أسرار “الكتاب الأحمر” لـ”كارل يونغ”

Spread the love

بقلم: فاطمة الموسى | صدرت الترجمة العربية لـ”الكتاب الأحمر” للمؤلف كارل يونغ في نيسان – أبريل 2015 عن دار الحوار في اللاذقية وترجمه متيم الضايع ورنا بشور.
عمل المؤلف كارل غوستاف يونغ، وهو رائد علم النفس التحليلي ستة عشر عاماً على هذا المخطوط , بعد ما يقارب خمسين عاماً من وفاته ( عام 2009 ) ظهرت النسخة الكاملة طبق الأصل , وبخطه على شكل مجلد مزود باللوحات والمخطوطات والحواشي , التي كان يونغ قد رسمها بما يتلاءم مع خياله ..
الكتاب الأحمر ليس كتاباً عادياً ولا يشبه كتب يونغ , حيث رأى أن مشكلة الإنسان تبدأ من داخله وتنتهي فيه وأن اللاوعي ليس مادة خاملة , بل هناك من يعيش في تلك الاعماق وهكذا تحول إلى أعماقه باحثاً , عن تشخيص مقنع لما أصبح الإنسان فيه وعليه .
بدأ يونغ في مناقشة الأزمة الثقافية حيث درس من خلاله علم النفس الذاتي والأدبي .بدأ بكتابة مذكراته حيث ذكر من خلالها سيرة حياته بكل مراحلها وتوصل من خلالها إلى دراسة علم النفس الروحاني ، من كتبه ” ذكريات وتأملات وأحلام , الأنماط النفسية … إلى أن ختمها بالكتاب الأحمر .
إن حلمه الأول كان حفل شعائر قبوله في أسرار الأرض .وفي الثانية عشرة من عمره بدأ يكتشف الله , ومايريد منه وبرأيه مايدفعه للتفكير والتأمل.
في دراسته الجامعية بدأ جلسات تحضير الأرواح والتعمق أكثر فأكثر في تقمص الشخصيات كما كان بارعاً في الرسم وقام برسم عدة لوحات بتقنية ومهارة متطورة .
يقول في كتابه : إن تحسسنا طريقنا إلى الأسرار الإنسانية للشخص المريض يكشف الجنون أيضاً في نظامه , ونميز في المرض العقلي مجرد رد فعل استثنائي للمشاكل العاطفية التي ليست غريبة عنا .
وتوصل إلى التنويم المغناطيسي في عيادة المرض الخارجيين وعلم المداواة ، وفي تجربة يونغ الأصعب بعام 1912 كانت الأحلام لا تفارقه إلا أن هناك حلمان كان يرى أنه يجب أن يفسرهما , أما كل ما كان يكتبه فقد نتج عنه الكتاب الأحمر من جميع ما كان يحلم به ويراه من الكتب السوداء كتبها بدقة كما رآها وبيّن الفرق بين الكتب السوداء والكتاب الأحمر الذي خصص ماخصص وعمم ما عمم , وبهذا أتم الكتاب الأحمر بسيرته الذاتية .
بدراسة يونغ “الطريق إلى الذات ” والبحث عن اللاوعي وعالم الإدراك الخارجي ،تعمق برموز اللاوعي وتأثيرها عليه ,عرف الروح وبدأ بفكرة الروح وإكمالها للشخصية قارن يونغ بين قرينة الرجل المؤنثة وقرينة المرأة الذكورية ..
عندما شرع كتابة الكتاب الأحمر قال يونغ ( الطريق لما هو آت )
فقد وصل بالروح إلى الأعماق غاص بدراسة الروح والمخلص .كان روح الأعماق على اتصال دائم معه يحدثه ويسأله ويساعده ويخاطبه أشار إلى حياته الثانية , وعودته إلى الروح , بعد رؤيته للأحلام التي راودته عدة مرات , بعد أن حقق طموحاته أو بالأصح كل مايسعد الإنسان على حد قوله .
عاد إلى الروح روح الانسان / روح الأعماق , استمر بإكتشاف روحه والتحدث معها في الملل .. وفي العمل .. وفي الرؤيا أيضاً ..
