الروائي المصري محمد الناغي: أحب في قصصي أن تكون بطلتي امرأة

الروائي المصري محمد الناغي: أحب في قصصي أن تكون بطلتي امرأة
Spread the love

القاهرة – خاص “شجون عربية: — أجرى الزميل الدكتور عماد الدين عيشة، وهو عضو في الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي. حواراً مع الروائي والقاص المصري محمد الناغي، والآتي نص الحوار:

عزيزي الأستاذ محمد الناغي، من فضلك اعطني نبذة مختصرة عن نفسك وعن أعمالك؟
محمد الناغي، قاص وروائي مصري- بكالوريوس تجارة جامعة قناة السويس- قسم إدارة أعمال. من مواليد 12 تموز- يوليو 1979- محافظة بورسعيد. عضو عامل في اتحاد كُتَّاب مصر.
أب لطفلين. درست إدارة الأعمال في كلية التجارة فقط لأني لم أجد قسم صحافة في جامعة القاهرة (تم إدراجه بعد ذلك بعام!).
أدركت أنني مولع بالقراءة عندما كان عمري عشر سنوات. وأصدرت أول أعمالي في عام 2012، الآن صار لي أربعة روايات ومجموعتان قصصيتان. بفضل الله حزت جوائز في القصة والرواية والسيناريو.
أرى في ولوج كل صنف جديد من الأدب تحدياً جديداً. حلم حياتي أن أرتزق من الكتابة بحيث لا أعمل سواها. بالتأكيد تدركون مدى المتعة أن تعمل ما تحب.
إن كنت أحب أن ارتزق من عمل أحبه، لكان بالدرجة الأولى من الكتابة، ثم الموسيقى، ثم الرسم. وهي هوايات جميعها أحبها وأمارسها.
كلما أنظر إلى أولادي، وأستشعر ما بداخلي تجاههم، أستشعر كم الرحمة التي يدخرها لنا الله عز وجل.

منذ متى وأنت تكتب؟
عندما كنت في العاشرة بدأت كتابة أول قصة- كموضوع تعبير طلبه أخي الأكبر، بعدها اندهشت لإكتشاف قدرتي على الكتابة الأدبية.

وكم كتبت في الخيال العلمي من روايات وقصص قصيرة؟
روايتان؛ أحدهما منشورة (ارتداد)، وقصتان قصيرتان (يوجينيكس، وبين الأبعاد)، وكلتاهما في مجموعتي القصصية “دم الأخوين” التي نفدت طبعتها الأولى، ولم أتعاقد بعد مع دار أخرى لإصدار طبعة جديدة.

ما الجوائز التي حصلت عليها لكتاباتك؟
الجوائز:
الرواية:
– فوز رواية “العِقد الثالث” بالجائزة الثالثة بمسابقة نادي القصة 2017.
– فوز رواية “الصحفي” بالجائزة الرابعة في مسابقة المجلس الأعلى للثقافة دورة محمد البساطي 2014.
– الحصول على الجائزة الرابعة في مسابقة نهاد شريف للخيال العلمي 2013، عن رواية (الانعكاس الكوني(.
القصة القصيرة:
– فوز قصة “أرض الرجال” بجائزة القوات المسلحة، بمسابقة إدارة الشئون المعنوية 2017.
– الفوز بالجائزة الأولى في مسابقة إحسان عبد القدوس 2012 عن القصة القصيرة (دم الأخوين).
– الفوز بجائزة وزارة الشباب في القصة القصيرة عن قصة “البئر” في 2008.
السيناريو:
– الفوز بالمركز الأول بجائزة عكاظ الدولية في السرد العربي لأحسن سيناريو مأخوذ من عمل سردي، الدورة الثانية عشر. (2018)
– الفوز بالجائزة الأولى في مسابقة أحسن سيناريو مكتوب بمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي 2015 الدورة 31 عن النص السينمائي “الصحفي”، بدورة ممدوح الليثي.
– – فوز الفيلم القصير “مكالمة”، المأخوذ عن قصة بالإسم نفسه، من مجموعته القصصية “ظلال الإثم” ، بالجائزة الرابعة بمسابقة مؤسسة التفكير الإيجابي الأولى 2013 ، كاتباً له السيناريو والحوار. كذلك اشترك الفيلم في عدد من المهرجانات الدولية للأفلام القصيرة.

كيف أثرت طفولتك وتعليمك على قرارك لتصير كاتب خيال علمي؟
لم يكن لعامل معين أي تأثير خاص في حبي أن اصير كاتبًا سوى غزارة القراءة، وفي أغلب المواضيع.
لا أميل للتخصص في كتابة نمط معين، وانما أحب الكتابة في كل المجالات؛ حيث أرى في كل منها تحديًا جديدًا.

ما نوع الأدب الذي قرأته أثناء نشأتك؟
قرأت كل ما طالته يداي.

كيف تختلف كتابة الخيال العلمي في مسقط رأسك ـ بور سعيد ـ عن العاصمة القاهرة. هل يساعدك وجودك بالقرب من البحر؟
البحر قطعًا ينبوع لا ينضب للإلهام. وإن كان المكان ذاته لا يعد عنصرًا أبدًا يمنع الكتابة، التي لا تحتاج إلا العزيمة والمثابرة.

هل النشر أصعب بالنسبة لمن يعيشون في بور سعيد؟
النشر صعب لأي فرد يقطن في الأقاليم.

قصتك “يوجينكس” (2013) وصفت كمثال على أدب مناصرة المرأة وأدب المقاومة. ما رأيك في ذلك؟
لم أكتب يوجينيكس وفي ذهني أي توجه عنصري سواء مع أحد أو ضد أحد، إنما كتبتها كقصة خيال علمي منسوجة وفق أدب المقاومة.

