“الشرق الأوسط والعالَم: أوضاع العالَم 2021”

Spread the love

شؤون آسيوية- ضمن برنامج “حضارة واحدة”، أصدرت مؤسّسة الفكر العربي الترجمة العربيّة لكِتاب “أوضــاع العالم 2021″، الذي حمل عنوان “الشرق الأوسط والعالَم”. شارك في إعداد هذا الكتاب أكثر من 30 خبيراً ومختصّاً في السياسة والعلاقات الدوليّة والاستراتيجيّة والتاريخ والحضارة، والتاريخ الاستعماري، تحت إشراف الباحثَين الفرنسيّيَن المرموقَين بـرتران بــادي ودومينيك فيـــدال. وقد نقله إلى العربيّة نصير مروّة.

“الشرق الأوسط” هو في “وثيقة ولادته” أقرب إلى أن يكون “شُـهرةً” منه إلى أن يكـون اسـماً. فهـو أوّلاً الشرق، لأنـّه شرق الذّات الأوروبيّة. إنّـه اسمُ مجالٍ إقليميّ أو فضاءٍ جِهويّ، ارتسمَت صورتُه سلفاً تِبعاً لبَرنامجٍ خارجٍ عنه واستجابةً لمشروعٍ غـريبٍ عليه؛ وهـو اسمٌ لم يَختَرْهُ أصحابُه لـه، ولكنّه انتهى إليهم كما هو. ولهـذا فإنّـه يعكس غَلَبَةً حلَّت بمنطقةٍ فجرى رسْمُها وإعادةُ تكوينهـا على أساس هذه الغَلَبَة، وتحت ضغْطِ الأحـداث الدوليّة، التي عادت هي بدَورهـا فأثَّرت فيها. ويرى بـرتـران بادي أنّ هذه التفاعُلات هي من القوّة بحيث إنّهـا تستحقّ توجيه الانتباه إليها، وأنّ الأمـرَ يسـتحقّ إجراء “تحليلٍ دوليّ للشرق الأوسط”.

الشرق الأوسط من منظورٍ دوليّ
يتناوَلُ هنري لورانـس الدَّورَ الذي لَعبهُ التاريخُ في تكوين هذا الشرق الأوسط. فالحداثةُ هنا تمـرُّ بتعـديلِ الماضي. وإذا كانت اكتشـافاتُ شامبوليون الفرعونيّة في مصر، تاريخيّةً، إلّا أنّهـا دَخلتْ في تكـوين الشـعور الوطنيّ المصريّ ضدّ الاحتلال البريطانيّ. وفي بلاد الشـام، انتهى الاحتلالُ وجـاءَ حَدَثُ الاسـتقلال ليوقِظَ تاريخاً آخـر، وليَجْعَلَ تلك البلاد تَستردُّ اسمَها القديم: سوريا؛ وجعلَ الإيديولوجيّين اللّبنانيّين يخترعون لأنفسهم تاريخاً فينيقيّاً وأجداداً فينيقيّين. ثمّ، ألا يزالُ التاريخُ يَختلط بآلام الفلسطينيّين وسواهم وبمُعاناتهم؟

والغربُ الغالِب غلبةً أظهرها انهيارُ الإمبراطوريّة العثمانيّة، حاضرٌ عنـد حميد بوزارسلان الذي لن يَجِد عناءً في اكتشـاف حضورهِ في اسـتحالات الشرق القوميّة كافّة، ابتـداءً بحالة اليسار وانتهاءً بالإسلامويّة. فالحركة القوميّة، شأنها شأن حركة الإخوان المُسلمين، شَربَتا كلتاهما من مَنابِع الغرب وإسلامويّة حسن البنّا، وهذا بعضُ نِتاج مَساق الغَرْبَنة.

