لندعم قدراتهم .. قبل أن تؤذيهم نظراتنا

Spread the love

بقلم: سعاد الخليل_ دمشق |
تعكس بعض الحالات الاجتماعية خفايا النظرة المؤلمة والمتوترة التي يظهرها البعض دون دراية أو معرفة بحجم الأثر الداخلي الذي سببه لهذا الشخص او ذاك حين نتعامل مع قضايا او مسائل تكون خارج حدود احلامنا وظروفنا وصناعتنا، فعلى سبيل المثال لا الحصر نأخذ قضية ذوي الاعاقة اهتمام وضجة كبيرتين ومهمتين جداً، قد ينساها او يتناساها العديد من الناس حين يصاب اي فرد او شخص بعجز معين، يجعله غير قادر على التكيف مع المجتمع .
وهذه الكلمة مشجفة بحقه، وحق هذه الشريحة التي لا يمكن نكرانها في المجتمع، ففي معظم الحالات أثبت هؤلاء عكسها فلم تكن اعاقة أي شخص تقف عائقاً أمام حلمه ، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذه الرؤية للمعوق ؟ علمآ أن إعاقته ربانية، وحتى نستطيع أن نحدد فعالية هذه الشريحة لابد أن ننظر الى القضية من ناحيتين: الأولى المجتمع وما ادراك ما المجتمع! الذي يبدأ بالأسرة ثم المدرسة فالمجتمع وصولاً إلى الجانب العملي، فمنذ أن يرى هذا الصغير الضوء حتى تبدأ النظرة المغيرة له من النظرة إلى أقرانه، ربما يستقبل بالشفقة والدموع، وربما بالإهانة وهنا سيكون محور موضوعنا من خلال عرضنا لحالات عدة منها الشاب ( ع،د ) البالغ من العمر عشرون عاماً، ولد في أسرة متوسطة الحال، كانت إعاقته ناتجة عن خطأ طبي فأصيب بالشلل، لكن ذلك لم يجعله ييأسس وتابع مسيرته التعليمة وهو الآن في الثالث الثانوي، ويطمح أن يصبح مدرس للغة العربية ونستطيع أن نصفه دون مبالغة بالمخترع العبقري، فهو بارع في صيانة الحواسيب، لكن أسرته تحثه على أن يختار وظيفة إدارية، ولا ترغب في متابعة تحصيله العلمي، ظنآ منهم أن ذلك يؤمن مستقبله، فالوظيفة الثابتة ستدر عليه دخلآ يغنيه عن السؤال، وهنا نطرح سؤال أخر لماذا هذه القسوة في نفوس بعض الأسر ومتى سيتخلصون منها ويعاملون هذا الفرد كأي فرد أخر؟ فهو يستطيع العطاء كما يستطيع اخذ الحنان، وهذا مايحبط الشخص المعوق المحتاج الى الدعم المعنوي دائماً.
نظرة بعض الاسر هذه وإن كنا لا نلوم تلك المواقف من وجهة نظرها طبعاً، ربما تريد تأمين مستقبل أبنائها، وفق الحاجة والظروف ولو على حساب مواهبهم، بيد أننا لاشك نلوم تلك الأسر التي أغلقت الأبوابفي وجوه ابنائها من ذوي الاعاقة ، خوفآ عليهم من استهزاء المجتمع بهم
فيما أسر أخرى تحبطهم وتمنعهم من التقدم، وكلما حققو نجاحآ او حاولو التقدم اوقفتهم بكلمة ( أنتَ _ أنتِ ) معوق، معوقة فكانت هذه العبارة كالجمر في دربهم ،تحرق طموحهم وامالهم ورغباتهم ، في ان يكونوا اعضاء فعالين في المجتمع ، وأكبر دليل على هذا الحال الرجل (ب،ل) العصامي الناجح الذي يضرب به المثل، حيث أثبت نفسه في حياته العملية، وهو البالغ من العمر خمسون عامآ، ولد في أسرة ميسورة الحال، لم تمنعه اعاقته من تحقيق حلمه، رغم تخلي كل من حوله عنه حتى أقرب الناس اليه، (زوجته) ولم يبقى احد بجانبه سوا والدته التي كان لها الفضل الاكبر في دعمه، واثبت نفسه في عمله المهني، ولما نجح أصبح من تخلى عنه بالأمس يفتخر بنجاحه اليوم، وهنا المقارنة حين يضرب به المثل.
ماتقدم هو مجرد إلقاء بصيص من الامل لهذه الشريحة من أبناء المجتمع، التي وجدت نفسها في هذه الحالة، وأنا واحدة ممن خاضت هذه التجربة الخاصة، وكانت نظرات المجتمع بشكل ما تؤذيني وتجرح مشاعري، وهنا نستطيع أن نقول الدعم المعنوي هو الأمل المتجدد بالحياة.

Optimized by Optimole