قراءة في العدد (42) من مجلة الاجتهاد والتجديد

Spread the love

بقلم الشيخ محمد عبّاس دهيني — لا يزال المؤمنون يُعانون من انتشار عقائد فاسدة، ما دلَّ عليها دليلٌ، بل خالفَتْ خيرَ دليلٍ، وهو القرآنُ الكريم. إنّها مظاهرُ الغُلُوّ الدينيّ والمذهبيّ، وهي تدبّ في حياة المؤمنين كدبيب النمل، وسرعان ما تنتشر وتعمّ، حتّى يخالها البعض من ضروريّات الدين أو المذهب، في حين أنّها دخيلةٌ عليهما، وهما منها بَراءٌ، حيث لم يقُلْ بها، ولم يمارسها، أيٌّ من أئمّة الدين والمذهب.
وقد تسابق بعض علماء السنّة والشيعة في نسبة بعض الصفات ـ التي هي من الغلوّ المنهيّ عنه ـ إلى النبيّ(ص). كما نُسبت بعض هذه الصفات والمناقب أيضاً إلى الأئمّة من أهل البيت(عم).
ومن مظاهر الغلوّ هذه ما يلي:
1ـ نور وجهه
إنّ لوجهه(ص) نوراً يضيء به الظلمات، ويغني عن السِّراج( ).
إلاّ أن لنا في منهج تجميع القرائن على العَدَم كفايةٌ، وهو منهجٌ علميّ متَّبَع. فبتجميع القرائن المبعِّدة للوجود أو الوقوع يمكننا أن نصل إلى الاطمئنان ـ بل إلى القطع واليقين أحياناً ـ بكذبه وعدم وجوده.
ومن القرائن على تضعيف القول بوجود مثل هذا النور في وجه النبيّ الأكرم(ص):
1ـ إنّ كثيراً من الناس لم يكونوا يعرفون النبيّ(ص) بنور وجهه، وإنّما يدخل أحدهم إلى مجلسٍ، يريد لقاء النبيّ(ص)، وكان النبيّ(ص) قد لبس لباس قومه، ولم يختلف عنهم في ذلك، فلا يعرف الداخلُ النبيَّ(ص)، فيضطر للسؤال: أيُّكم محمد؟( ). ولو كان في وجهه هذا النور القويّ الذي هو كنور القمر لكان علامةً فارقةً يتميَّز بها، ويُعرَف من خلالها، ولشاع هذا عنه بين الناس، ولصار مقصداً للعامّة ـ ولو لم يكن هدفُهم الإيمان بدعوته ـ، يقصدونه لرؤية هذه الظاهرة الغريبة التي لم تُعهَد في أحدٍ من قبل.
وهكذا كان حال أئمّة أهل البيت(عم)، فها هو الإمام عليّ بن الحسين يخرج مع رفقةٍ لا يعرفونه؛ ليخدمهم( ).
ولو أنّه كان له هذا النور البهيّ لعرفوه من نور وجهه، ولما كان بإمكانه أن يستتر عنهم.
إذن لا بُدَّ من التفريق بين النور المادّي الذي يشبه نور الشمس أو القمر، ويمكن أن تُضاء به الظلمات، ويغني عن السراج أثناء البحث عن الأشياء، وبين النور المعنويّ أعني الهَيْبة الرساليّة، التي يستشعرها العارفون بالنبيّ(ص) والإمام(ع)، فبعد معرفتهم له(ع) يجدون له هَيْبةً في نفوسهم، ووقاراً واحتراماً لا يجدونها لغيره، ولهذا كان بعض الأصحاب يهابون كلامه، والحديث إليه؛ لما يعتريهم من تلك الهَيْبة والجلال.
وعلى أيّ حالٍ فإنّ تلك الهَيْبة والجلال والوقار يختلف تماماً عن النور في الوجه، الذي يُهتدى به في ظلمات الليل.
2ـ لو كان هذا النور في وجهه(ص) بادياً للناس كافّةً، ولا ينفكّ عنه في ليلٍ أو نهار، لكان من أشدّ العلامات دلالةً على تمايزه عن غيره، وأنّه شخصٌ مرتبطٌ بالسماء. وفي هذا ما يكفي لتصديقه والإيمان برسالته. غير أنّ هذا كلَّه لم يحصل، ولم تنقل لنا كتب التاريخ أنّ النبيّ(ص) استشهد بهذا الأمر لتأكيد نبوّته، والدعوة إلى التصديق برسالته.
