اسكتلندا وانكلترا.. قرون من تاريخ مضطرب

اسكتلندا وانكلترا.. قرون من تاريخ مضطرب
Spread the love

“شجون عربية” — يشكل التصويت حول الاستفتاء بشأن استقلال اسكتلندا في برلمان المقاطعة، استمرارا لتاريخ شهد الكثير من التقلبات بين اسكتلندا وانكلترا قبل اتحادهما في 1707.
منذ بداية القرن الثاني (حوالى 120) شيد الرومان جدار هادريان لحماية أنفسهم من القبائل الكاليدونية ورسم الحدود الشمالية لانكلترا الحالية.
بعد حوالى 700 سنة ومع تقدم الفايكينغ، أصبح كينيث ماك البين او كينيث الاول يعتبر مؤسس أول ملكية اسكتلندية بعدما نجح في جمع شعوب البيكتس والسكوتس.

– حروب الاستقلال –
طوال القرون الوسطى باكملها، توالت الحروب بين المملكتين الاسكتلندية والانكليزية. وعندما دعي ملك انكلترا ادوارد الاول الى التحكيم في الخلافة العائلية الملكية الاسكتلندية، أعلن نفسه ملكا على اسكتلندا وقام بغزوها في 1296. بعد سنتين هزم جيش انكلترا “حارس مملكة اسكتلندا” وليام والاس، لكنه هزم بدوره أمام روبرت ذي بروس في 1314 في بانوكبرن.
في 1328، وقع اتفاق ادنبره نورثهامبتن للسلام، واستعادت مملكة اسكتلندا استقلالها، لكن المعارك لم تتوقف.
في 1502، وقع معاهدة السلام الدائم ملكا اسكتلندا جيمس الرابع وانكلترا هنري السابع وحاولا بذلك وقف المعارك المتقطعة بين الدولتين. ومن تكريس هذا الاتفاق قدم هنري الثامن ابنته مارغريت لتكون زوجة لجيمس الرابع.
اجتمعت المملكتان في 1603 مع اعتلاء جيمس الرابع عرش انكلترا بصفته أقرب ورثة ملكة انكلترا اليزابيث الاولى.
لكن انكلترا واسكتلندا بقيتا كيانين سياسيين منفصلين حتى كانون الثاني/يناير 1707 عندما وقعت بعد مفاوضات طويلة معاهدة الاتحاد التي ولدت معها مملكة بريطانيا العظمى وعلى رأس ملك وبرلمان.
تشكل هذه المعاهدة الاساس الفعلي للمملكة المتحدة التي تضم ايضا ايرلندا الشمالية وويلز.

– لا لبريكست –
في 1934، أسس القوميون الاسكتلنديون المحبطون من تأثيرهم الضئيل في برلمان المملكة المتحدة، الحزب الاستقلالي “الحزب القومي الاسكتلندي”.
في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 1967، دفع اختراق حققه الحزب القومي الاسكتلندي في انتخابات جزئية في هاملتون، بقضية الاستقلال الى واجهة الساحة الوطنية.
وبعد استفتاء حول نقل سلطات، حصلت اسكتلندا في 1998 على وضع منطقة شبه مستقلة واصبح لها في العام التالي برلمان. ويتمتع برلمان اسكتلندا بصلاحيات واسعة خصوصا في مجالات التعليم والصحة والبيئة والعدل. أما القضايا المتعلقة بالدفاع والدبلوماسية فتعود الى لندن.
في 16 أيار/مايو 2007 وللمرة الاولى منذ نقل سلطات اليها، شغل الاستقلالي اليكس سالموند زعيم الحزب القومي الاسكتلندي رئاسة الحكومة وأطلق مجددا فكرة اجراء استفتاء على الاستقلال. في تشرين الاول/اكتوبر 2012 أقرت بنود الاستفتاء بين السلطتين التنفيذيتين البريطانية والاسكتلندية.
في 18 أيلول/سبتمبر 2014، دعي أكثر من أربعة ملايين اسكتلندي الى الاستفتاء، صوت 55 بالمئة منهم ضد الاستقلال.
وبينما صوتت بريطانيا بنسبة 52 بالمئة على الخروج من الاتحاد الاوروبي في استفتاء 23 حزيران/يونيو 2016، اكد 62 بالمئة من الاسكتلنديين انهم يريدون البقاء في اوروبا مما أطلق الجدل مجددا حول الاستقلال.

المصدر: فرانس برس

Optimized by Optimole