الواقع يُفصِح عن نَفسِه
بعـد ذلك جاءت الحربُ الباردة، والتي أَصبح الشرقُ الأوسط أوّلَ ساحاتها كما يقول آلان غريش. فقـد راح الاتّحـاد السوفياتي يَنقضُ منذ 1945 المُعاهـدةَ التي كانت تربطه منذ 1925 بتركيـا، التي لم تلبث أن دَخلتْ في التحالُف المُعادي. وفي ظلّ هـذه الحرب الباردة جاءت المسألة الفلسطينيّة وإنْ كانت أصولهـا تعود، بحسب ساندرين منصور، إلى عام 1922، باعتبـار أنّ الانتـدابَ الذي تَبِعَ انهيار الإمبرطوريّة العثمانيّة، والذي عَهِـدَت بـه عصبةُ الأُمم، في ما عنى فلسطين، إلى المَمْلَكة المُتّحدة، كان يشتمل على “وعـد بلفور” القاضي بإنشـاء وطنٍ يهوديّ، كجـزءٍ لا يتجزّأ من “التفويض الانتـدابيّ”، بحيث يبدو الانتـداب الآن وكـأنّه كان ذريعةً من أجل الوعـد. وهـو ما يذهب إليه دومينيك فيدال ضمناً حين يستشهد في مقالته حول “إسرائيل التي تُعيد نُظم تحالُفاتهـا الدوليّة” بالرئيس الأميركي جـو بايدن، الذي قال قبل ثلاثين سـنةً من اليوم: “لو كانت إسرائيل غـير موجودة، لكان على الولايات المتّحدة اختراعهـا حمايةً لمَصالحهـا في المنطقة”.

دور النفط الإقليمي
ويُلاحظ ماتيو أوزانّو أنّ اندلاعَ الحرب الباردة توافَقَ مع بروز دَور النَّفط الإقليميّ في النِّظـام الـدوليّ منـذ سنوات 1950؛ وأنّ الحاجة إلى النَّفطِ هي التي “حدَّدت السياسة الغربيّة الشرق أوسطيّة خلال القرن المنصرم. فالقضيّةُ قضيّة نفطٍ بكلّ تأكيد” كما سيقول الجنرال الأميركيّ جون أبي زيد. كما أنّ الارتفاع المُفاجئ في الشكل الرئيس من النَّفط غـير التقليديّ هـذا، أتاح للولايات المُتّحدة الأميركيّة أن تَقِفَ في الشرق الأوسط على حـدة نسبيّاً.

وهذا الوقوف على حـدة يُسمّيه دنيس بوشـار الانسحابَ التدريجيّ للبلدان الغربيّة من الشرق الأوسط، وفكّ ارتباطها التاريخيّ معه. كما يَعتبر أنّ نتيجته الأولى كانت صعودَ قوىً إقليميّة كالمَمْلَكة العربيّة السعوديّة وتركيـا وإيران، التي اسـتحالت قوىً إقليميّة شرق أوسطيّة كبرى.

أمّا فريديريك شـاريـّون، فإنّـه يَقف عند مُفترق 1990-1991، ليَجِدَ أنّ إدارة اللّعبة الكبرى الشرق أوسطيّة، قـد انتقلت كما يقول عنوان مَقالته من أيـادٍ إلى أيـادٍ أُخرى. غـير أنّ مُستقبل المنطقة يُمكن أن يتقرَّر في الاحتجاجات الشعبيّة (كما في لبنان، أو الجـزائر…)، بأكثر ممّا يتقرَّر في المخطّطات أو الخُطط الجيوبوليتيكيّة التي تَرسمها واشنطن، أو سواها.

فك ارتباط أميركا بالشرق الأوسط؟
والحدث الأهمّ بعـد الحرب الباردة ونهايتها عنـد هؤلاء الكُتّاب، هـو سقوط الاتّحـاد السوفياتيّ، بحيث يرى برنارد هوركـاد في ثورة 1979 الإيرانيّة، “الثورة الأولى الما- بعـد- سوفياتيّة”. كما يُمكن أن يُضاف إلى هذه النتائج فَشَلُ القطبيّة الواحدة التي اعتمدَتْها المُحافَظة الأميركيّة الجديدة، وفَشَلُ الإيديولوجيّة التي تقوم عليهـا كما يرى سيلفان سيبيل.