2ـ طيب عَرَقه وريقه
ويزعمون أيضاً أنّه لم يكن لعرقه رائحةٌ منفِّرة، بل إن عرقه وريقه ذو رائحةٍ طيِّبة، أزكى من المِسْك والعنبر، وتدوم طويلاً، فلو أنّه مرَّ في طريق بقيت الرائحة الطيِّبة في تلك الطريق يومين أو أكثر. ويدَّعون أنّ بعض نسائه كانت تجمع عرقه وتجعله في قارورة الطِّيب، وتتطيَّب به، فيكون بديلاً صالحاً للطِّيب والعطور( ).
ومن القرائن على تضعيف القول بأنّ رائحة عَرَقه وريقه تختلف عن رائحة ذلك في بقيّة الناس:
1ـ إنّ ذلك مخالفٌ لما جاء في القرآن الكريم من التأكيد على بشريّته(ص)، بل إنّ الآية القرآنيّة الكريمة كانت واضحةً في بيان أنّه «بشرٌ مثلنا»، فهي لم تؤكِّد البشريّة فحَسْب؛ إذ لعلّ مَنْ يقول: إنّه بشرٌ لكنْ لا كبقيّة البشر، بل بخصائص ووظائف مختلفة، ولهذا أضافت قيد «المثليّة»، فقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ﴾ (الكهف: 110؛ فصِّلت: 6).
وبما أنّ كلّ مخالفٍ للقرآن ينبغي طرحه وهجره فإنّ موقفنا من هذه العقائد الفاسدة هو الرفض المطلق، وعدم التصديق بها.
وقد يُقال: إنّه لا توجد مخالفةٌ؛ حيث يُدَّعى أنّ للكوريّين مثلاً رائحة عرقٍ جميلة، فلا ينافي هذا الأمر بشريّة النبيّ(ص)، ولعلّ نظامه الغذائيّ الخاصّ أو طريقته في العيش تترك أثراً معيَّناً.
ولكنّ الصحيح أنّ بعض الشعوب ـ كالكوريّين مثلاً ـ ليس لعرقهم رائحةٌ كريهة، وهذا يختلف عن القول بأنّ لعرقهم رائحةً زكيّة أو جميلة. فقد «كشفت دراسةٌ علميّة حديثة السبب الرئيسي لعدم وجود رائحة عرق عند الكوريّين، على عكس سكّان الشرق الأوسط والأوروبيّين والأفارقة.
وبحَسَب الدراسة كشف العلماء أن هناك جيناً مسؤولاً عن إفراز رائحة العرق؛ إذ إن 98% من الأشخاص في منطقة الشرق الأوسط، ومن الأوروبيّين، والأفارقة، يحملون هذا الجين المسبِّب لرائحة العرق.
أمّا بالنسبة للكوريّين فإن 97% منهم لديهم طفرةٌ في هذا الجين، فلا يكون موجوداً في أجسادهم، وهو ما يحميهم من إفراز رائحة العرق»( ).
2ـ كيف كانت أمّ المؤمنين أمّ سلمة تجمع عرق النبيّ(ص)؟! وهل كان النبيّ(ص) غزير العرق إلى هذا الحدّ حتّى يتقاطر منه فتقوم بجمعه وإضافته إلى قارورة الطِّيب؟! إنّها حكايةٌ لم تُحبَك جيِّداً، فيكون ذلك دليلاً بيِّناً على كذبها.
3ـ لو كان للنبيّ(ص) مثل هذا العَرَق الطيِّب الزكيّ فلماذا كان(ص) يتطيَّب بالعطور، وينفق جُلَّ ماله لشراء الطِّيب( ).
3ـ الأرض تأكل فضلاته
حيث ينسبون إليه أنّه إذا قضى حاجته فإنّ الأرض تبتلع فضلاته؛ كي لا يراها أو يشمّ رائحتها أحدٌ من الناس( ).
ولعلَّهم يرَوْن ذلك تنزيهاً له(ص) عن المنفَّرات، ولو الظاهريّة منها.
4ـ يسمع في نومه كما في يقظته
ويعتقدون أيضاً أنّ النبيّ(ص) أو الإمام(ع) لا ينام كما ينام البشر، بل تنام عينه فقط، ويبقى قلبه متيقِّظاً، وهو يسمع في نومه كما يسمع في يقظته( ).
