قف على ناصية الحلم وقاتل 

Spread the love

بقلم: ميري نصور _ سورية/

                 قف على ناصية الحلم وقاتل 

أقواسُ نصرٍ تنحني أمامَ بروزِ أظافر سيناريو قتالك، هي أشبهُ بحبةِ سكاكرٍ، تُرسِلُها السماء، لتُبقيكَ روحاً بجسدِ إنسان، هبّت بهِ من جديد، وبقوة سحقت أمرارَ دهرٍ، سقاكَ من مُرّهِ أطنان

مُتَقدماً، بثقةِ جنديٍّ عقائِديّ التّحية، حاملا ً في جيبِ بندقيته، زخّات رَصَاصٍ يُنسِفُ بها جراثيم، تُطفي عليه سواد ابتسامةٍ، رافقتهُ لزمنٍ كانَ بالأصعب
ثُمَّ تجدهُ لامعاً، لابتهاجٍ واهجِ الأضواء، سِرهُ حبةُ السكاكرِ تلكَ، بما فيها من هزّاتِ فرحٍ، تُخفي هزائمَ وصلت بكَ لحد الجنون، بالرقصِ على أطلالِ ساحاتِ معارككَ
من هنا.. بدأت حكايةُ هدفٍ ظهرَ في بادئ الأمر بصورةِ لوحة تَحملُ حقائبَ زمنٍ، أرَدتُ أنْ ينتَظِرَني بِما قصدتْ

حدثَ في السابعة من عمري… عباراتٌ تجعلُ من الربيعِ سيدَ الفصول، ومن ألوانِ أزهارهِ عنوانَ أيامِنا . 

وعلى الرغمِ من صغرِ حجمِ عقلي في تلكَ السنين،  مازلتُ أرى تلك الكلمات، التي نَسجت من بعضِها عنواناً، باتَ الآن أولُ بذورِ ذكريات توحي بما أكتُبهُ اليوم، لتعود وتتجدّد المعركة الأدبية في الشهادة الإعدادية، وتحديداً يومَ امتحانِ اللّغة العربية ..

خارجاً كانت تنتظرُ والدتي، مُتَلهفةٌ لمعرفةِ حصيلةَ ماكَتبتْ، فقد كُنتُ ضعيفةَ القواعدِ، قويةَ الإبداعِ الأدبي ..

في ذلك اليوم، راهَنتْ أُمّي مَنْ معها بإيمانٍ، اختياري بينَ احتمالان تعبيريان، لوصفِ مُحارَبةَ خليةَ نمل باتقان..

بداخلِ تلكَ القاعة، والشَّمسُ عامودية الأشعة، تُنيرُ طَرفَ مقعَدي وتغيبُ عن طرفٍ آخر، بدأتُ أروي تفاصيلَ يومِ من أيامِ مُحاربة كائن ضعيف البنية، قويّة الإرادة، وهي في طريقِها لِجمع قوت أطفالها..

 تماماً بعدها بأيام ، بدأت كتاباتي، كانت أشبه بسرٍ مخبئٍ لايعرفهُ أحد سِوا خلايا بصماتِ إصبعي، وخلوَتي مع ربي ..

أَيُعقل ؟؟ أنَّ سببَ كُل دقةِ حرفٍ، وجدَها إِصّبعُ يميني، كانت لاستكمالِ عمليةِ نجاح حُلمٍ بواقعٍ أجِدُهُ الأمثل،
تسائلتُ كثيراً ؟؟ ..ولَمْ يُعجِبُني، ردودَ من حَولي
أَيُعقَل ؟؟ أنْ يفقدَ المرءُ، تركيزَهُ بوقائعِ حياتهِ، ممتناً لتلكَ اللحظاتِ، الّتي تأخُذُنا لعالمٍ نُحِبُهُ جميعاً، عالمٍ نُسَطِرُهُ على هوانا
ليَنبُت في عقلي، ما يَحتاجُهُ كلَّ متعطشٍ لإنجازٍ :

“اغمضْ عينيكَ ياهذا، نفسٌ عميق، ها قد وُضِحتْ الّلوحة، تلكَ هي أحلامُكَ تقف هناك، يَنقُصُها التّلوين الواقعي فقط.”

