إسرافيل

Spread the love

تأليف: إدجار آلان بو — ترجمة أحمد صلاح المهدي —
اللوحة للفنان Peter Mohrbacher وهي مستوحاة من القصيدة.

“والملاك إسرافيل، أوتار قلبه كأوتار عودٍ، وصوته أجمل الأصوات من بين كل خلائق الله”.

هنالك يقطن رُوحٌ في السماء
“أوتار قلبه كأوتار عود”؛
فليس ثمة من يحسن الغناء
مثل الملاك إسرافيل،
والنجوم السابحة في أفلاكها (كما تروي الأساطير)،
تُقلع عن ترانيمها، مأسورة بسحر صوته،
وتصغي في صمتٍ جليل.

متبخترًا في العلياء،
في ذروة الأنواء،
القمر المتيم عشقًا،
يتورد خداه حبًّا،
والبرق لكي يستمع
بصحبة الكويكبات السبع
يُحجم الخطى في السماء.

وهم يقولون (جوقة النجوم
والأشياء الأخرى المنصتة)
إن إسرافيل يدين بتأجج ترانيمه
إلى نيران تلك القيثارة
التي لا تفارقه؛
والحركة المتناغمة الناعمة
لتلك الأوتار النادرة.

ولكن تلك السماوات التي يجوبها الملاك،
هنالك حيث ترفع الصلوات،
حيث يتجلى الحب،
حيث تكون نظرات الحوريات
مُكللة بكل البهاء
الذي نبجّله في النجوم.

لذا، معك كل الحق
يا إسرافيل، عندما تنظر بازدراء
لكل غناء لا ينبع من القلب؛
من أجلك حِيكتْ كل أكاليل الغار،
يا أبرع الشعراء، وأحكم الحكماء!
بمرح تعيش، إلى آخر الزمان!

النشوةٍ الصوفيةٍ في عليائك
بقوافيك المتقدة تتناغم
مع حزنك، فرحك، مقتك، حبك،
مع اتّقاد أوتار العود،
لذا فالأحرى أن تصمت النجوم!

أجل، السماوات لك والنعيم،
ولكننا نحيا ما بين الحزن والحبور؛
زهور عالمنا مجرد … زهور،
وظلال عالمك الكامل البديع،
هي لدنيانا كضوء الشروق.

لو استطعتُ أن أقطن،
حيث يقطن إسرافيل،
وعاش هو حيث أعيش
ربما لم يكن ليتقن الغناء
حين يغني أغنية بشرية،
بينما ينبعث لحنٌ غاية البهاء
من قيثارتي في السماء.

Optimized by Optimole