د.حسان فارس: انخفاض غرس الحراج نحو28 مليون غرسة خلال الأزمة السورية

Spread the love

دمشق – خاص “شجون عربية” – حوار فاطمة الموسى |

وفق تساؤلات عدة عن القطاع الحراجي في سورية من انخفاض مستوى الإنتاج وتحسنه في الآونة الأخيرة، وخطط وزارة الزراعة السورية والعمل الذي تقوم به مديرية الحراج الزراعي متمثلة بمدير الحراج الزراعي الدكتور حسان فارس التقت مراسلة “شجون عربية” بالدكتور فارس، فكانت الإجابات واضحة وشفافة. وهذا ما يوضح أهمية دور مديرية الحراج الزراعي في هذا التوقيت لتحسين الثروة الحراجية فكان الحوار التالي:

*بداية.. بماذا تأثر القطاع الحراجي بعد ما مرّت به البلاد وما نسبة انخفاض المستوى الإنتاجي وهل يوجد تحسن ملموس؟
في البداية ..هناك مفارقة كبيرة بالقطاع الحراجي في سوريا قبل الأزمة وبعدها. كان يوجد لدينا 46 مشتلاً حراجياً، الطاقة الإنتاجية العظمى التي وصلنا بها من الإنتاج هي 30 مليون غرسة خلال العام الواحد قبل الأزمة، وكانت 30 مليون غرسة تزرع في المواقع الحراجية المستصلحة، وفي الغابات الطبيعية لرفع الكثافة الحراجية. ولكن للأسف خلال فترة الأزمة التي مرت بها البلاد وصلنا إلى إنتاج مليون و860 غرسة (1000860) أي تم خفض الخطة تقريباً بما يعادل 28 مليون غرسة. وهذا له تأثير على المساحات الخضراء على مستوى البلاد، ورافق هذا أيضاً اعتداء ممنهج من قبل العصابات الإرهابية من قطع الأشجار الحراجية بأنواعها المختلفة السائدة المهددة بالانقراض أو المدرجة على اللوائح الحمراء كالنباتات أو كأشجار أنواع حراجية مهددة بالانقراض على المستوى المحلي أو على المستوى العالمي، بالإضافة إلى الاعتداءات التي حصلت بالحرق الممنهج لغايات عسكرية أو لغايات تفليس الدولة من الموارد الطبيعية المباشرة أو غير المباشرة كالفوائد التي تجنى من خلالها.
وزارة الزراعة، وخاصة مديرية الحراج هي الجهة المسؤولة عن إدارة هذه الغابات والمواقع الحراجية، وفق قانونين هما قانون الحراج رقم 6 لعام 2018، وقانون الضابطة الحراجية رقم 41 لعام 2006 بالإضافة إلى وجود ما يسمى رؤية وطنية والمعروفة بالسياسة الحراجية. هذه الرؤية تنظم وتحدد مهام مديرية الحراج لدى وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وتوكل إليها المهام بما يحقق الأهداف أو الغايات المرجوة من هذه المهام وكلها تصب في حماية الثروة الحراجية وزيادة المساحة الخضراء بالإضافة إلى الاستفادة من المنتجات الموجودة في هذه الغابات والموارد الطبيعية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
بالنسبة للشكل المباشر للاستفادة فهي تعتمد على القيمة التجارية وإمكانية الحصول على مردود مالي يكون مسانداً لخزينة الدولة، بالإضافة إلى تحسين المستوى المعيشي للسكان المحليين من خلال تشغل اليد العاملة، وتأمين متطلبات الحياة اليومية من الأحطاب. أما الفوائد غير المباشرة فمعظمها تتكرس في الفوائد البيئية من تلطيف المناخ المحلي إلى غيرها من الفوائد البيئية.
إن انخفاض الإنتاج من 30 مليون إلى 100860غرسة سينعكس سلباً على المساحة الخضراء في البلاد،. هنا دقت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ناقوس الخطر. ومن خلال خبرة الفنيين الموجودة في دائرة الحراج ودوائرها على مستوى المحافظات تم العمل على وضع الخطط السنوية لرفع خطة إنتاج المشاتل، ووصلنا في هذا العام إلى إنتاج 6 ملايين غرسة تم رفعها من100860 غرسة.
طبعاً كانت ثمة زيادة تسلسلية وفي الخطة الإنتاجية القادمة سنعمل ونجتهد الى أن نصل الى الخطة العظمى وهي 30 مليون غرسة. ومع زيادة خطة الإنتاج وغراس المشاتل الذي يترافق مع زيادة المساحات المحرجة في هذا العام، إذ وصلت المساحات المفروض حرجها خلال الموسم الحالي إلى ما يزيد عن ثلاثة آلاف هكتار. وتتنوع المساحة المحرجة ما بين الأراضي الجديدة المستصلحة حديثاً وبين رفع الكثافة في المواقع التي تعرضت للاعتداءات المختلفة.