“من أنت أيتها الطفلة ؟ روحه كطفلة روحه الأعلى روحه عذراء “كان يونغ في سؤال الروح: من هي ؟ من تكون ؟ لماذا أهملها ؟
لم يكن يمتلك حينها غير روحه روحه التي تخاطبه , ويخاطبها يسمعها وتسمعه , بوسيلة تعبير واحدة ورموز واحدة , من خلال نفسه ومن خلال ذاته .
الروح هي الأعلى الروح هي الإله / الإله المتطور / الزارع – الولادة – – الحامل كل هذا كان بعزلة يونغ ..
أعطته المستقبل والهدف, وجعلت منه الأمام بالعيش وصلت الروح به الى الى المحبة والمخلص خدمته الروح المحبة لما هو , آت وصولاً للروح الصحراء, قادة الخوف إلى الصحراء الجافة التي تخلو من كل شيء وبحث فيها من أين أتى بالصحراء ؟
بالارتقاء عن أفكاره , والوصول إلى ذاته جعله يبتعد عن البشرية وعن كل شيء ومن هذا أصبح الصحراء القاحلة لا يوجد فيها شيء .
كثيرة هي الأسئلة التي كان يوجهها الى ذاته بدأ لماذا الصحراء ؟ أي أن الصحراء رمز بكل مايدور في رأسه والعزلة والذات والغربة التي توصل إليها .
الغريب في هذا أنه بعد كل تساؤل وحديث مثلاً عن الصحراء ينتهي به الأمر بالإبداع بالقوة الذاتية , بالثقة بالذات , وبالنفس , وبالأمام , العيش والروح والصحراء ..
عاد الى روح الأعماق وميز الوهم المرضي عن الوهم الإلهي والخوف عندما يسيطر على الوهم والرعب الذي يحيط بروح الأعماق , لماذا تطرأ إلى هذا الشيء هل هو ما راّه تلك الليلة من رأس مذبوح وأفاعي و أشعة الشمس والخوف الذي سيطر عليه في تلك الليلة جعله يفكر أكثر بروح الأعماق وصراعه بين الضوء والظلام .
وبالرغم من الدم والذبح والأفاعي , أشار بكل هذا إلى حياة جديدة تتطور من الأعماق . تتطور بداخلنا بهذا من يفكر بالحدث يراه بداخله وموجود فيه هذا ماأشار إليه يونغ ..
وصولاً إلى انفصال الروح ..كانت معركته في هذه المرحلة مع روحه وإلى أين وصلت به ؟
وفي حديث آخر له مع روحه : “يظهر العالم الجديد لي ضعيفاً وزائفاً , الزائف كلمة سيئة , لكن بذرة الخردل التي تنمو لتصبح شجرة الكلمة التي تحمل بها في رحم عذراء , أصبحت الأعلى الذي خضعت الأرض له ”
وإن كنت في عزلتك وكل الفضاء حولك أصبح بارداً وشاسعاً تكون قد انتقلت بعيداً عن البشر , وبالوقت نفسه , اقتربت منهم كما لم تفعل سابقاً وأضاف إن كنت مع ذاتك تصبح مدركاً لعجزك , سترى ضاّلة مقدرتك على التشابه مع الأبطال وصعوبة أن تكون بطلاً أنت نفسك …
كما فرّق بين العلامة والرمز فوصف الرمز أنه اطلاق لقوة إنسانية مقيدة تصارع الظلمة , إن حريتنا لا تكمن خارجنا بل داخلنا , ويمكن أن يُقيد المرء في الخارج لكنه سيشعر أنه حر لأنه فجر قيوده الداخلية . ويمكن للمرء بالتأكيد أن يحصل على الحرية الخارجية من خلال تصرفات مفعمة بالقوة , لكن المرء لا يخلق الحرية الداخلية الا من خلال الرمز .. ومن هنا أوصلنا يونغ بأن الرمز هو الكلمة التي تخرج من الفم , لا يقولها المرء فحسب بل هي تخرج من أعماق الذات ككلمة قوة وحاجة عظيمة تضع نفسها بشكل غير متوقع على اللسان , إن قبل المرء الرمز فسوف يصبح الأمر كما لو أن باباً ينفتح على غرفة جيدة لم يكن يعر ف بوجودها مسبقاً , لكن إن لم يقبل الرمز فسوف يبدو كما لو أنه عبر هذا الباب بإهمال وبما أنه الباب الوحيد المؤدي الى الحجرات الداخلية فعلى المرء أن يخرج إلى الشوارع ثانية , ويتعرض لكل شيء خارجي , لكن الروح تعاني حاجة عظيمة وإن الخلاص طريق طويل يمر عبر بوابات عديدة وهذه البوابات هي رموز …
ويرى يونغ في الطريق لما هو آت .. فيقول : أنا لا أعطيكم تعاليم ولا إرشادات . على أي أساس , أفترض أني قادر على تعليمك ؟ أنا أعطيك شرحاً عن طريق هذا الرجل , لكن ليس عن طريقك . دربي ليست دربك , ولذلك لا أستطيع تعليمك . الطريق بداخلنا , وليس في الآلهة ولا في التعاليم ولا القوانين . يكمن في داخلنا الطريق والحق والحياة .
