“هكذا تكلم بروميثيوس”

“هكذا تكلم بروميثيوس”
Spread the love

تأليف: أحمد صلاح المهدي – Ahmed Al-Mahdi
تدقيق لغوي: محمود المهدي – Mahmoud Mahdy
تصميم الغلاف: إسلام مجاهد – Eslam Megahed

مقدمة:
بروميثيوس هو أحد الشخصيات الهامة في الميثولوجيا الإغريقية، فهو الذي تحدى آلهة الأولميب عندما سرق النار من جبل الاولميب ووهبها للبشر الذين كانوا يعيشيون في الظلام لتكون بداية الحضارة البشرية، ولكن زيوس عاقب بروميثيوس بأن ربطه بسلاسل حديدية إلى جبل القوقاز وسلط عليه نسرًا لينهش كبده بالنهار ويتجدد الكبد في المساء ليتكرر الأمر في اليوم التالي، وظل بروميثيوس في هذا العذاب حتى حرره البطل هركليز في زمنٍ لاحق.

نص القصيدة:

مُدَّ البَصَر
يَا ابْنَ السَمَاء،
أَرْضِ البَشَر
مُتَدَثِّرَة بالظُّلْمَة الظَّلْمَاء،
بَيْنَما جَبَلُ الأُولِيمْب…
فِي اللَّيْلِ يَغْشَاه الضِّيَاء.

عَارٌ عَلَيْكُم تَنْظُرون…
بِلا رَثَاء،
مُتْرَفِين مُنَعَّمِين
مُكَلَّلِين بكُل نُور،
والظُّلْم مُحْكِمًا الوِثَاق،
بأغْلَال حِيكَت مِن ظِلَال،
وتَضَفَّرَتْ أحْبَالُها مِن الدَّيْجُور.
عَارٌ عَلَيْكم تَسْمَعُون أنِينَهم
فتَضْحَكُون وتَسْخَرُون…
وتَزْعُمُون بأنَّكُم لا تَسْمَعُون.

عَارٌ عَلَيْكُم كُلُّ عَار.
بِيَدِي سَأسرِق قَبْسَ نَار،
أهْدِيه للبَشَر الضِعَاف؛
ليَكون لَهُم فِي الظُّلْمَة ضَوْء،
ويَكُون لَهُم فِي البَرْدِ دِفْء،
ويَكُون لَهُم دِرْعٌ وسَيْف
إذَا مَا احْتَدَم الخَطَر.

مُدَّ البَصَر
يَا ابْنَ البَشَر،
مُتَطَلِّعًا صَوْبَ الأُفُق.
هُناك مِن أَجْلَك صُلِب،
هَذا الَّذِي سَرَق اللَّهَب،
مُتَحَدِّيًا حُكْم القَدَر.
والنَّسْرُ يَنْهَشُ مِن كَبِد،
عِقَاب آلِهَة الأُولِيمْب…
إِلَى الأَبَد.

هَذا أو غُضَّ النَّظَر،
ومُنَكِّسًا سِرْ فِي حَذَر،
إن كُنْتَ تَخْشَى مِن الأُولِيمْب…
صَبَّ العِقَاب أو الغَضَب.
وأبْعِد عَيْنَيْكَ عَن المَصْلُوب،
الَّذِي مِن أجْلِكَ قَدْ سَرَقَ اللَّهَب.

Optimized by Optimole