بوتين و الحنين إلى روسيا قوة عظمى

Spread the love

توفيق المديني — كما كان متوقعًا، تمت إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأحد 18مارس 2018، رئيساً لروسيا لولاية رابعة في انتخابات أشبه باستفتاء، إذ حصل على نسبة 76.67 في المئة من الأصوات، أي أكثر بكثير من نسبة 63.6 في المئة العام 2012، وأكثر بكثير من كل النسب التي تحدثت عنها استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة.وبذلك، سيبقى بوتين رئيساً لروسيا حتى 2024 حين سيبلغ من العمر 72 عاماً وسيكون أمضى 25 عاماً، منها في السلطة بعد تعيينه خلفاً للرئيس السابق بوريس يلتسين.
وشارك في هذه الانتخابات نحو مائة مليون ناخب في أكثر من 94 ألفا من مراكز الاقتراع، كما شارك في التصويت نحو مليوني ناخب آخرين يتواجدون خارج الأراضي الروسية. ومثلت هذه الانتخابات الرئاسية تصويتا على شعبية بوتين في غياب أبرز معارضيه اليكس نافالي الذي ابعد من السباق الانتخابي بقرار قضائي، وحصول منافسه الأبرز مرشح الحزب الشيوعي البليونير بافيل غرودينين، على نسبة 12.1 في المئة من الأصوات، فيما حلّ القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي في المرتبة الثالثة، بحصوله على نسبة (5.8 في المئة)، والصحافية القريبة من المعارضة الليبرالية كسينيا سوبتشاك 1.5 في المئة.

بوتين و إعادة الاعتبار للدولة الروسية
في أعقاب انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفييتي في ديسمبر/كانون الأول ،1991 تحولت السياسة الخارجية الروسية، وعلى مدى عقد التسعينات من القرن الماضي تقريبا، توافقااًواستجابةً مع المواقف الأمريكية، وانسحبت روسيا من بعض المواقع التي كان وجودها فيها يمثل نوعاً من التحدّي الموجه للولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني على حد سواء، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط. وفضلا عن ذلك، كانت روسيا من بين كثير من دول العالم التي حاولت استثمار أحداث 11سبتمبر2001 للتقارب مع الولايات المتحدة. فراحت تقدم نفسها على أنها الشريك والحليف الذي يعتمد عليه في محاربة ما يسمى الإرهاب، وفي سبيل ذلك قدمت روسيا تنازلات سياسية وأمنية وعسكرية في آسيا الوسطى، كان البعض يعتبرها إلى عهد قريب من المحرمات في السياسة الروسية.
وشكل تخلّي الرئيس بوريس يلتسين للرئيس فلاديمير بوتين عن مهامه الرئاسية، قبل حوالِ أربعة أشهر من نهاية ولايته، بعد أن عين فلاديمير بوتين رئيساً للوزراء، أبلغ تعبير عن أن مرحلة رئاسة يلتسين التي امتدت حوالِ ثماني سنوات من سنة 1991 ولغاية 1999، استهلكت ذاتها، ولا بد من مُنقذ، بالرغم من الأوضاع الصحية الصعبة التي كان يعاني منها هذا الأخير.