*ما هي الخطوات الوقائية لعدم حدوث الحرائق وكيف يتم التعامل معها؟ وماهي الأضرار الناتجة عن الحرائق التي نشبت في العام أو الموسم الماضي؟
نحن دائماً كفنيين نعمل على حماية الغابات من الاعتداءات المباشرة وغير المباشرة، فنعتبر الحرائق العدو الأول والعدو الذي ينهك أعمالنا وخاصة الخطط الموضوعة، لأن الحريق خلال ساعات قليلة ممكن أن يحوّل منطقة خضراء تتنوع فيها الأحياء الحية وغير الحية إلى منطقة جرداء قاحلة تتأثر بالظروف الجوية المناخية، وأيضاً يعرض المنطقة المحروقة إلى اعتداءات أخرى.
إذا تحدثنا عن موضوع الحرائق نحتاج إلى أجزاء عدة، فالحرائق على مستوى العالم تكون مسبباتها إما طبيعية أو غير طبيعية.
المسببات الطبيعية تكون ناتجة عن الصواعق وارتفاع درجات الحرارة وتسلط أشعة الشمس على قطع زجاجية أو معدنية مما يؤدي إلى انعكاس هذه الأشعة على منطقة تتوفر فيها الوقود الطبيعي من أعشاب ونباتات جافة فترتفع الحرارة في هذه المنطقة وتشتعل النار تلقائياً، ومن ثم تتوسع النيران.
هذه الحالات في بلادنا أو في منطقة البحر الأبيض المتوسط قليلة نوعاً ما فتكمن في مناطق تكون فيها درجة الحرارة عالية كالمناطق الاستوائية. أما في بيئة البحر الأبيض المتوسط لا نقول إنها غير موجودة وإنما قليلة.
أما الأسباب غير الطبيعية أو التي نسميها الأسباب البشرية وهي الأخطر فهي تكمن في بيئتنا، تكون ناتجة عن مسببات عدة. المسبب الأول هو ناتج عن أعمال الإهمال عندما يتم رمي أعقاب السجائر من نوافذ السيارات والمواصلات بجوانب الطرقات فيؤدي وجود وقود طبيعي أي أعشاب أو نباتات ووجود عقب السيجارة في بيئة جافة تحتوي على نباتات حولية فسيكون هناك اشتعال مباشر في هذه المنطقة، وربما تنتقل الحرائق من جوانب الطرقات إلى الغابات المجاورة بصورة مباشرة.
وهناك سبب آخر ناتج عن الإهمال أثناء فترات الاستجمام والسياحة فالغابات والمواقع الحراجية هي مكان مقصود للراحة والاستجمام لدى المواطنين للتمتع بمناظر الطبيعة بشكل عام، والطهي والشواء، ونتيجة الشواء قد يؤدي إلى نشوب الحرائق، بالإضافة إلى أعمال الإهمال التي تنتج من خلال حرق المخلفات الزراعية عند الأخوة المزارعين أو الفلاحين. يمتاز الفلاح السوري بالهمة والنشاط والجدية في الاستثمار ويعمل المزارع السوري على حفر الجبال واستصلاحها وتحويلها من مناطق قاحلة الى مناطق صالحة للزراعة.
عند قيام الفلاح بحرق مخلفات الزراعة في بعض الحالات من دون اتخاذ الإجراء الوقائي كترك مساحة خالية من المواد القابلة للاشتعال ما بين مكان الحرق أو الغابة.
لدينا حالات أخرى تكون حرائق مفتعلة ممكن نتيجة الثأر. نحن ذكرنا أن هناك قانون الضابطة الحراجية وهذا القانون هو قوة عسكرية ممانعة مسلحة تعمل على مراقبة وحماية الثروة الحراجية من الاعتداءات، ومن خلال متابعة المراقبة بالمواقع الحراجية بشأن مخالفة معينة بقطع أشجار حراجية أو غيرها من المخالفات فتلجأ عناصر الضابطة الحراجية لكتابة الضبوط الحراجية وإحالتها إلى المحاكم أصولاً فتتم العقوبة والغرامة المالية حسب القوانين الموجودة في قانون الحراج. وبعد عقوبة المخالف يمكن البعض أن يقوم بعملية الثأر بحرق الغابة انتقاماً من عناصر الضابطة الحراجية.
وثمة حالة أخرى ربما يقوم بعض الطامعين خلال سنوات الحرب على سوريا بعملية الحرق المقصود بأراضي الحراج قد تكون غاية عسكرية أو غاية اقتصادية وفي الحالتين هي عملية تخريبية.

