استعجلت الحضور

ريما شهاب
Spread the love

بقلم: ريما شهاب* —

استعجلت الحضور
لم آبه لقلقِ أمي
ولم أنتظر إشارةً من الطبيب
هكذا فاجأت الجميع وأتيت بمفردي
وللفرادة اخترت تاريخاً أليماً
الثالث عشر من نيسان
ثم علمتُ لاحقاً أن مجيئي
سبّبه رحيل أخي الأكبر
وللفرادة أيضاً
كان حضوري نتيجةً لغيابه
لم آبه لدهشة أمي أو خوف أبي
و لا لنظرات جدتي المذعورة
عند رؤيتي مرميةً على الأرض
وللفرادة أيضاً و أيضاً
ابتسمت لها
ودعوتها لتكون أول من يحضنني
يومها اعتقدتُ أن البدايات تتشابه
أن الوجوه والأرواح تتشابه
كما أني افترضتُ ترابطاً متيناً
ما بين الفرح والوجع
ما بين الذات والآخر
أحببتُ فطرتي
نعم أعجبتُ بما لدي من فطرة
قد أكون أصبت أحياناً
وغفلَ عني الكثير
اليومُ أدرك يقيناً
أحببتُ تلك السنوات
الوجع يجبل الروح بالقوة
ويعلّم على تقدير اللحظات السعيدة
نعم أحب تلك السنوات
بكل ما فيها
شاكستها اتعبتها ولم تخذلني
وعند بداية العام التاسع والثلاثين
سأبوح لريما بسرّ صغير
لا زلتُ معجبة بفطرتها
ويدهشني ما اكتسبت
سعيدة أنا بها
وأحبها.

*ريما شهاب كاتبة لبنانية

ريما شهاب
الكاتبة والشاعرة اللبنانية ريما شهاب

Optimized by Optimole