“نَزْفُ الشَّفَق”
بقلم: أحمد صلاح المهدي/
صَيْحَاتٌ زَلْزَلَتِ الفَضَاء،
جُرْحٌ عَمِيقٌ شَقَّ السَّمَاء؛
تَزْرُفُ دُمُوعًا مِنْ دِمَاء،
تَبْكِي آثَامَ بَنِي البَشَر.
رَجَفَت قُلُوبُ بَنِي الفَنَاء؛
أرْوَاحٌ يَغْشَاها الفَرَق.
شَخَصَ الْبَصَر،
صَوْبَ الأُفُق،
مُحَدْقِينَ لِيَشْهَدُوا نَزْفَ الشَّفَق.
هَبَّتْ رِيَاحٌ غَاضِبَة
عَبْرَ الغَسَق،
تَحْمِلُ بأَجْنُحِ كَالِحَة،
غَيْمًا عَبُوسًا مُكْفَهِر؛
نُذُرٌ تُبَشِّرُ بِالْهَلَاك،
تَقْدَحُ بِبَرْقٍ كالشَّرَر.
أسْرَابُ طَيْرٍ جَارِحَة،
تَرْجُم بجَمْرٍ مُشْتَعِل،
تُحْكِمُ حَوْلَهُم الخِنَاق،
تُضْرِمُ جَحِيمًا مُسْتَعِر.
عِقْبَانُ تَنْعَقُ صَارِخَة،
آنَ الأوَانُ فَلَا مَفَر.
عَبْرَ الأَثِير،
جَاءَ النَّذِير،
البُوْقُ يُدْوِي مُعْلِنًا،
صَكَّ أسْفَارِ القَدَر.