ولم يَكن بوتين معروفاً لدى فئات المجتمع الروسي. فقد تخرج فلاديمير بوتين المولود في 7 تشرين الأول/أكتوبر 1952 في لينغراد، من الدائرة الدولية لكلية الحقوق في جامعة لينيغراد (بطرسبرغ حالياً) سنة 1975، ثم التحق بجهاز المخابرات السوفياتية. عاش في برلين الشرقية من العام 1985 إلى العام 1990. وكان من مؤيدي الرئيس السوفياتي الأخير ميخائيل غورباتشوف، خاصة لناحية التخلص من عبء جمهوريات الاتحاد السوفياتي على روسيا من الوجهة الاقتصادية. وعمل في مدينة بطرسبرغ نائباً لرئيس البلدية منذ عام 1994 إلى حين استدعاؤه إلى موسكو عام 1996، للعمل في الإدارة المركزية، وعينه الرئيس بوريس يلتسين عام 1998، أول رئيس لجهاز الأمن الفيدرالي الجديد الذي حل محل”ال ك.جي.بي”. ثم عُين إضافة إلى ذلك سكرتيراً لمجلس الأمن القومي الذي يتولى أمور الحرب في الشيشان. ثم أصبح أصغر رئيس وزراء سناً في تاريخ روسيا، وذلك في آب 1999. وتخلى له يلتسين عن رئاسة الدولة في نهاية كانون الأول 1999، وفق لما يقتضيه الدستور (حلول رئيس الوزراء رئيساً للدولة بالوكالة في حالة الفراغ)، فدعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة في آذار 2000، ونجح في الجولة الأولى بحصوله على 53% من الأصوات. وأُعيد انتخابه رئيساً لفترة رئاسة ثانية في آذار 2004، وفاز بغالبية 71.3% من الأصوات. مما لا شك فيه أن وصول بوتين لرئاسة الحكومة، ومن ثم إلى رئاسة الدولة عام 2000، كان نتيجة توافقات حصلت بين يلتسين ومن كان يحيط به من رجال الطبقة الحاكمة.
دخل بوتين قويًا إلى الكرملين كرئيس منتخب، بعد أن كان رئيسًا بالوكالة، في 7 مايو2000. (وأعيد انتخابه لولاية ثانية في 14 مارس 2004)،و تدخل في الأمن لمواجهة عصابات المافيا والتمرد الشيشاني، كما سبح في حوض الاقتصاد الروسي العَكِر، وعمل على ترسيخ زعامته الأحادية للبلاد، في الوقت الذي جاهد فيه على إعادة الاحترام لمؤسسات الدولة وجيشها، ومكانتها الدولية، وحضورها في الساحات الإقليمية المتنوعة، وفي الميادين المتعددة، سواء كان ذلك على مستوى سوق السلاح وتشعباته التقليدية والاستراتيجية، أم على مستوى هموم الطاقة ومشاكلها، أم في الملفات الإقليمية الساخنة في العالم، لا سيما منها ملف الشرق الأوسط.
إنّ الواقع مرّ ومعبّر: «لقد شكّل انهيار الاتحاد السوفييتي الكارثة الجغرافية العظمى في هذا القرن. بالنسبة للأمّة الروسية، كان ذلك مأساة فعلية». هذا ما صرّح به الرئيس فلاديمير بوتين في خطابه السنوي في البرلمان، في 25 نيسان/أبريل 2005. لقد عبّر بهذه الطريقة عن خوف الكرملين بوجه الانهيار الذي لا يقاوم لسلطته وخسارة الأراضي التي احتلّها على مدى ثلاثة قرون.وكان فلاديمير بوتين رسم معالم سياسة خارجية لروسيا مرشحة أن تشكل «سياسة المستقبل» التي تتجاوز وجوده «المادي» في الرئاسة، وبغض النظر عن نجاح مشاريعه للعودة، أولا كرئيس للوزراء، ولاحقا كرئيس للجمهورية من جديد، فإنّ السياسة التي رسمها لروسيا تبدو متوافقة مع رؤيتها لمصالحها. فقد طور بوتين سياسة خارجية تقوم على التعاون مع الصين كما مع الهند والعالم الإسلاميّ.
