غادي أيزنكوت: حزب الله هو العدو الذي يقلقنا أكثر من أي عدو آخر

Spread the love

“شجون عربية”_ مقابلة حصرية مع رئيس الأركان غادي أيزنكوت_(الحلقة الأولى)_ يوآل زيتون وأطيلا شموفلبي وغيدو ران.

مقابلة حصرية مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي أيزنكوت هي الأولى له منذ استلامه منصبه، وقد تحدث فيها عن الاستعدادات التي يقوم بها الجيش لمواجهة حرب جديدة مع حزب الله، وعن الخطر الإيراني.

ننقل في ما يلي أهم ما جاء في المقابلة].

•هل نحن أمام حرب؟

-“لا أرى حالياً إرادة أو حافزاً لدى أي من أعدائنا للهجوم والمبادرة إلى شنّ حرب. علمتنا تجربتنا أن اختبارنا كجيش يجب أن يكون اختباراً في مواجهة القدرة. توجد قدرات كبيرة في لبنان وقدرة معينة في سورية.

حزب الله تنظيم شبه جيش، ولديه مكونات وصفات جيش كثيرة. لقد اكتسب خبرة في السنوات الأخيرة في القتال لا أستخف بها: استخدم كتائب وألوية، وحصل على مساعدة هجومية، واستخدم وسائل جمع المعلومات. ومع ذلك دفع ثمناً غالياً، فقد قُتل نحو 2000 من عناصره وجُرح نحو 7000.

حزب الله هو العدو الذي يقلقنا أكثر من أي عدو آخر من حولنا، لكن الميزان الاستراتيجي لصالح الجيش الإسرائيلي كبير جداً”.

•قال وزير الدفاع ليبرمان إنه في المواجهة المقبلة في الشمال مع لبنان ستشتعل عدة جبهات.

•”لا أحب التهديد وإطلاق التصريحات. لدينا سياسة لاستخدام القوة أهم بكثير مما قد ما يبدو للمواطن الإسرائيلي. منذ 2006 حسّنا بصورة دراماتيكية قدراتنا، والاستخباراتية منها أيضاً. ليس لدي شك في قدرة الجيش الإسرائيلي على الانتصار على حزب الله، وتقليص الأثمان التي ستدفعها الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى أقصى حد ممكن”.

•كيف ستبدو الحرب المقبلة والمعارك المقبلة؟

•”يسعى الجيش إلى إخضاع أعدائه وتكبير نافذة الهدوء. لكن إذا اضطررنا إلى خوض الحرب، فإن اعداء الجيش سيجدون في مواجهتهم جيشاً صارماً قوياً ومحترفاً أكثر مما في أي وقت سابق”.

•كون أيزنكوت هو من أعاد بناء القيادة الشمالية في السنوات الخمس التي تلت الحرب في 2006 بصفته قائدها الأعلى، فقد عُرف بـ”عقيدة الضاحية”: ضربات نارية قوية دمرت معقل حزب الله في بيروت، وخلّفت ندوباً دائمة رادعة لحزب الله.

وعندما نسأل رئيس الأركان إذا كان نصر الله مطلوباً، يذكرنا رئيس الأركان: “حاولنا اغتيال نصر الله في بداية الحرب، وهاجمنا المبنى الذي يوجد فيه منزله والمبنى الذي كان يتحصن فيه. وطوال الحرب حاولنا تحديد مكانه. وهو يعلم لماذا يعيش في غرفة محصّنة تحت الأرض منذ 11 عاماً ولا يجرؤ على التجول، وهو رجل كان يحظى بالتقدير في لبنان، ويعلم لماذا يعيش في الظلام”.

•خلال ولاية أيزنكوت ازدادت، ومن المتوقع أن تزداد، العمليات التي يسميها الجيش “معركة بين الحروب”، وهي تسمية تطلق على عمليات إحباط موجهة ضد تزايد قوة حزب الله و”حماس” وتزودهما بسلاح متطور.

وفي الواقع، تخصص قوات جوية وبحرية وبرية خاصة وقتها في هذه السنوات للتدرب على مثل هذه العمليات السرية، التي يخصص لها أيزنكوت جزءاً كبيراً من وقته. يقول: “يعمل الجيش على مدار الساعة من أجل السماح لسكان إسرائيل بالعيش بأمان.