*ما هي خطة الوزارة للتعامل مع الحرائق؟
نحن كوزارة ومديرية الحراج الزراعي والدوائر الموجودة في المحافظة لدينا خطة في التعامل مع الحرائق، الخطة تكون قبل الحريق وأثناء الحريق وبعد إخماده. الإجراءات التي نقوم بها كوزارة قبل موسم الحرائق أي قبل الشهر الرابع تقريباً، يقوم مدير الحراج والفنيين العاملين في القسم المعني بزيارة جميع مراكز حماية الغابات أي مراكز الإطفاء والتأكد من جاهزية الآليات والتأكد من جاهزية العدد والأدوات اللازمة المستعملة في أرض الحريق، والتأكد من سلامة وسائل الاتصال المتاحة بين الفنيين العاملين في إخماد الحرائق لأن الاتصال هو وسيلة من الوسائل المهمة في مثل هذه الحالات للتواصل بين الفنيين ووضع قائد الحريق بالصورة الصحيحة له داخل موقع الحريق، بالإضافة إلى الإستماع لمتطلبات العمالة لأن العامل الموجود هو أعلم من الفنيين الذين يقومون بعمل مكتبي. بالإضافة إلى المرور في الطرق والتأكد من سلامة هذه الطرق وإمكانية المرور منها ومرور العربات وسيارات الإطفاء ضمن هذه الطرقات أثناء الحريق. نحن لدينا أبراج مراقبة منتشرة على امتداد الرقعة الحراجية وظيفتها هي السرعة في الإبلاغ عن حدوث أي حريق، كلما كان الإبلاغ مبكراً كلما كانت السيطرة عليه أسهل وبوقت أقصر.
الأبراج تكون في مناطق مرتفعة عن المناطق الحراجية، ويكون العمل فيها على مدار 24 ساعة بالمناوبة، يتم التواصل مع الجهات المعنية في حال ظهور أي دخان أو في حال مشاهدة أي علامة تدل على الحريق ويتم إبلاغ أقرب جهة على الفور ليتم اتخاذ الإجراءات، والتوجه إلى المكان والتواصل لاسلكياً بين العاملين للوصول الى منطقة الحريق. وفي حال ثبوت أن هناك حريقاً يتعامل الواصلون معه فور الوصول إلى المكان، ونعمل على الإحاطة بمنطقة الحريق لإخمادها وعدم امتدادها إلى مساحات أوسع.
وفي حالة الحرائق الكبيرة يتم الاستنفار على مستوى المحافظات ليكون إخماده بإشراف مدير الحراج، كل الإمكانيات الموجودة في منطقة الحريق التابعة لوزارة الزراعة وباقي الوزارات وأهمها وزارة الإدارة المحلية العون الأول لنا في إخماد الحرائق، تكون بقيادة مدير الحراج. وأي شخصية كانت في موقع الحريق مهما بلغت مستواها يكون مدير الحريق هو مدير الحراج أو قائد الحريق هو مدير الحراج، لأسباب عدة لكونه ملماً أكثر بالأمور الفنية للموقع وملماً أكثر بنوعية الأشجار ومدى اشتعالها من الناحية الإيجابية أو السلبية، وهو أعلم في كيفية إخماد الحرائق.
أما مرحلة ما بعد إخماد الحريق فيتم التحري من قبل عناصر الضابطة الحراجية عن سبب الحريق، ويتم كتابة الضبوط اللازمة بهذا الشيء ليتم تقدير المساحة المحروقة من قبل لجان مختصة. وبعد ذلك واجب على وزارة الزراعة أو مديرية الحراج العمل على المساحة المحروقة وفق قانون الحراج رقم 6. وقبل البدء بعملية الزراعة لا بد من تنظيف الغابة من الأخشاب والأحطاب المحروقة، فيتم دخول الموقع والعمل على قطع الأشجار الحراجية المحروقة الموجودة، وجمع المخلفات الموجودة وترحيلها إلى مراكز التجميع.
كما تتم دراسة أنواع الممكن زراعتها في هذا الموقع بما يتناسب مع الظروف المناخية والبيئية الموجودة في المنطقة، ويتم وضع خطة لهذه المنطقة بإختيار الأنواع المناسبة وكيفية الزراعة ونحرص على البدء بالزراعة بمحيط المنطقة المحروقة لعدم السماح للطامعين بالزحف للمساحة المحروقة. وتتم الزراعة على محيط الغابة ومن ثم تتم زراعتها ضمن مرابيع معينة أو خطة معينة من مساحة إلى أخرى.
وأثناء مناقشة خطة التحريج تكون الخطة مقسمة إلى حالات: الحالة الأولى مساحات جديدة تسمى مساحات جديدة هي المساحات المستصلحة، تكون مساحات جبلية نحن نعمل على استصلاحها ونزرعها بأنواع حراجية، فرضاً لو زرعنا ألف هكتار هذه تضاف لميزان الأراضي الحراجية طبعاً بعد أن كانت تعد مساحات قاحلة.
