بقلم: مناهل بكور/
لو نظرنا نظرة بعيدة ، نظرة الى ما بعد الأزمة .. الى المستقبل ، وتسائلنا ، ما أكثر ما
نحتاجه لكي نبدأ من جديد ، ولكي نبدأ أقوى ، لوجدنا أنه النسيان.
النسيان هذه النعمة العظيمة التي حبانا بها الخالق لكي نبدأ دائماً من جديد.
أية لعنة حلت علينا فالتهمتنا كل هذه السنوات ؟.. عذبتنا ، أوجعتنا ، أبكتنا دموعاً غزار
وأخسرتنا أعزاء أعزة ، وأذاقتنا المرار.
من ذا القادر أن يعيد الى القلوب أحبة ً خسرتها ؟.. حتماً لا أحد
من ذا القادر على أن يعيد بناء جدران نفوس ٍ تحطمت ؟.. حتماً لا أحد
من ذا القادر على أن يعيد ترميم أرواح تصدعت ؟.. حتماً لا أحد
ولكن حتماً هو وحده القادر على أن يفعل الكثير ، وأن يجعلنا نتجاوز كل ذلك ، هو وحده فقط ، ( النسيان ) .
وأسأل نفسي .. هل ما زلنا وبعد كل هذه السنوات العجاف ، هذه السنوات المقيتة .. أمازلنا شعبٌٌ قادرٌٌ على النسيان ؟
يا الهي كم سنكون تعساء ان لم ننسى !
يا الهي كم سنكون معذبين ان لم ننسى !
يا الهي كم سنكون جرحى وحزانى ان لم ننسى !
ستكون قلوبنا سوداء ، مظلمة ٌ وقاسية ، ان لم ننسى.
كم خسرنا من انسانيتنا في هذه الحرب , وكم عدد الوحوش الذين اكتشفناهم فيها ، ولم نكن نراهم على قربهم منا .
أيمتلك الأنسان كل هذه القدرة على ارتداء الأقنعة !؟.. لا قناع َ بعد اليوم ، قد سقطت كل الأقنعة.
لا تجميل للوجوه بعد اليوم , قد أذابت سنوات الحرب الحارقة كل مستحضرات التجميل التي كان يتكلفها البعض .
فظهر الوجه جلياً بهيئته الأولى.