والخلاصة التي يذهب إليهـا فيليب غوليب في ما يُسمّيه فكّ ارتباط أميركا هي أنّ “أقانيم” السياسة الأميركيّة الثلاثة في الشرق الأوسط، كانت النفط و”إسرائيل” والعـداء للشيوعيّة، وصارت بعد الحرب الباردة النفط و”إسرائيل”، فضلاً عن كبْتِ بروز قوّة كبرى إقليميّة وكبْحها. كما أنّ حروبها الأخيرة في المنطقة كانت تهدف إلى البرْهَنَة على أنّـه “ليس ثمّة خيارٌ بديلٌ قابِل للحياة” عن الـزعامة الأميركيّة فيها، وأنّهـا أَنْهَتْ سلفاً الأطروحةَ التي تشاء أن تكون نهاية الحرب الباردة قـد فَتَحَت الطريقَ أمام عالَمٍ مُتعدِّد الأقطاب. ولهـذا ربّما يتساءل كريم باكـزاد، عمّا إذا كانت بواعث التنازُلات الأميركيّة في تفاوُضِها مع حركة طالبان في أفغانستان ليست فكّ ارتباط وإنّما مُحاوَلة تَجعل من “طالبان” ومن عـرّابها، أي باكسـتان، حليفين لأميركا في المُسـتقبل.

الشرق الأوسط بين اللّاعبـين والرّهانات
أمّا لجهة اللّعبة واللّاعبين والرِّهانات، فإنّ كريم إميل بيطـار يُلاحِظ وجود تراجُعٍ عن مَنزِلة الاقتصاد الشرق أوسطيّ في الاقتصاد العالَميّ، ويرى أنّ المنطقة تُواجِه صَدمتَيْن: جائحة كوفيد-19 وهبوط أسـعار النفط. بينما يذهب جان- بول شانيولو إلى أنّ السلطات في الشرق الأوسط تَسـتخدِم جائحة كورونا لتطويعِ الحركات الاحتجاجيّة. أمّا آنيـِّس ليفالوا، فإنّها تبـدأ في مقالتها عن “الوضع الصحيّ في الشرق الأوسط في ضوء جائحة كوفيد-19” بمُلاحَظة أنّ الوبـاء كان لا يزال محـدود الانتشـار في مطلع حزيران (يونيو) 2020، وإن كان لا يُمكن التأكُّـد من الأرقام في البلدان الشـديدة الرقابة. لكنّ تدابير الحَجْر والحَصْر تعني أنّ الجائحة تَفرِض خَياراً مُستحيلاً: إذ أيّ الخَيارَيْن أفضل، المَوت جوعـاً أو الموت من الفيروس؟

لكنْ يبـدو أنّ كائناً ما كان الخَيار الذي تُجيب بـه الدول على الجائحة، فإنّ ذلك لا يؤثِّر كثيراً على مُشتريات الأسلحة في رأي فيليب دروز- فنسان، الذي يرى في بحثه أنّ كثيـراً من المُسـتوردات العسكريّة يبـدو عبثيّاً لا طائل فيه؛ بدليل أنّ مصر تَملك من الـدبّابات الحـديثة التي لا تُطابِق احتياجاتها، بأكثر ممّا تملكه القارّة الأفريقيّة مُجتمِعةً، بينما احتلَّت دولةُ الإمارات المرتبة العالَميّة الرابعة في استيراد السلاح عام 2009.

أمّا ريّان حـدّاد، فيُلاحِظ بأسىً تراجُع دَور مسيحيِّي الشرق الأوسط، ناقلي الحداثة إليه، وصلة وصْلها بين العرب والأوروبيّين. وهو يتناوَل الأوضاعَ التي آلَ إليهـا حال المَسيحيّين في فلسطين حيث انخفَضت نِسبتُهم في بلاد المَهـد إلى 1% وفي العراق من مليون ونصف إلى 120 ألفاً. أمّا أوريلي ضاهـر فترى أنّ قوّة الطوائف في لبنان تعني ضعف الدولة؛ وأنّ النِّظام السياسيّ اللّبنانيّ يَفترِضُ بطبيعته التوافقيّة وجودَ دولةٍ ضعيفةٍ من دون قـدرةٍ حقيقيّة على إخضاع مُختلف التكوينات الطائفيّة، ممّا يجعل “الحركة الاجتماعيّة في لبنان مُسـتحيلة”.