منذ وصوله إلى السلطة في خريف العام (نهاية عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين)1999، بواسطة حرب الشيشان الثانية، لم يخف فلاديمير بوتين نواياه. بل إنه يتفاخر بطرح مفهومه للسياسة الخارجية بشكل صريح، وفكرته عن روسيا، ورؤيته للعلاقات الدولية. وقد طبعت فلسفته السياسية بتكوينه زمن الاتحاد السوفييتي ومن خلال مهنته الأولى: ضابط مخابرات في جهاز الكي جي بي في ألمانيا الشرقية. والحال هذه فهو يشير في أحاديثه إلى مرجعية الاتحاد السوفييتي دائما. وهذه المرجعية لا تتعلق بالحنين إلى نظام يعي بوتين ضرورات تطوره الحديث، بقدر التحليل لموازين القوى: الاتحاد السوفييتي كان قوة عظمى محترمة مكّن روسيا من لعب دور يناط بمكانتها التاريخية. وقد أدّى انهيار النظام السيوفييتي، لا كنموذج من التنظيم للمجتمع فقط، ولكن كعامل تنظيم واستقرار للنظام الدولي بشكل خاص، إلى إعادة توزيع الأوراق لمصلحة الغرب عامة والولايات المتحدة الأميركية خاصة.
إن أحد أهداف فلاديمير بوتين المعبر عنها في إطار المقارنات الدائمة مع أميركا، تكمن في جعل روسيا قوة تحتل بها المركز الشاغر بعد زوال الاتحاد السوفييتي. ومن هنا كان تركيز بوتين على موضوع السياسة الخارجية، إذ يندر أن يوجد ملف أساسي في السياسة الخارجية اليوم من دون موقف روسي معترض.
لا يوجد أدنى شك في عقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تعتبر المستهدفة الأولى من قبل الإرهاب الدولي المرتكز على الجماعات الإسلامية المتشددة، و بسبب المخاوف من دور آت للإسلاميين، وعلى خلفية الحساسية الخاصة من التيارات الإسلامية التي ارتبطت في شكل مباشر أو غير مباشر بالوضع الداخلي في روسيا، إبان حربها على التطرف والنزعات الانفصالية في شمال القوقاز. وواضح أن التيارات التي بدأت معتدلة في هذه المنطقة أخذت تنحو نحو التطرف الديني لاحقاً.

بوتين و إنقاذ روسيا المحاصرة
لقد دشن فلاديمير بوتين حملته الانتخابية في بداية شهر مارس الجاري من خلال كلمة بثها التلفزيون الروسي واستغرقت ساعتين أمام جلسة مشتركة لأعضاء البرلمان الروسي، وقد كشف فيها النقاب عن تطوير صاروخ كروز جديد وصفه بأنه “لا يقهر”، وأنه يمكنه أن يصل إلى أي مكان في العالم. وتعهد بوتين بالحدّ من الفقر في البلاد خلال السنوات الست المقبلة، وتشير إحصاءات إلى أن 42 مليون شخص في روسيا يعيشون تحت خط الفقر، غير أن بوتين قال إن العدد هبط الآن إلى 20 مليون شخص، ولابد من الاستمرار في هذا الاتجاه. وأكد أنّ الفترةَ المقبلةَ ستَحملُ ما وصفه بشعارِ “الانتصارات المشرفة”.
وكان التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية من أبرز سياسات الرئيس فلاديمير بوتين في السنوات الأخيرة، إذ شكلت الأزمة السورية فرصة تاريخية لروسيا لاستعادة دورها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، الذي كان يعتبر الحديقة الخلفية للهيمنة الأميركية.فعلى مدى ما يقرب من ربع قرن، منذ تفكك الاتحاد السوفيتي، كانت الاعتبارات الاقتصادية والحاجة الملحة لتعافي الاقتصاد الروسي هي المحرك الرئيسي للسياسة الروسية تجاه الشرق الأوسط. وعكفت القيادة الروسية على دفع التعاون في المجال التقني والاقتصادي، وبناء استثمارات مشتركة في قطاع الطاقة مع عدد من دول المنطقة، على النحو الذي يسهم في استعادة قوة روسيا الاقتصادية، ويؤهلها للعب دوراً أكثر تأثيراً على الساحتين الإقليمية والدولية.
