توفيق شومان: التوتر مفتوح بين طهران وواشنطن وأستبعد نشوب حرب

توفيق شومان: التوتر مفتوح بين طهران وواشنطن وأستبعد نشوب حرب
Spread the love

حاورته فاطمة الموسى / التصعيد بين ايران وأميركا بات واضحاً، بين اسقاط طائرة أمريكية وزيادة تخصيب اليورانيوم وغيرها من الأحداث ماهو المنحى الذي سيأخذه ؟ في صدد هذا الحديث مع الصحفي والباحث السياسي توفيق شومان حوار خاص لمجلة شجون عربية :
1:ـ كيف ترى أفق التصعيد الأميركي ـ الإيراني ؟
اعتقد ان التوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن مفتوح على مدى زمني طويل، ففي ظل الإجراءات الأميركية المتعاقبة لحصار ايران اقتصاديا ، والتحدي الإيراني في المقابل ، لا يمكن التوقع بإنفراجة قريبة ، بل يمكن القول إن احتمال ” الإشتباك المحدود” ، أمر وارد ، مثلما جرى في مرحلة “حرب الناقلات ” خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي ،حيث اشتبك الطرفان مرات عدة ، ومن دون أن يتحول أي اشتباك الى مواجهة مفتوحة .
هذا يعني أن المرحلة المنظورة ،ستسيطر عليها ما يُعرف ب ” سياسة حافة الهاوية ” ، ولكن من دون الإنزلاق الى الهاوية ، إلا في حالة حدوث خطوة غير مدروسة أو غير محسوبة من أحد الأطراف ، مما يؤدي إلى انفجار الأوضاع وخروجها عن السيطرة .
ـ 2:ـ هل تتوقع مواجهة عسكرية وكيف ترى هذا المشهد؟
في المبدأ ، المواجهة العسكرية غير مدرجة في حسابات الطرفين الإيراني والأميركي ، فإدارة الرئيس ترامب ، وترامب نفسه يقول نريد التفاوض ولا نريد الحرب ، وكذلك فإن الإيرانيين يقولون بأنهم ليسوا ذاهبين الى الحرب إلا أنهم مستعدون لها ، ومهما يكن من أمر ، يدرك الطرفان أن ساعة انطلاق الحرب يمكن التحكم بتوقيتها ولكن ساعة نهاية الحرب لا يمكن لأحد تحديدها .
وعلى هذا الأساس يتجنب الطرفان الوقوع في الحرب ،وبالتحديد الحرب العسكرية ، إلا أن الحرب تدور رحاها عمليا من خلال الحصار الإقتصادي والحظر النفطي على ايران ، وفي ظل اعتماد طهران ثلاثة مسارات لمقاومة الحرب الإقتصادية والنفطية ، وهما التحدي والتصدي أولا ، والإتجاه نحو آسيا ثانيا ،والتدرج بفك الإلتزام من الإتفاق النووي ثالثا ،وهذا من حقها ، فإن الولايات المتحدة تعمل على تشكيل حلف دولي ضاغط لتكثيف الحصار على إيران ، ولغاية الآن لا يبدو من العناصر الفاعلة للحلف المذكور سوى بريطانيا التي احتجزت ناقلة نفط ايرانية وأرسلت سفنا حربية الى منطقة الخليج .
عموما هذه هي صورة المشهد.
ـ 3:ـ كيف يمكن لإيران القيام بتخصيب اليورانيوم ولا تتعرض لعقوبات أوروبية ودولية ؟
وفقا للمادة 36 من “الإتفاق النووي” بين ايران والمجموعة السداسية ، يحق لأي طرف العودة إلى مرحلة ما قبل الإتفاق إذا لم تلتزم به الأطراف المقابلة ، وما يقوم به الإيرانيون من رفع نسبة التخصيب من 3،67إلى 4,5،هو تطبيق للمادة المشار إليها أنفا .
وأما عن العقوبات الأوروبية ، فلا أظن أن الإيرانيين يخشونها ، لسبب بسيط ، أن الأروبيين لم يفوا بإلتزاماتهم التي نص عليها “الإتفاق النووي ” والقاضية بالتطبيع الإقتصادي ،إذ لا يوجد مصرف أوروبي يعمل في ايران ،ولا شركة استثمارية أوروبية ،حتى في المجال النفطي فقد سحب الأروبيون شركاتهم ، ولم يلتزموا بالآلية المالية التي اتفقوا مع ايران حولها ، وهذا يعني أن العقوبات الأوروبية قائمة بالفعل إنما من دون الإعلان عنها .
الأروبيون بصورة عامة يمدحون “الإتفاق النووي ” ولكنهم لا يلتزمون به .
ـ 4:ـ هل تتوقع ان تحمي الصين وروسيا ايران من اي عقوبات جديدة؟
لا أظن أن روسيا لديها القدرة على تقديم حماية اقتصادية ملموسة لإيران ، فالإقتصاد الروسي قائم بجزء كبير منه على صادرات النفط والغاز ، وأي مساعدة روسية في هذا المجال ستأتي على حساب الإقتصاد الروسي ،وأما الصين فبإمكانها أن تفعل ذلك من خلال المحافظة على وارداتها النفطية من ايران .
وأما في الجانب السياسي ، فلا شك أن الصين وروسيا يوفران مظلة حماية لإيران ،وأي محاولة أميركية لنقل الحصار على ايران إلى مجلس الأمن الدولي ،سيجهضها الموقفان الروسي والصيني ، كما أن مواقف بكين وموسكو المتعارضة مع الحرب الإقتصادية الأميركية على ايران ، تلجم الإدارة الأميركية عن اتخاذ خطوات متهورة في الخليج .
وبمعنى من المعاني ،أن الولايات المتحدة ليست وحدها في الخليج.

Optimized by Optimole