مَذبَحَة قَلقِيِليَة تَبقَىّ شَاهِدَة.. هَل بَاعَ الَفِلِسطِينِيُونَ أَرضَهُم للِيَهُود؟

Spread the love

بقلم: د. محمـد عبدالـرحمـن عريـف* — أهالي قلقيلية رفضوا رغم الاغراءات بيع أي شبر من أراضيهم للمحتل الصهيوني، وتصدوا لكل الأعمال العدوانية التي قام بها صهاينة المستعمرات للاستيلاء على أراضيهم وأراضي القرى المجاورة. فكانت هناك مذبحه ارتكبتها كتيبة الموت رقم 101 التي قادها ارئيل شارون رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق حين تسللت تلك الوحده وقامت باغتيال وقتل 70 شهيدًا فلسطينيًا من الرجال والنساء والاطفال في جنح الليل وقاموا بهدم مسجد وهدم 41 بيت وخزان مياه وقتل عائله كامله هي عائلة عبد المنعم قادوس المكونة من 12 شهيد .
تبدا القصة قبل العاشرة بعشر دقائق من مساء يوم العاشر من أكتوبر/تشرين أول 1956، وعندما تفاجأ اهل قلقيلية بانطفاء الاضواء في المستعمرات الصهيونية المقابلة لقلقيلية تسللت الى المدينة مفرزة من الجيش الاسرائيلي تقدر بكتيبة مشاة وكتيبة مدرعات تساندها كتيبتا مدفعية ميدان ونحو عشر طائرات مقاتلة فقطعت بعض اسلاك الهاتف ولغمت بعض الطرقات في الوقت الذي تجمعت فيه قوة كبيرة من المستعمرات القريبة وتحركت في تمام الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه وهاجمت المدينة من ثلاثة جهات مع تركيز الجهد الرئيس بقوة المدرعات على مركز الشرطة فيها.
الحرس الوطني تصدى لها بمساعدة سكان المدينة لهذا الهجوم وصمدوا بقوة، مما أدى إلى إحباطه وتراجع المدرعات، وبعد ساعة عاود المعتدون هجومهم على المدينة بكتيبة مشاة تحت حماية كتيبة من المدرعات بعد أن مهدوا للهجوم بنيران المدفعية الميدانية، وفشل هذا الهجوم ايضًا وتراجع العدو بعد ان تكبد بعض الخسائر .
يقول المؤرخ فائق مزيد “هذه المذبحة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة بدايةً بالسلاح الابيض ثم الرصاص من بنادق اوتوماتيكية ثم مواد ناسفة وضعت في زوايا المركز وبعدها قذائف الدبابات، فهي مذبحة وجريمة منظمة شارك فيها اشخاص اصبحوا قادة في جيش الاحتلال مثل اسحاق رابين وموشيه ديان وغيرهما”.
وفي بحث عن معلومات حول المذبحة، قال الناجي الذي فقد بصره مؤخرًا رفيق شلش يقول: ”إنه يتذكر هذه المذبحة، وكأنها وقعت خلال أيام، فالمشهد لا يمكن نسيانه ولولا أننا انتقلنا من المركز الذي كانت تديره القوات الأردنية الى مكان قريب منه لأصبحنا في عداد الشهداء الذين ذبحوا من قبل العصابات اليهودية التي دخلت من خلال ما يعرف بخط الهدنه من منطقة الطيرة في المثلث”.
موقع قلقيلية الجغرافي منحها أهمية خاصة حيث أصبحت نقطة التقاء بين مدن فلسطين شمالها وجنوبها وغربها. وصلت صفد-عكا-حيفا-طولكرم شمالاً، وبئر السبع-المجدل-غزة جنوبًا، وربطت نابلس وما ولاها شرقًا بيافا وقراها غربًا. وهي نفس الأهمية التي حظيت بها قديمًا يوم كانت محطة بارزة للقوافل التجارية تحط عند ينابيعها الرحال وتزيل عناء السفر بوارف الشجر والظلال.
لَكِنْ يَبقىّ السُؤال الأهَم بَعدَ كُلَ مَا سَبَقَ اِستعرَاضهِ… هل باع الفلسطينيون قديمًا أرضهم لليهود حقيقه أم كذب؟؟ يُعد هذا الموضوع من الموضوعات المهمة، لأن أبناء الشعوب العربية صدَّقوا الإشاعات التي نشرها اليهود، وروج لها أعوانهم، وأَهمها: “أن الشعب الفلسطيني باع أَرضه لليهود، فلماذا يطالبنا بتحرير أرض قبض ثمنها”؟!. إنَّ مصدر هذه الإشاعة كُتَاب كَتبوا في أَكثر الصحف العربية انتشارًا، ونشروا أكاذيب كثيرة، شوهوا فيها صورة الفلسطيني بهدف أن يُفقِدوا شعوبهم الحماس لفلسطين. وتبقى قَلقِيلِيِة وأخَوُاتهَا شَاهِدًا عَلَىّ كَذبِ هَؤلاَء.

د. محمـد عبدالـرحمـن عريـف عضو الاتحاد الدولي للمؤرخين. كاتب وباحــث في تاريخ العرب الحديث والمعاصر وتاريخ العلاقات الدولية والسياسة الخارجية.

Optimized by Optimole