إلا أنه مع تفاقم الأزمة السورية واشتداد الصراع الإقليمي و الدولي على سورية، بدا واضحًا أن الاعتبارات الاستراتيجية والأمنية تقدمت واحتلت الأولوية في تحرك روسيا باتجاه الشرق الأوسط، ويأتي في مقدمتها أهمية تعزيز الوجود الروسي في البحر المتوسط كممر وحيد للبحر الأسود، وهو ما تضمنته العقيدة العسكرية البحرية الجديدة التي صدق عليها الرئيس بوتين في 26 تموز/يوليو 2015. حيث نصت الوثيقة على ضمان وجود عسكري بحري “دائم” لروسيا في البحر المتوسط، وتعزيز المواقع الاستراتيجية لروسيا في البحر الأسود، رداً على تحركات الولايات المتحدة، و حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وكان بوتين يعتقدبعد ثلاث سنوات من حرب جورج بوش على الإرهاب في بداية الألفية الجديدة ,وفي نطاق مواجهته للتمرد الأصولي الإسلامي في شمال القوقاز،أن الهجمات المحتملة على روسيا تأتي من جهتين.فمن ناحية ,هناك الأصولية الإسلامية التي تهاجم روسيا بوصفها معقلاً للحضارة المسيحية, وهناك من ناحية أخرى, “بعض الأوساط الغربية” تعتقد كما كان الأمر في زمن الحرب الباردة أن روسيا ضعيفة تخدم مصالحها, وهي لا تفهم أن روسيا قوية تشكل سدًّا منيعًا ضد البربرية حسب إعتقاد بوتين. و في الواقع, كل شيء يجري كما لو أن بوتين عمل على إختزال أزمات الوضع الدولي إلى شعار مركزي واحد: الحرب على الإرهاب الدولي.
فمن القوقاز إلى الشرق الأوسط, و من آسيا الوسطى إلى آسيا الشرقية مرورًا بمناهاتن وضواحي المدن الأوروبية التي تقطنها جاليات مسلمة, هناك عدو واحد, هناك قوة عالمية شريرة: الإرهاب الدولي. من هنا شكلت الأزمة السورية البوابة الرئيسة لعودة روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط، نظرًا لالتقاء المصالح والرؤى الاستراتيجية بين سوريا وروسيا من أجل محاربة الإرهاب، الذي لم يعد يشكل تهديدًا وجوديًا لسورية فحسب، بل أصبح يشكل تهديدًا استراتيجيًا لروسيا في خاصرتها الجنوبية متمثلة بجمهوريات القوقاز، حسب وجهة النظر الروسية.
وخلال سنوات حكمه الطويلة ركز بوتين في خطابه السياسي الموجه للشعب الروسي، على روسيا “القاعدة المحاصرة” لجذب الجمهور إليه ، من خلال لعبه على العامل الوطني .فالتأكيد على الطابع الوطني ،وتجييشه في نفوس الجماهير الروسية ،من جانب بوتين ، يدخل في سياق الرسالة التي يوجهها إلى الولايات المتحدة الأميركية ،وهي أن ثمة قاعدة جيو-سياسية قديمة تقول: “من يسيطر على روسيا يسيطر على أوراسيا”،أي( أوروبا وآسيا). فروسيا ترفض نشر الدرع الصاروخية في بعض بلدان أوروبا الشرقية، و تركيا، إذ تعتبر ذلك جزء من استراتيجية التطويق و الحصار لكيانها السياسي و الجغرافي ومجا لها الحيوي الاستراتيجي .ويعتقد بوتين أن مشروع نشر الدرع الصاروخية،يشكل تهديداً مباشراً على الترسانة العسكرية التقليدية و النووية لروسيا، إذ إنه قادر بتوجيه ضربة سريعة وقاضية الى الإمدادات الصاروخية الإستراتيجية-البرية في روسيا، والغواصات الحاملة للصواريخ البالستية، والقضاء على نقاط الإطلاق وتفعيل المنظومات الفضائية–الجوية الروسية، لإحباط أي عملية إطلاق للصواريخ بواسطة الليزر. في البر الأميركي، تستطيع منظومة الدرع الصاروخية هذه تدمير أي صاروخ يتخطى الدفاعات الآنفة الذكر من دون أي صعوبة أو عسر.
