بقلم:بشار خليف طبيب وباحث سوري / الزمان : في حوالي 1780 ق . م .
المكان : مدينة ماري على ضفة الفرات الأوسط في سوريا و التي يعود إنشائها إلى 2900 ق . م حيث استمرت فاعليتها حتى 1760 ق . م ، وسقطت تحت ضربات ملك بابل حمورابي .
الحدث : زواج ملك ماري \ زمري ليم \ من شيبتو ، ابنة ملك يمحاض \ حلب .
التفاصيل : أنشئت مدينة ماري وفق مخطط مسبق ، وأخذت فاعليتها بالتطور حتى أضحت مملكة مهمة في وسط الهلال الخصيب ، حيث سيطرت على طرق التجارة البرية والنهرية القادمة من الشرق إلى الغرب وبالعكس ، ومن الشمال إلى الجنوب وبالعكس أيضا ً .
تعرضت هذه المملكة إلى هجوم في منتصف الألف الثالث من قبل حاكم مدينة أوما الرافدية \ لوجال زاجيزي \ ، غير أنها سرعان ما تماثلت من هذا الهجوم ، وفي حوالي 1795 ق . م ، خضعت ماري للسيطرة الآشورية التي استمرت حتى حوالي 1782 ق .م .
ومع هذا الاحتلال الآشوري لماري قتل ملك ماري \ يخدون ليم \ والد زمري ليم ، مما اضطر هذا الأخير أن يفر إلى أقربائه في القصر الملكي بحلب .
وبعد انتهاء السيطرة الآشورية على ماري ، عاد زمري ليم بمساعدة ملك حلب ملكاً على ماري ، لتعود لها فاعليتها التاريخية لحين سقوطها ودمارها على يد جيش بابل .
وتشير المعطيات إلى أن مباشرة الملك زمري ليم بمشروع الزواج من \ شيبتو \ ابنة ملك حلب والتي عرفها خلال فترة نفيه هناك ، تمت بعد عودته إلى ماري .
وقد ذكرت وثائق ماري المسمارية وقائع الزواج الذي تم بالوكالة ، عبر بعثة توجهت من قصر ماري إلى بلاط حلب الملكي طالبة الصبية لتكون زوجة ملك ماري .
إن أهمية هذه الوثائق أنها تضيء على التقاليد والعادات والمراسيم المتبعة في الزواج والتي لا تختلف عما نحياه اليوم أيضا ً .
وتذكر الوثائق أن ملك ماري شكّل بعثة للذهاب إلى حلب لطلب العروس وإجراء مراسيم الزواج وجلب العروس إلى قصر ماري ، بما يشكل أول زواج دبلوماسي بالوكالة تم توثيقه .
كانت البعثة برئاسة أصقدوم و راشيا ، اللذين كانا يراسلان الملك في أثناء الرحلة حيث يذكر أحوال الرحلة والمشاكل أو العقبات التي تصادفهم ، بالإضافة إلى رسائلهما من مدينة حلب .
وتشير المعطيات إلى أن زمن انطلاق الرحلة تم بين 15 كانون الأول و15 كانون الثاني ، تحاشياً لأحوال الطقس والملاحة ، أما رحلة العودة من حلب إلى ماري فقد بدأت في شهر أيلول ، وقد استغرقت إقامة البعثة في حلب حوالي تسعة أشهر .