وتعمل قواتنا علناً وسراً، كل ليلة للقيام بمهماتها”، يهدف بعض هذه العمليات إلى منع تحويل آلاف الصواريخ الثقيلة التي لدى حزب الله إلى صواريخ دقيقة التصويب، من خلال مصانع إيرانية يجري التخطيط لإقامتها في لبنان أو في سورية.

ويجري الحديث عن تطوير صواريخ لتصبح أكثر دقة، مما يتيح لها أن تصيب من على بعد عشرات الأمتار، بدءاً بمبنى هيئة الأركان العامة هاكرياه، مروراً بقاعدة رامات ديفيد، حتى مصافي حيفا.

ويوضح رئيس الأركان: “لقد وضعنا تهديد السلاح الدقيق التصويب كخطر استراتيجي خطير على دولة إسرائيل.

نعلم منذ سنوات رغبة حزب الله في الحصول على هذه القدرة، وقد عملنا على منعها، وحتى الآن نجحنا. فهم لم ينجحوا في الوصول إلى القدرة الدقيقة. ولا توجد اليوم في لبنان قدرة دقيقة تهدد أهدافاً استراتيجية في إسرائيل”.

•يضيف أيزنكوت: “بفضل وزير الدفاع والمجلس الوزاري المصغر أعترف بأن الجيش يتمتع بحرية عمليانية واسعة جداً. لا أتذكر أننا أوصينا بعملية ورفضوها.

عملياتنا في إطار “معركة بين الحروب” لم تؤد إلى حافة اشعال المنطقة لأن أعداءنا فهموا أننا نهاجم القدرة التي يجب مهاجمتها… وعندما ننظر إلى الوراء نجد أن هذا حقق إنجازات كثيرة. لدينا تفوق استخباراتي وجوي مما يوفر ردعاً قوياً [يحول دون التعرض لـ]من الجيش الإسرائيلي، والدليل أننا قمنا بمئات الهجمات، ولم يحدث رد واحد. وهذا يدل على الردع الكبير الذي للجيش، هذا مع إدراكنا أن الردع مصطلح مراوع جداً”.

•إسرائيل هاجمت في سورية، وقد أكد ذلك رئيس الحكومة علناً، لكن الوضع في لبنان أكثر تعقيداً؟

•يقول رئيس الأركان: “منذ حرب لبنان الثانية نشأ وضع قائم، ستاتيكو، والهجمات في لبنان كانت فقط رداً على أحداث. ولقد نشأ واقع أمني هادئ على طرفي الحدود.

والتحدي الذي نواجهه هو من جهة منع تهديد استراتيجي خطير مثل [حصول حزب الله على قدرة تصويب دقيقة، ومن جهة ثانية المحافظة على الواقع الأمني المستمر منذ 11 عاماً من أجل إراحة سكان الطرفين”.

•وأضاف: ” الأمر الذي اختلف في السنة الأخيرة هو العنوان السياسي اللبناني ومطالبة الدولة بتحمل المسؤولية، وذلك نظراً لانتخاب سعد الحريري رئيساً للحكومة وعون رئيساً للجمهورية.

بعد وقت قصير من التصريحات العدائية لحسن نصر الله وأتباعه في الحدود، نرى الحرير يصل إلى هناك ويريد المحافظة على الهدوء. وقد ذهب إلى الولايات المتحدة وسمع هناك مطالبة الدولة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها. هذا الأسبوع تباهى وزير الدفاع اللبناني بالانتصار في القلمون وقال إن الجيش سيذهب الآن إلى الجنوب لتحمل المسؤولية.”

•وأضاف: “هذه عملية تستغرف وقتاً. والصورة الاستخباراتية التي لدينا تفيدنا بأن نصر الله ما يزال موجوداً في جميع القرى – الشيعية بالطبع – المتاخمة لدولة إسرائيل ويبني قدراته من دون أي ازعاج، وفي هذا الواقع المعقد تفرض الحكمة أن نتصرف بصورة صحيحة”…

 

المصدر:  صحيفة “ynet” عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole