الصين وخطر دواعش «التركستاني»

Spread the love

بقلم: مايكل كلارك — نشر تنظيم داعش شريط بروبغندا على الإنترنت يعرض للمرة الأولى «مشاهد من حياة مهاجري تركمانستان الشرقية (شينجيانغ) في أرض الخلافة». وعلى وقع اعدام مخبريْن، اعلن مقاتل أويغوريي ان «داعش» سيجعل انهار الدم تسيل «للانتقام من قمع بكين المسلمين في غرب شينجيانغ». وعلى رغم انشغال المراقبين بالتهديد المباشر للصين وعنف عمليتي الإعدام، يشير تحليل من كثب للفيديو الى احتمال انقسام المقاتلين الأويغور.
وشريط الفيديو يظهر تفاقم خطر داعش على الصين. وقال، في 2014، أبوبكر البغدادي ان الصين تضطهد المسلمين شأن اسرائيل والهند وأميركا. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، أعدم التنظيم مواطناً صينياً. وندد، اخيراً، مقاتل في شريط داعش بـ «ردة» الحزب الإسلامي التركستاني «- وهو تنظيم أويغوري ينشط في سورية منذ 2012، ودعا اعضاء «التركستاني» الى الانشقاق والالتحاق بداعش. وتشير هذه الدعوة الى انقسام المقاتلين الأويغور وتوزعهم على تنظيمات متحدرة من «القاعدة» و «الحزب الإسلامي التركستاني»، و «داعش». وعلاقات «الإسلامي التركستاني» وثيقة بتنظيم الـ «قاعدة». ويعود التقارب هذا الى ان التنظيم هذا أبصر النور في افغانستان «الطالبانية» (نسبة الى طالبان) في اواخر التسعينات. ومع بدء عمليات «القاعدة» في سورية من طريق «جبهة النصرة» في كانون الثاني (يناير) 2012، نشر «الحزب الإسلامي التركستاني» اشرطة فيديو ومقالات في مجلته حول النزاع في سورية، ودرج على تشبيه القتال ضد قوات الأسد بنظيره في صفوف الأويغور في الصين. وفي 2015، نشر الحزب هذا تسجيلات تظهر قتاله في ادلب وجسر الشغور، وسهل الغاب. وتشير تقارير الى استيطان مئات المقاتلين الأويغور وعائلاتهم منذ 2014 في جوار إدلب واللاذقية. وبقي « الحزب الإسلامي التركستاني» على تحالفه مع «القاعدة» في سورية التي أشادت به اكثر من مرة، وانتقدت قيادات «جبهة النصرة» داعش، وطعنت في مشروعية «الخليفة» البغدادي. وبث أيمن الظواهري شريط فيديو في تموز (يوليو) 2016 عنوانه «تركمانستان: الصبر ثم النصر»، وحيا نضالها ضد «المحتل الملحد» في «تركمانستان الشرقية» ودعا الى شن «الجهاد في كل بقعة من العالم «. وشريط الفيديو الأخير هو مرآة تسلل الانقسام الى صفوف الأويغور بعد الانقسام بين «القاعدة» و «داعش». وآثار الانقسام الأويغوري هذا متناقضة. فمن جهة، قد يضعف النزاع الداخلي في صفوف الأويغور مقاتليه ويشرذم صفوفهم ويقوض قدرتهم على شن هجمات ضد الصين ومصالحها. ومن جهة أخرى، التنافس بين أويغور «الحزب الإسلامي التركستاني» وأبناء جلدتهم في «داعش» يهدد الصين في شينجيانغ ومصالحها في آسيا الوسطى والشرق الأوسط. وبوادر هذا الخطر أو التهديد بدأت تبرز. فعدد من الهجمات «الأويغورية» وقع في العام الماضي، أولها هجوم انتحاري ضد السفارة الصينية في بشكيك، في قرغيزستان، وثانيها، هجوم في ملهى ليلي في اسطنبول ليلة رأس السنة. وتبين ان منفذ الهجوم الانتحاري من الإتنية الأويغورية حمل جواز سفر طاجيكستانياً، وعاونه في التخطيط أوزبكي الإتنية مرتبط بـ «الحزب الإسلامي التركستاني» في سورية. وأعلنت السلطات التركية ان مطلق النار في الملهى الليلي من القومية الأويغورية وله علاقات في سورية.
وهذه التطورات تحد بارز لبكين. وردت بكين على تعاظم الخطر في شينجيانغ حيث استعرضت قوتها، ونظمت تجمعات ضد الإرهاب شارك فيها آلاف من اجهزة الأمن في مدن الإقليم الرئيسية مثل أورومكي وكاشغار وخوتان أو كوتان. وقد تضطر الصين الى وقف سياسة النأي بالنفس في أزمتي سورية والعراق.

* المصدر: «فورين بوليسي» الأمــيركـــية، 3/3/2017، إعــداد مــنال نحاس – صحيفة الحياة

Optimized by Optimole