راضية بالغرق

Spread the love

بقلم: فاتن |

أنا راضية يا أمي، ولا بأس
‏يكفي أن تكون الأضواء خافتة
‏لا شيء منها يُزعج نظري المتألم بالحقيقة
‏راضية، حقاً،
‏في الغرفةِ التي لا يعرفُ طريقها أحد.
‏راضية، شرط، ألا أسمع طرقاً على بابها…
خُلقت الشوارع كي نهرب اليها من الوحش
الذي يستيقظ في غرفنا المغلقة
لكن الوحوش هذه المرة في الخـارج ..!
أتكور هنا على سريري الذي يشبه القبر
أطرُق رأسي في حفرتي
وأبكي كطفل شـيّـعوا ألعابه
زورقٌ عالقٌ في الوحـلِ
أنه وقـت الأشـياء الجـافة كالمقـابر ..
الوجـوه باتت تشبه الأحذية
تغـوص في الوحـل
وتغـرق في بركة وهـم
تتجـعـد و تُـنســى وتـذبل …
أنا لا أُشـبه نفـسي
ألـعـق الصـدأ عن فـمي
أبصـق نفسي في كـل حـفرة أقع فـيها
أطـلق أصابعي العـشرة في حـلم
فــترجـع مبـتورة إلى يـدي …!!
كلما حاولت الإمساك بالحياة انفلتت !!
وأنا أتبادل والنهر الغـرق …

Optimized by Optimole