كان يصف برؤياه إعادة إيجاد الروح فكان يرى ويحلم , حلم رؤيا الفيضان قال يونغ :
عندما حلمت برؤيا الفيضان تلك – في شهر تشرين الأول – أكتوبر من عام 1913 , حدث ذلك في وقت مهم جداً بالنسبة لي كرجل . كنت في ذلك الوقت في الأربعين من عمري , وقد أنجزت كل ما رغبت به لنفسي .
حققت الاحترام والسلطة والثروة والمعرفة وكل مايسعد الإنسان . وبعدها توقفت رغبتي بزيادة تلك الزخارف , وانحسرت الرغبة عني ومن ثم ملأني الرعب . استولى علي حلم الفيضان ذاك وشعرت بروح الأعماق , لكني لم أفهمه . ومع ذلك قادني مع توق داخلي لا يمكن مقاومته وقلت :
ياروحي , أين أنت ؟ هل تسمعينني ؟ أنا أتكلم , أناديك – هل أنت هنا ؟ لقد عدت , أنا هنا مجدداً . لقد أزلت غبار الأرض كلها عن أقدامي , وأتيت إليك , أنا معك ….
الشيء الوحيد الذي تعلمه يونغ هو أن على المرء أن يعيش هذه الحياة فيقول أيضاً :
هذه الحياة هي الطريق , الطريق المرغوبة منذ مدة طويلة , والتي ندعوها السماوية . ليس هناك من طريق آخر , جميع الطرق الأخرى , طرق زائفة . لقد وجدت الطريق الصحيح , وقد قادني إليك , إلى روحي لقد عدت خفيفاً ونقياً . هل لا زلت تعرفينني ؟ كم استمر الانفصال ! أصبح كل شيء مختلفاً . وكيف وجدتك ؟ كم كانت رحلتي غريبة ؟ماهي الكلمات التي يجب علي استخدامها لأخبرك عن الطرق الملتوية , التي قادتني النجمة الخيرة بها إليك ؟ اعطيني يدك ياروحي المنسية تقريباً. يالهذا الدفء الذي تمنحني إياه متعة لقائك مجدداً أيتهاالروح التي تبرأت منها طويلاً . أرجعتني الحياة إليك دعينا نشكر الحياة التي عشتها , على ساعات السعادة كلها وساعات الحزن كلها , على كل بهجة وكل تعاسة . ياروحي , يجب أن تستمر رحلتي معك . سأهيم معك وأرتقي إلى عزلتي .

صورة العالم هي نصف العالم . من يسيطر على العالم وليس على صورته , يسيطر على نصف العالم فقط , لكون روحه فقيرة ولا تمتلك شيئاً . لكن الجوع يجعل الروح وحشاً يلتهم مالا يحتمل , ويجعلها مسممة به . يا أصدقائي , من الحكمة تغذية الروح , وإلا فسوف تتكاثر التنانين والشياطين في قلوبكم .