نقدٌ
وليت شعري، أهذا عقوبةٌ أو كرامة؟! فإنّ النوم إنما هو لراحة الإنسان، وتهدئة أعصابه، فإذا كان ينام بعينَيْه فقط، ولا ينام قلبه، ويبقى سمعه على أهبة الاستعداد لسماع أيّ صوتٍ ولو كان خافتاً، فهذا يعني أنّ أعصابه ستبقى مشدودةً، وسيفقد قيمة النَّوْم الحقيقيّة. فهل هذا هو تكريمُ الله تبارك وتعالى لنبيِّه الأكرم محمد(ص)، وللأئمّة الأبرار الأطهار من ذُرِّيته(عم)؟!
5ـ تظليل الغمامة له
ويزعمون أنّه(ص) كانت تظلِّله غمامةٌ من حرارة الشمس حيث ذهب، ولا تفارقه في مسيره أو إقامته( ).
نقدٌ
لماذا لم تكن من العلامات الواضحة على نبوّته، ولا سيَّما في صحراء الجزيرة، حيث لا غيم في أكثر أيّام السنة؟!
6ـ يبصر من الأمام ومن الخلف
ويدّعون أنّه(ص)، وكذا الإمام(ع)، كان يبصر من الأمام ومن الخلف معاً، فلا يغيب عن بصره شيءٌ، سواءٌ كان أمامه أو وراءه( ).
نقدٌ
بناءً على هذه الدعوى فإنّ جميع حركات الناس ستكون مرئيّةً له(ع)، وبالتالي فإنّ ذلك فضيحةٌ للناس، وأشبه ما يكون بالتجسُّس على حالهم، وحاشا لله أن يجعل نبيَّه ووليَّه في هذا الموقف.
ولرُبَّ قائلٍ: لو كانت طبيعته(ص) أن يرى من خلفه، بحيث كانوا يعرفون ذلك مثلاً، فلا معنى لاعتبار ذلك تجسُّساً.
والجواب: إنّ هذه الحالة ـ وهي الرؤية من الخلف ـ من الغرابة بمكانٍ، ولو كانت هذه الحالة فيه(ص) معروفةً للناس لانعكس ذلك في الروايات والتواريخ الناقلة لسيرته(ص)، وهو ما لم نشاهده في طيّات الكتب المختصّة بالحديث عنه(ص)، وعن حالاته، وطريقة تعاطيه مع الناس، وتعاطي الناس معه. إذن هي حالةٌ غريبة، ووضعٌ عجيب، ولو كان لبان.
7ـ ذو قامةٍ أطول من كلِّ قامة
ويزعمون أنّه(ص) أطول قامةً من كلّ أحد( ).
والسؤال الذي يَرِدُ هاهنا: لماذا لم يكن ذلك علامةً فارقةً يُعرَف بها، ويثبت من خلالها صحّة دعواه، وصدق رسالته.
8ـ لا يمرّ شيءٌ فوق رأسه( )
9ـ لا يشمّ ريحاً كريهةً( )
ونسأل هاهنا: هل هذا مكرمةٌ أو نقمة؛ فقد يكون عدم اشتمامه للروائح الخبيثة سبباً لإصابته بنجاسةٍ أو قذارةٍ دون أن يعرفها من رائحتها؟!
10ـ ينطق بلغاتٍ كثيرة( )
وهناك رواياتٌ عديدة في هذا الشأن تؤكِّد معرفة الأئمّة(عم) بجميع اللغات.
ولكنّ أغلب هذه الروايات ـ إنْ لن نقُلْ: كلَّها ـ ضعيفة السند.
مضافاً إلى أنّها معارضةٌ بالروايات الدالّة على أنّهم(عم) لم يكونوا يعلمون حقيقة وماهيّة بعض المخلوقات، كالجِرِّيث( ).
11ـ ختم النبوّة بين كتفَيْه( )
والسؤال الحاضر دوماً، كما في جميع ما تقدَّم: إذا كان ذلك الختم بيِّناً واضحاً فلماذا لم يكن دليلاً قطعيّاً على صدق النبوّة، وصحّة الرسالة؟!
12ـ يستوي على كلّ إمامٍ درعُ النبيّ(ص)( )
ولكنّ هذا يستلزم تشابه أبدانهم(عم) في الحجم؛ لكون الدرع واحداً! وهذا خلاف الواقع والمعروف من بدانة بعضهم ونحول آخرين، وطول بعضهم وقصر آخرين.