أمّا تيري كوفيل فيرى في أزمات المنطقة برهاناً على أنّ الأمنَ الـداخليَّ للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية يَرتبطُ ارتباطاً وثيقاً ودقيقاً لا فكاك لـه، باسـتقرار المنطقة. فتنظيم “داعش” انطلقَ بادئاً من سوريا ليحتلّ بعـدها العـراق، وليقترب من ثمّ من الحـدود الإيرانيّة.

الرهان الصيني
وعن الرّهـان الصينيّ، يرى دومينيك باري أنّ الاسـتراتيجيّة الصينيّة في الشرق الأوسط المُعقَّـد تتقدَّم مع مُسلَّمة بسيطة، هي أنّ السِّلمَ مَكسبٌ يُكسَبُ بالتنمية الاقتصاديّة المُتبادَلة. ولهـذا ربّما أَرادت تجاوُز الولايات المتّحدة في توظيفاتها الإنمائيّة حيث بلغت 177 ملياراً عام 2018، بينهـا 77 ملياراً في بلـدان الخليج.

ويرى إيغـور ديلانوي في عـودة روسيا إلى الشرق الأوسط نجـاحاً “للمِحـور الشرقيّ” الذي كان بريماكوف قـد صاغ نظريّةً فيه في نهاية سـنوات 1990. وقـد شكَّلت الأزمة اللّيبيّة عام 2011، بعـد عمليّات قصف صربيا عام 1999، منعطفـاً كبيراً بالنسبة إلى روسيا. كما يَعتبر أنّ تدخُّل التحـالُف الأطلسيّ ضدّ مُعمّـر القذّافي كان بمثابة الرَّحم الذي تَولـَّد فيه المَوقِف الروسيّ من القضيّة السوريّة.

التفاعلات مع أفريقيا
أمّا الأسـتاذ الحاج بـوبـا نـوهـو، فقد رأى في مقالته “تفاعُلات جديدة مع أفريقيا” أنّ الدبلوماسيّة الشرق أوسطيّة (السعوديّة والإماراتيّة والإيرانيّة والتركيّة أساساً) في القارّة الأفريقيّة دَخَلَت في ديناميّةٍ جديدة من إعادة التمركُز والتموْقُع، تتـراوَح بين الدّين والأسـباب الجيوبوليتيكيّة، ولكنْ لم تعُـد مُواجَهة “إسرائيل” في أساسها، في رأيه.

ولا يَجِد أحمد إينسيل من توصيفٍ لتركيـا الحاليّة سوى “الأردوغانيّة” التي تُرادِف عنده “حُكم التعسُّـف والاسـتـنساب”، ولكنّه تعسُّفٌ يوشِك أن يؤجِّج النّار في وضْعٍ قريبٍ من مَوضع الحرب الأهليّة.

ويلاحظ لوران بـونّفوا تداخُل الفاعِلين المَحليّين والإقليميّين والدوليّين وتشـابكهم في اليمن، وأنّ أصل الأزمة في هذا البلد يكمن في محاولة الرئيس علي عـبد الله صالح بين عام 2004 وعام 2010، تعديل التوازُنات القبليّة.

وتتساءَل ميريام بن رعـد، في ما عنى العـراق و”خـروجه المغلوط من النِّزاع”، عمّا إذا كان هذا البلد لا يزال قابِلاً للحُكم، في ظلّ العنف الذي لا يزال كلّي الحضور وحيث “الجهاديّة” لا تزال مُترسـِّخة فيه، فيما الهزائم العسكريّة والإنسانيّة لم تُنهِ تنظيم “داعش”.

مسلمو فرنسا
ويَجِدُ فرانك فريغوسي أنّـه بات يُنظَـرُ إلى مُسلمي فرنسا، وإلى الإسلام فيها، باعتبار أنّ هؤلاء المسلمين ينتمون إلى ديانة الإرهابيّين، وكمَصدر رئيس للأوجاع التي يعاني منها المُجتمع الفرنسيّ.