كما يتحدث عن ليلة سيطر عليه توق عميق لإكمال اختبار الألغاز . كان الصراع مابين الشك والرغبة كبيراً في داخله .. لكن فجأة رأى بنفسه واقفاً أمام جبل شديد الانحدار في أرض قاحلة . كان يوماً مشرقاً متألقاً كما يصفه …
وتابع … لمحت النبي في الأعلى فوقي أشار إلي بالابتعاد , وتخليت عن قراري بالصعود . انتظرت في الأسفل محدقاً للأعلى , أنظر : إلى اليمين ليل مظلم , وإلى اليسار نهار مشرق . تفصل الصخرة مابين الليل والنهار . يوجد من الجانب المظلم أفعى سوداء كبيرة , ومن الجانب المشرق أفعى بيضاء . دفعت كل منهما رأسها نحو الأخرى توقاً لمعركة .
وقف إيليا على الذروة فوقهما . انقضت إحداها على الأخرى واندلع صراع مرعب . تبدو الأفعى السوداء أقوى إذ تراجعت الأفعى البيضاء . ارتفعت كميات هائلة من الغبار من مكان الصراع . لكن حينها : رأيت الأفعى السوداء تنسحب متراجعة من جديد , وقد تحول القسم الأمامي من جسدها إلى اللون الأبيض .
التفت كل أفعى على نفسها , واحدة في الضوء والأخرى في الظلام .
ومن هذه الرؤيةأراد يونغ أن يوضح أن الأفعى البيضاء هي النور والخير والسوداء هي الظلام وبأن النور الخير ستصبح عظيمة بحيث يصبح الظلام الذي يقاومه مضاء به …..
وفي رؤية أخرى وصفها أنه لم يرغب أن يراها بهذا الر عب …
فقال : شعور ممرض من الغثيان يتسلل إلي . أفاع بغيضة غادرة تشق طريقها ببطء مجلجلة عبر الأشجار القصيرة العطشى , إنها تتعلق بكسل مقزز على الأغصان , أتردد في دخول هذا الوادي المخيف الشنيع , حيث تنتصب الأغصان في ممرات حجرية قاحلة . ويبدو الوادي عادياً
جداً وتفوح من هوائه رائحة الجريمة والافعال الجبانة , يطبق علي شعور بالتقزز والرعب , أسير متردداً على الصخور , متجنبأ كل مكان مظلم خشية أن أطأ ثعباناً . تشرق الشمس أسبوعياً من سماء رمادية بعيدة , وأوراق النباتات كلها ذابلة . هناك دمية برأس محطم على بعد خطوات مني وسط الحجارة , وهناك خلف الشجرة القصيرة , يوجد جثة لفتاة صغيرة , مغطاة بجروح مريعة , وملوثة بالدم . تلبس في إحدى القدمين جورباً وحذاء , بينما القدم الأخرى عارية ومسحوقة بشدة – الرأس – أين الرأس ؟
الرأس عبارة عن كتلة من الدم والشعر وقطع بيضاء من العظام, محاطة بحجارة ملوثة بمادة الدماغ والدم . لقد أسر هذا المشهد المريع أبصاري – هناك أيضاً هيئة يشبه هيئة امرأة تقف بهدوء قرب الطفلة , كان وجهها مغطى بحجاب مصمت وقد دار حديث بيننا …
ومن هذا الحديث إن الطفلة المقدسة هي صورة تشكيل المخلص , وقد ذبحت وأكلت أنا من اللحم القر باني .. لم تكن هذه الطفلة تحمل اشتهائي الإنساني وحسب , بل شملت القوى البدئية والأصلية التي يمتلكها أبناء الشمس كإرث غير قابل للإزالة . يحتاج المخلص كل هذا من أجل تكوينه . لكن عندما يتم خلقه ويسرع بعيداً إلى الفضاء اللانهائي , نحتاج نحن إلى ذهب الشمس . يجب أن نجدد أنفسنا .