ثانياً: لدينا المساحات القديمة أو رفع كثافة حراجية، وهي الأراضي المسماة أراضٍ حراجية. هذه مناطق لا يمكن إدراجها كمساحات جديدة لأنها من الأساس حراجية، نطلق عليها مصطلح رفع كثافة حراجية وهذه المساحة إما تكون محروقة أو مقطوعة أشجارها أو أساساً تغطيتها الحراجية ضعيفة فتسمى رفع كثافة حراجية وتزرع بالأنواع الحراجية المناسبة.
ولدينا بند ثالث وهو مختلف فبالإضافة للحرائق هناك مساحات للمسافات تحددها لزراعة منطقة معينة هذه وفوراً يتم بعد انتهاء الدراسة زراعة هذه المساحة.
وفي آخر الموسم الماضي تعرضت منطقة الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس بالإضافة الى منطقة حمص إلى حرق المساحات الحراجية، وكانت في ذات التوقيت أي أننا نخمد حريقاً في مكان فينشب حريق في مكان آخر. ونحن كاختصاصيين في إدارة الحراج نشير الى هذه الحالة إلى أنها حالة حرق ممنهج، كان الحرق في جبهات عدة وهذا يؤدي إلى إضعاف القوى والإمكانيات نتيجة توزيع العمالة أو توزيع الآليات على مواقع عدة، يكون غايته حرق مساحات كبيرة، فمن خلال العمل الذي قامت فيه وزارة الزراعة، هذا العمل الدؤوب، ومتابعة وزير الزراعة بصورة مباشرة والتواصل معي من أرض الحريق، وتقديم كل الإمكانيات التي يلزم تأمينها بالإضافة إلى الدور الذي قامت به فرق الدفاع المدني، عملنا كفريق واحد وأخلاق واحدة، وخسرنا شخصين من العاملين القائمين على إخماد الحريق. وهذا يدل على التمسك بأرضنا والدفاع عنها ضد الأيادي التخريبية.
وأياً كان الهدف نحن لن نسمح به وسنعمل ونستمر بالعمل لحماية أي شجرة موجودة في سوريا وإن خسرنا أي شجرة سنعمل بزراعة عشرات الأشجار بدل هذه الشجرة.
والاجراءات التي اتبعناها في المساحات المحروقة، نتيجة تعدد الحرائق ونتيجة الإمكانيات الموجودة وضعنا هذه المساحات تحت المراقبة، كما دخلنا إلى أغلب المواقع الحراجية والآن عملية التنظيف فيها مستمرة بقطع الأشجار الحراجية المحروقة وتنظيف الغابة. بعض المواقع تم تحريجها وفي هذا الإطار تعودنا في سوريا على كرم وأخلاق المواطن السوري. ولكن في هذا العام بالذات نتيجة الحرائق التي حدثت في الآونة الأخيرة كانت هناك مشاركة كبيرة أهلية كانت مساندة لعمال الإطفاء يداً بيد أثناء إخماد الحرائق. وحالياً نتلقى كثيراً من الدعوات لجمعيات بيئية وأنشطة شعبية لتقديم المساعدة لوزارة الزراعة والقيام بحملات التشجير على مستوى القطر.
ويوجد لدينا بعض الأنشطة كإطلاق حملة المليون غرسة حراجية فنحن كوزارة قدمنا كل التسهيلات اللازمة كالغرسات الحراجية بشكل مجاني، ويتم التنسيق مع هذه الجهات للعمل على زراعة الغراس الحراجية في المواقع الحراجية المحروقة.
إن وجود المشاركة الأهلية أو الشعبية مع وزارة الزراعة سهّل مهمة زراعة أغلب المواقع المحروقة المواقع المعتدى عليها تقريباً والمساحة التي تمت إعادة تأهليها وصلت إلى 60% تقريباً. فالعمل في الحراج عمل منهك وعمل يحتاج الى سلسلة متتابعة. وهذا يعني أننا لا نستطيع إعادة تحريج أي منطقة قبل تنظيفها وإعادة تأهيلها.
وفي محافظة حمص بالإمكانيات المتاحة وبمساعدة الأهالي الذين قاموا بمساعدتنا في إخماد الحريق، وتقديم العون بقطع الأشجار المحروقة وتنظيف أرض الموقع والتحريج أي أننا في بداية الموسم قمنا بإعادة تحريج الموقع. هذا كان رداً سريعاً ومباشراً إن كانت الحرائق مقصودة في النهاية. هذه الأرض للجميع والغابات هي ليست لوزارة الزراعة فقط، هي لكل المجتمع والمجتمعات في العالم. والأوكسجين الذي تقدمه الأشجار وتسحب غاز ثاني اكسيد الكربون ليس معنياً بشخص إنما معني بالكرة الأرضية ككل.