هل قصدت أن تكون قصتك مثال على أدب المرأة وأدب المقاومة؟
قصدت أن تكون قصة خيال علمي منسوجة وفق أدب المقاومة. من ناحية اخرى أحب في قصصي أن تكون بطلتي امرأة، ككاتب ذلك يكون تحديًا متجددًا، كما يُخرجني من قالب النمطية لدى القارىء، الذي يتوقع عادة أن الكاتب الرجل لا يميل إلا للبطل الرجل.

أخبرني عن قصتك. من أين أتتك فكرة العالم المستقبلي حيث تعزل الأجناس، وتحدث عملية التناسل خارج الأسرة، والناس يعدلون جينيا ليكون لهم متوسط عمر محدد؟ والأهم من كذلك ذلك أن أعداد الذكور تبقى محدودة؟ هذه فكرة عظيمة، لا أعتقد أنها نُفذت من قبل في الخيال العلمي، وبالتأكيد ليس من قبل مؤلف رجل!

أشكرك على الإطراء. الأفكار تأتيني عادة من قراءاتي غير الأدبية، وليس شرطاً أن تكون من مادة ما أود كتابته، فقد تأتيني فكرة خيال علمي من كتاب تاريخي، أو فكرة رواية اجتماعية من كتاب سياسي. ولكن المؤكد أن الأفكار لا تأتي من كتاب واحد، وانما من خلاصة كتب عدة، ويكون ذلك وميضًا تلقائيًا من دون تعمد مني.

هل تعتقد حقًا أن الحد من عدد الذكور سيمنع الحرب من النشوب؟
قرأت أكثر من دراسة علمية تفيد أن الذكور يميلون لإستعراض القوة والتجبر، فيما الجانب العاطفي عند المرأة يجعلها على نقيض التجبر أو سفك الدماء.

ألم تكن خائفًا من أن توقعك القصة في مشاكل مع القراء والنقاد، لان البطلة امرأة؟
أي نوع من المشاكل ذاك الذي قد ينجم عن القصة سواء مع القراء أو النقاد!
أستبعد تمامًا أن يكون القراء أو النقاد ذوي نظرة عنصرية أو رجعية بهذا الشكل؛ فقط لأن البطلة إمرأة.

هل قرات من قبل أعمال أورسولا كي. لوجوين (Ursula K. Le Guin)، كاتبة خيال علمي عظيمة من الغرب؟ لقد كتبت أيضًا رواية مقاومة شهيرة تدعى المستعبد(The Dispossessed) .

للأسف لم اقرأ لها بعد. لا توجد أعمال كثيرة لها مترجمة للعربية، ربما رواية أو روايتين فقط.

كانت بور سعيد موقع رائع للمقاومة المصرية، ضد بريطانيا وفرنسا خلال العدوان الثلاثي عام 1956، وضد إسرائيل في حرب 1973. هل لهذه الذكريات أي تأثير على نشأتك ومشوارك الأدبي؟
طبيعي أن يكون لتاريخ بورسعيد وأثره على أهلها أثر غير مباشرعلى أبنائها، وعلى كل الأصعدة وليس الأدبي فقط.

في روايتك “ارتداد” (2017)، لديك أيضًا شخصية نسائية فعّالة، العالمة المصرية هبة. ما الذي كنت تأمل أن تحققه من خلال هذه الشخصية وعلاقتها بالبطل ياسين، رائد الفضاء؟
كل شخصية من شخصياتي سواء كانت ذكراً أو انثى تكون لها ضرورة درامية في سياق الرواية أو القصة، لا أتعمد مسبقًا تحديد جنس البطل، إنما الدراما وطبيعة الحدوتة هو ما يحدده. وفي المرحلة التي تتلو ذلك يكون الاجتهاد في بناء الشخصية جيدًا، كي تكون واقعية يتقبلها القارىء.

لماذا إسرائيل ليست مذكورة في الراوية؟
إسرائيل دولة عمرها سبعون عامًا، أقيمت بطريقة يعلمها العالم كله. من ناحية أخرى ثمة اتجاه في الإعلام الموجه الآن يهدف لطمس فلسطين تلك الدولة القديمة قدم التاريخ، ويستهجن أي ذكر لها. أنا ضد هذا الاتجاه. وجميع المثقفين على مستوى العالم ومن مختلف الثقافات، وعلى مدار التاريخ، يُكسِبون أدبهم نكهة تنويرية، فليس كل الأدب تسلية محضة.

وأخيرًا، ما هي خططك للمستقبل؟
بمشيئة الله لدى خطط في الكتابة أتعشم أن يجعل الله عمري كافيًا لإنجازها.

هل تخطط لجزء ثاني لرواية “ارتداد” أو “يوجينكس”؟
ليس واردًا الآن، وإن كان جاءتني أكثر من مطالبة لتحويل قصة “يوجينيكس” لرواية. وإن كنت قد قمت فعلًا بتحويل “يوجينيكس” إلى مسرحية قصيرة.

لما توقفت عن كتابة القصص القصيرة؟
لم أتوقف عن كتابة القصص القصيرة، فلدي الآن مجموعة قصصية كاملة تربو عن دزينة. ولكني لم أنشرها بعد. دور النشر هي السبب، لا تطلب إلا روايات، وإن عرضت عليها قصصًا نأت بجانبها وتكاسلت.
وروايات الخيال العلمي تقابلها ذات المشكلة. عندي الكثير من الأفكار لروايات خيال علمي أتحمس لتنفيذها، ولكني أُرجئها بسبب رفض دور النشر المصرية نشر هذا النوع من الروايات.

Optimized by Optimole