13ـ الأئمّة(عم) لا يحتلمون( )
ولكنّ هذا خلاف الطبيعة البشريّة، بل هو خلاف السلامة والصحّة الجسديّة، حيث هناك إفرازاتٌ وفضلاتٌ يجب أن تخرج من الجسم، ومنها: البول، والغائط، والمنيّ، و… وخروجها الطبيعي قبل الزواج إنّما هو من خلال الاحتلام.
نعم، إذا كان المراد أنّهم(عم) لا يرَوْن في المنام ما يراه بعض الشباب من رؤى جنسيّة مثيرة، يستتبعها خروج المنيّن فهذا أمرٌ مقبول، لأنّ الاحتلام بهذا المعنى إنّما هو من تلاعب الشيطان بالإنسان وأفكاره وخياله، وليس للشيطان إلى النبيّ والأئمّة(عم) سبيلٌ.
حال الإمام(ع) عند ولادته( )
1ـ والذي يلفتنا هاهنا غياب القابلات اللواتي يلين أمر المرأة عند ولادتها، فأين القابلات يمنعنه من السقوط على الأرض؟! أتلد الأمُّ لوحدها في البرِّية؟!
2ـ ولو سلَّمنا بوقوع ذلك في بعض الأئمّة، فإنّه لا يصحّ في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع)؛ إذ لو نطق(ع) بالشهادتين لكان باعثاً على التساؤل حول صحّة نبوة النبيّ(ص) قبل البعثة الرسميّة، وهذا أمرٌ لا وجود له تأريخياً.
طهارة دمه وبوله وغائطه( )
1ـ ونقول هاهنا: لا بُدَّ من التفريق بين الجاهل والعالم فإنّ أمّ أيمن والغلام تناولا البول أو الدم جاهلين بنجاسته وحرمة شربه، فلم يكن عليهما بسببه وزرٌ، ونالا بذلك الأثر الوضعيّ المترتِّب عليه.
أمّا العالم بالنجاسة ـ وهو الحكم الثابت في القرآن؛ حيث وصفه(ص) بأنّه بشرٌ مثلنا ـ فإنّه لا يسوغ له شرب بوله أو دمه. وبالتالي لا دلالة في هذين الحديثين ـ على فرض صحّتهما وصدورهما ـ على طهارة بول النبيّ(ص) ودمه.
2ـ ولنا أن نتساءل أيضاً: إنّهم زعموا في ما تقدَّم أنّ الأرض تبتلع فضلاته، وقلنا: لعلّ ذلك تنزيهاً له(ص) عن المنفِّرات، ولو ظاهراً؟ فنقول هنا: إذا كانت فضلاته ـ كالبول والغائط والدم ـ طاهرةً، ولا رائحة لها، فلماذا تبتلعها الأرض؟!
طهارته جثّة النبيّ(ص) عند الموت( )
1ـ إذا كان بدنه طاهراً فلماذا غُسِّل قبل التكفين؟!
2ـ وقبل كلِّ هذا وبعده تبقى الإشكالات الثابتة على جميع ما تقدَّم، وأهمُّها أنّ ما ادَّعَوْه مخالفٌ للطبيعة البشريّة، بل للمثليّة في البشريّة، التي أثبتتها له آيات الكتاب العزيز، وهي الفيصل في هذا المقام.
3ـ مضافاً إلى أنّ كثيراً من الصفات المتقدِّمة لو كانت ثابتةً فإنّها ستشكِّل علامةً بيِّنة، ودليلاً قطعيّاً، يتمسَّك به النبيُّ والأئمّة(عم) لإثبات صدقهم، وتأكيد أحقِّيتهم، وهذا ما لا نجد له انعكاساً في ما كان من مناظراتٍ بينهم وبين مَنْ أنكر عليهم النبوّة أو الإمامة.
وكعادتها في كلِّ فصلٍ تعرض مجلّة «الاجتهاد والتجديد»، في عددها الثاني والأربعين (42)، جملةً من الدراسات المتنوِّعة (ثلاث عشرة دراسةً).
تليها قراءةٌ في كتاب «الفقه الجنائي في الإسلام، الردّة نموذجاً»، للشيخ نبيل يونس.
كلمة التحرير
وهي بعنوان «الدين والاستيعاب التشريعي، جولةٌ في بعض المنطلقات العقلانيّة والقرآنيّة لقاعدة (ما من واقعة إلاّ ولها حكمٌ) / الحلقة الثانية»، وفيها يتابع رئيس التحرير الشيخ حيدر حبّ الله حديثه ضمن العناوين التالية: إكمال الدين، ومقاربة الأستاذ مصطفى كريمي؛ وقفةٌ نقديّة مع مقاربة الأستاذ كريمي؛ 4 ـ قاعدة اللطف والشموليّة القانونيّة، محاولة السيّد الصدر.