إن القوة البدائية هي إشعاع الشمس الذي حمله أبناء الشمس في ذواتهم طوال دهور ونقلوه إلى أولادهم . لكن إن غاصت الروح في الإشعاع , فسوف تصبح قاسية مثل المخلص نفسه , بما أن حياة الطفلة المقدسة التي أكلتها , ستبدو مثل جمر مشتعل فيك . سوف تحرق داخلك مثل نار مريعة لا يمكن إخمادها . لكن على الرغم من العذاب . لا يمكنك أن تتركها بما أنها لن تتركك . من هذا ستفهم أن مخلصك حي , وأن روحك تجوب الدروب القاسية . أنت تشعر أن نار الشمس قد ثارت فيك , وأضيف إليك شيء جديد , ومحنة مقدسة .
أحياناً لا تعود تميز نفسك . أنت تريد أن تتغلب عليها , لكنها تتغلب عليك . تريد أن تضع حدوداً , لكنها تجبرك على الاستمرار . تريد مراوغتها . تريد أن تضع حدوداً لكنها تأتي معك .
ليس هناك من مهرب . لذا تتمكن من معرفة ماهو الإله الحقيقي ستخترع الآن حقائق بديهية ذكية وإجراءات وقاية , وطرق هروب سرية وأعذار , وجرعات قادرة على التسبب بالنسيان , لكن كل هذا هباء تحترق النار فيك هذا مايدلك على الطريق , ويجبرك على السير فيها .
لكن الطريق هو طريق ذاتي الخاصة , وحياتي التي تأسست على ذاتي .
يريد المخلص حياتي ويريد أن يذهب معي , ويجلس إلى الطاولة معي , ويعمل معي . والأهم من ذلك أنه يريد أن يبقى حاضراً أبداً . لكنني أخجل به . لا أريد أن أكون مقدساّ بل متعقلاً . يبدو لي المقدس جنوناً لا عقلانياً . أنا أكرهه لأنه إزعاج مناف للعقل لنشاطي الإنساني الهام . يبدو أن مرضاً غير لائق قد تسلل إلى مجرى حياتي العادي . نعم , حتى أنني أجد أن السماوي زائد عن الحاجة …
وعندما تكلم عن الشيطان أنه مجموع الظلمة في الطبيعة البشرية إن من يعش في النور .. غابت الشمس أمامي عندما لامست الأعماق لقد كانت مظلمة وشبيهة بالأفعى لقد وحدت نفسي معها ولم أطغ عليها ..
عرف يونغ الحب بأنه هو أم الحياة التي لا مفر منها , يجب ألا تقحم الحياة في الحب بل على الحب , أن يقحم في الحياة عسى أن يخضع الحب للعذاب ويجب أن يحظى الحب بالاحترام ..
وبتقديره إن العيش مع الذات ليس بالأمر الجميل وهو يساعد في خلاص الذات هل يمكن للمرء أن يسلم نفسه ؟ إن سلم المرء نفسه فسوف يصبح عبداً لنفسه وهذا هو معاكس لتقبل النفس إن أصبح المرء عبدا لنفسه فسوف تعيش الذات على حساب المرء لا يعيش المرء ذاته , بل تعيش الذات ذاتها ..وبوصفه ابتعاد النفس عن الذات هي ارهاق للنفس ومعتبراً أن هذا التصرف فضيلة من فضائله الخاصة ترتد هذه الخطيئة إليه ..
ختم يونغ كتابه : ماالضرر الذي يسببه عدم تمييز المرء لنفسه , إذا لم تتمايز فإننا نتجاوز جوهرنا ونتجاوز الخلق ونسقط في عدم التمايز وهو الخاصية الأخرى للبليروما نسقط في البليروما نفسها ونتوقف عن كوننا كائنات مخلوقة . ننزلق إلى الانحلال في اللاشيء وهذا هو موت المخلوق لذلك نحن نموت إلى المدى نفسه الذي لا نتمايز فيه . ولذلك يجاهد جوهر المخلوق باتجاه التمايز ويكافح ضد التماثل البدائي الخطير ..

فاطمة الموسى كاتبة ومراسلة سورية.

فاطمة الموسى

Optimized by Optimole