*بعد أن تم تحرير غوطة دمشق ما الإجراءات التي قامت بها مديرية الحراج؟
غوطة دمشق سميت بالغوطة لاتساع الأراضي الزراعية فيها ووفرة المياه. والرقعة الزراعية هي محاصيل حقلية وبستانية، المساحات الحراجية فيها قليلة ولكن بدورنا قمنا بالتعامل معها على الفور وكان تعاملنا معها سريعاً. وبتعاون بين وزارة الزراعة والمحافظ والجهات المعنية بإدارة هذه المنطقة. ولكن كان هناك دعم حكومي لهذه المنطقة ووصلنا الى المنح المجانية في الغراس المثمرة والاستفادة من المنح المقدمة من المنظمات، لإعادة عجلة الزراعة فيها لنمد الأسواق بالمنتجات الزراعية والحمضية.

*ما هي الخطة لهذا الموسم؟ وما تم إنجازه منها؟
بما يخص التحريج يتم إطلاق مصطلح الموسم، وهو لا يعني في عام بل يمكن أن يكون عامين. فالزراعة تبدأ في الشهر العاشر من العام وتنتهي في الشهر الرابع من العام الذي يليه، في هذه لدينا نوعان من زراعة الغراس الحراجية: الزراعة الشتوية والزراعة الربيعية. الزراعة الشتوية تمت وتم إنجازها من كامل الخطة وبقي لدينا الزراعة الربيعية، وهي حالياً قيد الإنجاز. حققنا منها خمسين بالمئة من الزراعة، وسننجزها كاملة. ولكن بعض الأنواع التي نزرعها تحتاج 15 أو 20 يوماً. ففي نهاية الموسم نكون قد أنجزنا الخطة مئة في المئة.

