ضرورة “عودة الولايات المتحدة للقيام بدور فاعل في دفع جهود استئناف المفاوضات” بين اسرائيل والفلسطينيين.
ويقول السفير الفلسطيني لدى مصر جمال الشوبكي لوكالة فرانس برس ان القادة الثلاثة يشتركون في نفس “الحتمية” التي يقومون فيها باخبار “الادارة الاميركية الجديدة التزامهم بمبادرة السلام العربية”.
وتنص مبادرة السلام العربية على إقامة علاقات طبيعية بين العرب واسرائيل مقابل انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
والاحد، أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه عباس ضرورة إعادة اطلاق مفاوضات سلام “جادة وفاعلة” بين اسرائيل والفلسطينيين، استنادا الى حل الدولتين.
وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية في نيسان/أبريل 2014.
ويبقى حل الدولتين، أي وجود دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل الصراع.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير مطول لها أن جاريد كوشنر تسلم مبلغ 50 مليون دولار من شركة “مجموعة ستاينميتز للألماس” الإسرائيلية الشهيرة لشراء عقارات في منطقة مانهاتن من مدينة نيويورك بمبلغ 190 مليون دولار.

وكشفت الصحيفة أنه “في صيف عام 2012، كانت تستعد شركات كوشنر العقارية، التي تمتلكها أسرة صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنفاق 190 مليون دولار على شراء عشرات المباني السكنية في أحياء مانهاتن. ومن أجل جمع الدفعة الأولى من هذا المبلغ، والتي قُدّرت بنحو 50 مليون دولار، استعان جاريد كوشنر (صهر الرئيس) بشريك خارجي لم يُكشف عنه، إلا أنه اتضح لاحقاً أن الأموال جاءت من أحد أفراد عائلة شتاينميتز الإسرائيلية، التي بنت ثروتها كواحدة من أكبر تجار الالماس في العالم”.

وتنسب الصحيفة الى متحدثة باسم شركات كوشنر وعدد من ممثلي ستاينميتز القول أن راز شتاينميتز يخضع مع عمه الملياردير بيني شتاينميتز، (ابرز شخصية في العائلة)، إلى تحقيقات بشأن الرشوة والفساد “من قبل السلطات في أربعة بلدان منها الولايات المتحدة، حيث يحقق المدعون الاتحاديون فيما إذا كان ممثلو شركته قدموا رشاوى إلى مسؤولين حكوميين في غينيا لنيل عقد تعدين بقيمة مليارات الدولارات”.

يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية احتجزت بني شتاينميتز في شهر كانون أول الماضي حيث تعرض للاستجواب في تحقيق حول الرشوة وغسيل الأموال، كما أن سويسرا وغينيا، تقومان بتحقيقات مماثلة.

ويحيط الغموض بشراكة كوشنر مع شتاينميتز، كما يحيط غموض بأعمال أسرة كوشنر التجارية واسعة النطاق والمعقدة في إسرائيل، وبأعمال أسرته التجارية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، إلا أن صحيفة “نيويرك تايمز” سلطت الضوء في تقريرها على “إمكانية حدوث تضارب مصالح مع دوره كثاني أقوى رجل في البيت الأبيض، بعد الرئيس ترامب”.

وقالت الصحيفة انه وعلى الرغم من استقالة كوشنر في شهر كانون ثاني الماضي من منصبه كرئيس تنفيذي لشركات كوشنر، الا انه “ما يزال هو الشخص المستفيد من الصناديق الائتمانية التي تملكها شركته العقارية مترامية الأطراف، حيث شاركت شركته في عمليات استحواذ تقترب قيمتها من 7 مليارات دولار على مدى العقد الماضي، وتلقت في كثير منها دعماً من شركاء أجانب لم تكشف عن هوياتهم”.

يشار إلى أن صهر الرئيس جاريد كوشنر (35 عاما) الذي يعتبر كـ “أحد أبناء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (بحسب وصف نتنياهو نفسه الذي يعرفه ويعرف عائلة كوشنر كأصدقاء أعزاء) منذ ولادته”، كما أن سجل عائلة كوشنر مليء بالتعامل التجاري مع شركات إسرائيلية منذ ثمانينات القرن الماضي، إلى جانب تمويل الاستيطان الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية المحتلتين التي تجاوزت أكثر من 18 مليون دولار.

ومن المتوقع أن يتبوأ “جاريد كوشنر الذي يمارس أعماله وكأنه الوزير الفعلي للخارجية الأميركية بدلاً من ريكس تيلرسون” بحسب قول السيناتور الديمقراطي من ولاية كونيكتيكوت كريس مورفي الشهر الماضي، من المتوقع أن يتبوأ الموقع الأبرز بمساعدة مبعوث الرئيس (ترامب) جيسون غرينبلات في إدارة أي مفاوضات قادمة بين الفلسطينيين وإسرائيل بعد استقبال الرئيس الأميركي ترامب للرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض يوم الأربعاء المقبل 3 أيار 2017 .

وعلمت “القدس” دوت كوم من مصادر ثانوية ولكنها مطلعة ان “كوشنر هو الذي يدفع باتجاه قيام الرئيس (دونالد ترامب) بزيارة إسرائيل يوم 22 أيار المقبل بعد انتهاء مشاركته (ترامب) في مؤتمر حلف الناتو”.

وقال المصدر “إن هذا الدور بكل تأكيد سيحظى باهتمام وفير بعد زيارة عباس، حيث سنرى أن كوشنر سيتجه إلى إسرائيل للتحضير لزيارة ترامب”.

ويشير تقرير صحيفة نيويورك تايمز إلى “أن التعامل مع عائلة شتاينميتز يمكن أن يسبب مشاكل لجاريد كوشنر، خاصة وأن وزارة العدل الأميركية بقيادة المسؤولين المُعينين من قبل ترامب هي التي تشرف على التحقيق المتعلق ببيني شتاينميتز”.

وتقول الصحيفة “رغم أن شركة كوشنر تحتفظ بعلاقات تجارية واسعة مع إسرائيل، فقد تم تكليفه ككبير مستشاري البيت الأبيض لقيادة الجهود الأميركية للتوسط في عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط كجزء من مهامه العالمية الواسعة.

وتنسب الصحيفة للمتحدثة باسم البيت الأبيض، هوب هيكس، قولها “إن (جاريد) كوشنر يواصل العمل مع مكتب محامي البيت الأبيض ومحاميه الشخصي للتأكد من قطع صلته بأي مسألة خاصة تتعلق بأطراف محددين قد يكون على علاقة عمل مع أحد منهم”.

ويلفت التقرير إلى أن كوشنر سافر مراراً إلى إسرائيل، حيث حصل على التمويل اللازم لتحقيق طموحاته العقارية كما تلقت شركاته أربعة قروض على الأقل من أكبر بنك في إسرائيل، (بنك هبوعليم)، كما تعاونت مع شركة “هاريل”، وهي واحدة من أكبر شركات التأمين في إسرائيل.

المصدر: وكالات، نيويورك تايمز

Optimized by Optimole