نعم هذا ماكنتُ أردّده بتكرارٍ، وأعِدُ بهِ نفسي على الدوام

لكنْ ومع مرورِ سنينٍ رافقت دراستي الجامعية، بَقيت تلك الأقوال على رفةِ الجدران
مُتَكدِّسةً بغبارِ زمنٍ حَرَمَها من ستارٍ ملونٍ، يُظّهرُهُ حروفٌ كبيرة، تُنجِزُ كلمات بعناوينٍ تُجعَلُها رائدةً
مقدسَةً لأُمنياتٍ أعظَمها سماع صوت طقطقةِ كعبِ أحدهم، يعلو تارةً تِلوى الأُخرى لحدِّ اختفائِه، فيما يكون قد تعثرَ بحافة سفلِ تختخان تلكَ الجدران
منتظرتاً قارئاً مخضرماً، يَفّهَمُ مابينَ سطورِها من نورِ شمسٍ حارقةٍ أرادتْ الظهور ، في زحمةِ انعكاسِ أنوارِ بلوراتٍ زجاجيةٍ لضوئِها
ومازالت تمتلكُ ذلكَ المريولَ الأبيضَ، مُعلقتاً إيّاه في زاويةٍ تستَضيفُ أشعّتُها العامودية، من شروقها لحد غروبها
لترتديه، حين تظّهِرُ علبةَ لونِها الذّهبي، تلون بهِ دروبَها جزءً يليه الآخر
ليصبح ذلك المريول، مزيجاً من إنجازٍ مبدع، بعد أن أصبحَ ملطخاً بلونِها
إلى أنْ تشع ذهب دنيا ماهي إلا بدنياها 
تماماً كبزوغِ فرعةِ وردةٍ مكان وردة، بعد أن أصابها الإحتراق

لمْ يَكنْ مِنْ اهتِمامي تَوضيح معنى ماكتبتُ، لِقارئين وَجَدو بِحُروف كلِماتي، معنى أبعد بكثيرٍ مما أُجزتُ

في حينٍ كانت أكبرَ آمالي، شهادة تُترجم ماذكرتُ

تَخونّني حروفُ الأبجدية مراتٍ عدة، باكتشافِ كلماتٍ تُشّعِرُ الغيرَ بهولِ مواقف تتوازى بِمعايير شبهها تارة، واختلافها تارة .

وعلى غيرِ العادة، لمْ أجدْ لِكِتاباتي سياقاً، يملئ عينَ القارئ بشغفِ المتابعة

لأعودُ وأقرأُ كُلَّ يومٍ ما أنويه، بتمتمةٍ مِنَ الإيجابية
مُغَلِفةً إيَّاها بسحرٍ، يُطفي عليها جمالاً من نوعٍ خاصٍ، مع إرادةٍ بتصميمٍ نموذجي
ناقشةً عليه جميعَ دروسِ وأمثالَ العقلِ الكبيرِ
وقبلَ ذلكَ كُلَّهُ
طلبٌ ربّاني، أقربُ لدعاءٍ عميق النّية مع كفين مفتوحين، ونظراتٍ تقصدُ السَّماءَ بلمعةٍ أمَلِها .

وبِما أنَّ الإيجابية، فَرَضَتْ نفسَها،  في قفّلةِ أولِ شطرٍ
 فما علييَّ إلَّا أنْ أذكُرَ منها ما يحلو للسمعِ .

فمِن أجلِ حياتِنا، ترسمُ الأمنيات
ومن أجلِها أيضاً، نغوصُ بالخيال
وعلى هوانا، نلوّنُ تلكَ الخرافات
لتبقى أقدارُ أيامِنا، بطلةَ مسرحيةِ الزمان
قد تُلغي ماكانَ بالخيال، وقد تجّمَعُ بينَ خيالٍ بأوهام، وأمنياتٍ تكادُ تخلو من الآمال
ليظهرَ الحظُ في موضِعِ القوة، يخوضُ معاركاً في الاستسلامِ والانجازات .

 ولنُيقّن لقاعدةٍ ثابتة، وجَدَت لنفسها مكاناً في كُلِّ مُرَبعٍ يعلو سُلمَ أحلامك :

صُلبُ العبارةُ، تقودُ لأفضليةٍ تامة، وحْدَك من يملكُ ذلكَ الّلوحَ، وحدكَ من لهُ مِلكُ حِرَفيّةِ رسمِ استقامةِ طريقِ جُبنِ أفكارِكَ .
    
         
            …فقط قِفْ على ناصيةِ الحلمِ، وقاتل..

Optimized by Optimole