*هل سيتم اختيار ذات الأنواع الحراجية في الموسم القادم؟
الأزمة التي مررنا بها لم تساهم في إحباط أعمالنا على العكس اعتبرناها درساً من دروس الحياة، زادتنا قوة وخاصة في المجال الاقتصادي. فنحن في وزارة الزراعة بدأنا نضع خططاً سنوية بما يخص التحريج والاعتماد على أنواع متعددة الأغراض أو الفوائد. فبعض الأنواع الحراجية لديها التي لها شكل جذر تاجي يساعد على تلطيف المناخ الجوي ومنها تكون لها أوانٍ جذابة أو رائحة ذكية وغيرها من الفوائد. هذه الأنواع التي نعتمد عليها كما تتم مراعاة الظروف البيئية والمناخية، ونحن نعمل على زراعة الصنوبر الثمري، والسماق، والبطم، والخرنوب، وغراس الغار وغيرها نستفيد منها خشبياً وورقياً ومن ثمارها.
كما أن لدينا مناطق ذات تربة مالحة فتحتاج إلى أنواع معينة يتم إكثارها في هذه المناطق. كما يتم الحفاظ على الأنواع المخروطية السائدة في البيئة السورية كالسرو والصنوبر والروبينيا والكلاديشيا وغيرها. فنحن دائماً نحاول أن نركز على الأنواع ذات الفوائد المتعددة.

*ماهي الإجراءات التي يتم اتخاذها على الأراضي الحراجية بعد عودتها لسيطرة الحكومة السورية؟ وبالنسبة للقرى في محافظة ادلب هل توجد خطة لزيارتها وتحديد أضرار المساحات الحراجية فيها؟
عندما نعلم عن منطقة أنها أصبحت آمنة تتم الدراسات عن هذه المنطقة ودخولها كفريق كامل، ويتم التعامل معها فوراً حسب المرحلة التي تكون قد وصلت إليها هذه المنطقة، يتم العمل وفق مراحل ووفق خطة تناسب الحالة والعمل على زيادة أعداد ومساحات الخطط تتم من عام إلى عام إلى أن نصل إلى الرقم المثالي من حيث الإنتاجية، ومن حيث المساحة والكم والعدد. ويتم التحسين الفوري بالإمكانيات الموجودة. إدلب كمحافظة فعلاً هي إدلب الخضراء، إدلب هي منطقة مؤهلة للزراعات الحقلية والبستانية. بالإضافة إلى وجود كم هائل من الثروة الحراجية، نتمنى دخولها في أقرب وقت كاملة، وفي فترة قريبة سنقوم بزيارة المناطق المحررة للاطلاع على الواقع الحراجي والغابات. كما أن إدارة الغابات هناك طلبت المساعدة للبدء بتنفيذ النشاط الحراجي في المناطق المحررة، وسيتم تشكيل فريق عمل كامل ويتم وضع الخطط اللازمة.

هل توجد صعوبات يعاني منها القطاع الحراجي؟
الثروة الحراجية حالها حال أي ثروة في هذا البلد في ظل هذه الحرب، تعرضت لكثير من المعوقات. ولكن دائماً هناك بدائل كالغرس الحراجية المجانية التي يمكن أن تساعد في تجاوز الكثير من الصعوبات. كما أننا بحاجة إلى تجديد في الآليات وبعض الأدوات وتطوير العمل في آلية المراقبة للحرائق كالإنذار المبكر. نحن بحاجة إلى طيران مجهز لإخماد الحرائق في المناطق التي يصعب علينا الوصول إليها. وفي النهاية الوطن والمواطنة يبدأن بزرع شجرة احتفالية، عيد الشجرة هي احتفالية لكل بلدان العالم هذه رسالة للعالم أجمع أن سوريا بخير. فكثير من الشعراء وصفوا الوطن بجذوع الشجر.

Optimized by Optimole