وجاءت مع الأزمة الأوكرانية حيث قضت “الفوضى الخلاقة”الأمريكية على حكومة منتخبة ديمقراطياً في كييف. تصرف بوتين في مواجهة الأزمة بقوة الدولة العظمى خاصة في القرم، حدث ذلك في أوسيتيا الجنوبية وفي أبخازيا قبل سبع سنوات، ثم عاد وتكرر في شبه جزيرة القرم. ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها، حيث يؤمن ذلك الضم “قاعدة سيفاستوبول” – مطل روسيا الوحيد على المياه الدافئة في البحر الأسود ـ ما يمكن روسيا لوجستياً من الوصول لاحقاً إلى البحر الأبيض المتوسط والمياه الدافئة. ثم عاد التوتر مع أوكرانيا ليتصاعد مع إعلان جمهوريتي “دونتسك الشعبية” و”لوهانسك الشعبية” في شرق أوكرانيا المواليتين لموسكو والمتمتعتين بمظلتها.وهو الأمر الذي أدّى إلى ظهور مؤشرات حرب باردة جديدة كادت أن تذكرنا بالعلاقات السوفييتية- الأمريكية في عقود ما قبل الانهيار المروع للاتحاد السوفييتي.” الناتو” أصبح على أبواب روسيا حيث ضمت أميركا لهذا الحلف في الوقت الضائع دولاً محاذية لروسيا كدول البلطيق الثلاث وبولونيا ورومانيا وبلغاريا.
لقد شكل انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا عام 2014 نقطة تحول مفصلية في الاستراتيجية الروسية، ليس فقط على الصعيد الدولي والأوروبي، وإنما تجاه الشرق الأوسط أيضاً. فمن المعروف أن البحر المتوسط هو المنفذ الرئيسي للبحر الأسود، حيث أهم الأساطيل الروسية في القرم. وبدون وجود مستقر وآمن لروسيا في المتوسط فإن إنجاز استعادة القرم يفقد الكثير من أهميته الاستراتيجية.
ومن جهة ثانية هناك رغبة روسيا المستاءة من استراتيجية التطويق والحصار المفروضة عليها من جانب أميركا عبر دخول معظم بلدان أوروبا الشرقية في منظمة الحلف الأطلسي، وهو ما دفعها أخيرًا إلى خوض الحرب في القوقازلاستعادة مجالها الحيوي في جورجيا، وعبرإعادة تفعيل الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، واستعادة موقعها على الصعيد الدولي ،حيث تشكل سورية في هذا الإطار بوابة مهمة إلى المنطقة بالنسبة لموسكو لما لها من دور وتأثير إقليمي يقرّبه الجميع .
وتعتبر الأزمة السورية بالنسبة إلى الرئيس بوتين ، والنخبة الروسية ورقة مهمة في الصراع الدولي ومولد النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب أو متعدد المراكز العالمية للنفوذ والتأثير. وينعكس هذا في مواقف بعض رموز النخبة السياسية في روسيا. فزعيم حركة “أوراسيا الروسية”، الكسندر دوغين، يعتبر أن الولايات المتحدة تحاول التأسيس لشرق أوسط جديد انطلاقا من مصالحها عبر نشر “الفوضى الخلاقة” . ويقول دوغين “إن مصالح روسيا تكمن في السعي إلى بناء عالم متعدد الاقطاب بغض النظر عن مصالح واشنطن”. ويرى أن تخلي روسيا عن الرئيس الأسد سيعني أنها تكتب بنفسها شهادة وفاتها ووفاة العالم المتعدد الاقطاب.

المصدر: صحيفة العربي الجديد

Optimized by Optimole