تاريخ الحج عند المسلمين وكيفية أدائه

Spread the love

بقلم: فاطمة موفق الخطيب/ الحج في الإسلام هو الذهاب إلى مكة مرة في العمر وذلك لمن استطاع إليه سبيلا, وهو من أركان الإسلام لما جاء في حديث الرسول محمد صل الله عليه وسلم ” بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ و إقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا”
فهو الركن الخامس للإسلام والكعبة في مكة هي وجهة الحج للمسلمين ولكن ما حقيقة وجود الحج قبل الإسلام ومتى فرض الحج في الإسلام وكيف تتم تأدية مناسكه؟
الحج قبل ظهور الإسلام :
إن فريضة الحج تعود إلى زمن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام, عندما أمره الله سبحانه وتعالى أن يأخذ السيدة هاجر وابنه إسماعيل إلى مكة وقد كانت مكة حينها خالية من أي معالم للحياة فلا ماء ولا طعام ولا أناس, وتركهما النبي إبراهيم تبعا لأمر الله وكانت السيده هاجر قد استظلت تحت شجرة حتى عطش إسماعيل فبدأت تبحث عن ماء وذلك بالسعي بين الصفا والمروة حتى وصلت إلى الشوط السابع وهي على المروة فنظرت الى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه, وبدأ الناس يتوافدون إلى مكة مع ظهور الماء هناك وسميت بماء زمزم, وعاش سيدنا إسماعيل والسيدة هاجر في مكة مع قبيلة تدعى “جرهم” حتى بلغ إسماعيل مبلغ الرجال, فأمر الله النبي إبراهيم عليه السلام أن يبني البيت الحرام في البقعة التي أنزلت على أدم القبة و أرسل الله الملك جبريل ليدله على مكانه وأنزل عليه قواعد البيت من الجنة, وبنى إبراهيم عليه السلام البيت بمساعدة ابنه إسماعيل ورفع البيت تسعة أذرع, ثم دله على موقع الحجر الاسود ووضعه في موضعه الذي هو فيه وجعل له بابين بابا إلى المشرق وبابا الى المغرب, فلما بناه وفرغ حج إبراهيم و إسماعيل ونزل عليهما جبريل يوم التروية فقال يا إبراهيم قم فارتو من الماء لأنه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك, ويوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وكذلك الثامن من عشر ذي الحجة, وسمي بهذا اليوم لأن الناس كانوا يأخذون الماء من مكة ويخرجون به إلى منى حتى اليوم الأخير من الحج وقيل أيضا سمي بيوم التروية لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم .
ومع مرور الزمن ظل المؤمنون برسالة النبي إبراهيم و إسماعيل عليهما الصلاة و السلام يحجون إلى البيت سنويا و استمر الأمر على هذا المنوال حتى انتشرت الوثنية في مكة على يد عمرو بن لحي الذي يعتبر أول من أدخل عبادة الأصنام إلى شبه الجزيرة.
الحج في الإسلام:
اختلف علماء الإسلام حول العام الذي فرض فيه الحج, فبعضهم يقول فرض الحج في السنة السادسة للهجرة, وبعضهم الآخر يقول أنه فرض في السنة السابعة و الثامنة للهجرة, والأرجح أن فريضة الحج كانت في السنة التاسعة أو العاشرة للهجرة ودليل ذلك أن أية وجوب الحج في سورة آل عمران ]وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً[ أنزلت في السنة التاسعة للهجرة, ومن الحديث الذي فرض فيه الحج (عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ :خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّ الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ, قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُم الْحَجَّ فَحُجُّوا, فَقَالَ رَجُلٌ :أَكَلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ, حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا, فَقَالَ النَّبِيُّ صلّ الله عليه وسلم: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ) وهناك سورة في القرآن الكريم تحمل اسم (الحج) وفيها ذكر الله تعالى مناسك الحج ولكن لا يمكن فهمها و أدائها دون الرجوع إلى السنة النبوية لقول الرسول محمد صل الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم)
كيفية أداء فريضة الحج:
يبدأ الحج في الإحرام ويكون في نية الدخول بالنسك مقروناَ بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد وهناك محظورات على حجاج بيت الله وهي تغطية الرأس ولبس المخيط بالنسبة للرجال, ولبس النقاب والقفازين بالنسبة للنساء والمحظورات التي يشترك فيها الرجال والنساء هي حلق شعر الرأس, التطيب, عقد النكاح, قتل الصيد البري, ملامسة أحد الزوجين للآخر.
و للإحرام أنواع, الإفراد :ويكون بالإحرام حج دون عمرة, ويقول الحاج فيها لبيك اللهم حجاَ.
التمتع :وهو الإحرام لأداء العمرة في أشهر الحرم وهي (شوال , ذو القعدة ,والأيام العشرة الأولى من ذى الحجة), ويقال فيها “لبيك عمرة متمتعاَ بها إلى الحج” .
والقران :وهو أن يُحرم الحاج بالحج والعمرة معاَ.
بعد ذلك يخرج الحجاج إلى منى ويصلون صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا من غير جمع إسوة بسنة رسول الإسلام, وفي صباح اليوم التاسع من ذي الحجة يخرج الناس من منى إلى عرفات وعند زوال الشمس تصلى صلاة الظهر والعصر جمع تقديم وبعدها يبدأ الحاج بالدعاء والذكر وقراءة القرآن ومن الأدعية المستحبة في يوم عرفة ما روي عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام “خير الدعاء دعاء يوم عرفة , وخير ما قلت أنا و النبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ,له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” بالإضافة إلى قول النبي صل الله عليه وسلم “أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله والله اكبر”
وعند غروب اليوم التاسع من ذي الحجة, يتم التوجه إلى المزدلفة ومن المستحب صلاة المغرب والعشاء, فيها ويتم المبيت فيها الى الفجر ويستثنى من المبيت الضعفاء وأصحاب العذر ويجوز لهم التوجه إلى منى بعد منتصف الليل.
النزول في منى, ويكون قبل شروق الشمس .
رمي جمرة العقبة الكبرى, وفيها تؤخذ سبع حصيات أكبر من حبة الحمص بقليل ثم ترمى الحجرة واحدة تلو الأخرى ويكبر الله في كل رمية .
ذبح الهدي, وتتم بعد رمي جمرة العقبة الكبرى .
حلق الشعر أو التقصير, ويكون حلق الشعر او تقصيره للرجال ويبقى الحلق أفضل من التقصير وتقصر المرأة من شعرها قدر أنملة وعند الانتهاء من المناسك السابق ذكرها يحل للمحرم كل شيء من محظورات الإحرام إلا ملامسة زوجته.
طواف الافاضة, ويكون الطواف في البيت.
السعي بين الصفا والمروة, بعد السعي بين الصفا والمروة يحل للمحرم فعل كل ما حرم منه أثناء الإحرام.
المبيت بمنى ورمي الجمرات أيام التشريق, في ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر يبيت الحاج في منى ويقوم الحجاج في منى برمي الجمرات الثلاث في كل يوم من أيام التشريق الثلاث بعد زوال الشمس, ويتم رمي كل جمرة بسبع حصيات فتبدأ بالجمرة الصغرى ثم الجمرة الوسطى ثم جمرة العقبة .
تنتهي مناسك الحج في طواف الوداع ويكون بعد الانتهاء من رمي الجمرات, ويتم الطواف بالبيت سبعة أشواط والخروج مباشرة من مكة حيث لا يجوز بعد طواف الوداع البقاء في مكة.

Optimized by Optimole