أمّا بالنسبة إلى مانون- نور طنّوس، فإنّ مشكلة سوريا بَدت بادئاً كتواجُهِ مُعسكرَيْن، أي مُعسـكر الرئيس السوري بشّـار الأسـد الذي تدعمه روسيا وإيران والتنظيمات الشـيعيّة، ومُعسكر المُعارَضة المدنيّة ثمّ العسكريّة التي تحظى بتشـجيع البلدان الغربيّة وبلـدان الخليج وتركيـا. لكنّ ظهور طرفٍ خارجيّ هـو “داعش”، حوَّل المُشكلةَ إلى صراعٍ ضدّ الإرهـاب. وترى أنّ المُشكلة وتعقيداتها ليست إلّا صورةً عن مثالٍ أصيل اسمه أزمة الشرق. ولهـذا ربّما تذهب سيلفي جان، رئيسةُ جمعيّة فرنسا- كردستان إلى أنّـه يُمكن للأكراد أن يكـونوا نقطةَ إسـناد، وهـذا لكي لا يَعمدوا إلى تنويمِ أنفُسـِهم غافين غافِلين عن أنّ اللّجوء إلى قواعـد الحـرب لا يحلّ مُشكلةً، وأنّه لم يَحـدث للحربِ، في كلّ تاريخِنا المُعاصِر، أن حلَّت المُشـكلات التي تَزعم حلَّها.

ضم الأراضي الفلسطينية
بالنسبة إلى إيـزابيل آفران، فإنّ أوروبا قلقة من نتائج الضمّ الأحاديّ الجانب في فلسطين.. لكنّ القلق لم يَجعلْها تُحرِّك ساكِناً ضدّ الاسـتيطان غير الشرعيّ، ولا ضدّ جِدار الضمّ الذي أَدانته مَحكمةُ العدلِ الدوليّة، ولا ضدّ حِصار غزّة، أو ضدّ قمْع مَسيرات العَودة، ولا ضدّ تدمير المُنشـآت الأوروبيّة في الضفّة الغربيّة، ولا ضدّ مُواصَلة الاحتلال، ولا ضدّ تبنّي القانون الأساسي “الدولة- الأمّة للشعب اليهوديّ” في تمّوز (يوليو). في حين تنظر آن- سيسيل روبيرت إلى المسألة الفلسطينيّة من خلال الأُمم المتّحدة، لتجد أنّهـا تَركَت السياسةَ للدول، وأَخذَت على عاتقِها الجانبَ الإنسانيّ أو الإنسانويّ من النِّزاعات ليس إلّا.

الفضاء السيبراني
وعنـدما يتناول رومان آبي أمنَ الفضـاءِ السيبرانيّ، فإنّـه يجد أنّ “سيبرانيّة” النِّزاعات تُجرِّدها من طابعها الماديّ، الأمـر الذي يَجعلها تَفلتُ من وحدانيّة المَنظور العسكريّ. ومن هنا يأتي سؤاله هل نحن على شـفا حَقَبَةٍ من الانخفاض الشديد في المُواجهات العسكريّة، أو أنّ المُواجهات ستتغيَّر مع سهولة العبور إلى الفعل الرقميّ؟

ويتناول السفير السابق (لدى إيران) فرانسوا نيكولّود نتائج تعطيل “اتّفاقيّة فيينّا” إنْ على الصعيد الإقليميّ أو الداخليّ الإيرانيّ، مُعتبِراً أنّـه لا بـدّ من انتظار الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة ليتبيَّن أيّة حلول كاملة أو غير كاملة يُمكن أن تُرتَسَم.

لا شكّ أنّ هذا الكتاب الغنيّ بقراءاته وتحليلاته المتنوّعة يرسم لوحةً مفصَّلة ومُتكاملة للشرق الأوسط، تُكسِب القارئ معرفةً أكبر بوضعيّته في إطار تقاطعاته مع أبرز القضايا الإقليميّة والدوليّة وتفاعلات أطرافه معها، في الماضي كما في الحاضر.
المصدر: مؤسسة الفكر العربي

Optimized by Optimole