دراسات
1ـ في الدراسة الأولى، وهي بعنوان «حواراتٌ حول علم الرجال ودوره ومشكلاته ومآلاته»، (حوارٌ مع: السيد أحمد المددي؛ والشيخ مسلم الداوري؛ والشيخ رضا مختاري؛ والشيخ محمد باقر ملكيان) (أمّا السيد أحمد المددي فهو أحد الفقهاء البارزين في مجال الحديث والرجال، وأستاذ البحث الخارج في مدينة قم؛ والشيخ مسلم الداوري هو أحد أبرز تلامذة الإمام الخوئي في علم الرجال والحديث، وأستاذ البحث الخارج في مدينة قم. شارك في تدوين موسوعة الرجال للخوئي. وله مجموعة من المؤلَّفات؛ والشيخ رضا مختاري هو أستاذٌ بارز في الحوزة العلمية، ورئيس مؤسّسة التراث الشيعي في مدينة قم، وأحد أبرز المتولّين لتحقيق التراث الإسلامي؛ والشيخ محمد باقر ملكيان هو باحثٌ ومحقِّق بارز في مجال إحياء التراث الرجالي والحديثي. حقَّق وصحَّح كتاب جامع الرواة، للأردبيلي، ورجال النجاشي، في عدّة مجلَّدات ضخمة) (ترجمة: حسن علي الهاشمي)، نشهد العناوين التالية:
1ـ مع السيد أحمد المددي: بدايات الجهود الرجاليّة الشيعيّة؛ منعطفات علم الرجال؛ أبرز رجالات الشيعة في علم الرجال؛ ماذا عن مأزق التقليد في علم الرجال؟!؛ مقارنات بين الشيعة والسنّة في الحديث؛ دور علم الرجال في الاجتهاد الفقهي؛ خلفيات الموقف السلبي من علم الرجال؛ مسؤوليات الحوزات اليوم تجاه علم الرجال.
2ـ مع الشيخ مسلم الداوري: ما هو تعريف علم الرجال؟ وما هي أهميته؟؛ طرق تصحيح الروايات والابتكارات فيها؛ حديثٌ حول تجربة تدوين معجم رجال الحديث.
3ـ مع الشيخ رضا مختاري: غايات المصنِّفين في الكتب الرجاليّة، وأهمِّية معرفتها؛ ضرورة اكتشاف مصادر المصنفين الرجاليين؛ وقفةٌ نقديّة مع معجم الرجال للسيّد الخوئي؛ ماذا عن جهود المحقِّق التستري؟؛ تقويم النشاط السنّي في علم الرجال؛ وقفةٌ مع مشروع السيد المددي في الحديث.
4ـ مع الأستاذ محمد باقر ملكيان: التعريف بنشاطات شخصية في مجال الرجال؛ حول تصحيح كتاب جامع الرواة؛ نظرية تعويض الأسانيد والموقف منها؛ موقعيّة وأهمية كتاب جامع الرواة؛ اختلاط علم التراجم بالرجال؛ دور الضعف الرجالي في الأخطاء الفقهيّة.
2ـ وفي الدراسة الثانية، وهي بعنوان «رسالةٌ في سَهْو النبيّ(ص)، دراسةٌ نقديّة لرسالة المفيد في نفي السَّهْو عن النبيّ(ص)» (تطبع هذه الرسالة وتحقَّق للمرّة الأولى، وقد كانت مؤسّسة النشر التابعة لجماعة المدرسين أرفقت صورتها غير المطبوعة في آخر كتاب (قاموس الرجال)، ولم تقم بطباعتها، لأسباب غير واضحة، فأحببنا نشرها تعميماً للفائدة)، للشيخ محمد تقي التستري (علاّمة في علم الرجال والحديث، وصاحب كتاب: «قاموس الرجال»، وكتاب «الأخبار الدخيلة»، وكتاب «النجعة في الفقه»، وغيرها من الكتب. أحد أبرز رموز علم الرجال والحديث عند الإمامية في القرن العشرين. توفّي عام 1405هـ) (تحقيق: الشيخ محمد الخاقاني)، تطالعنا العناوين التالية: [وقفةٌ مع الأحاديث]؛ [المُفْتون بالأحاديث السابقة]؛ [كلمات المُفْتين]؛ [تاريخ المسألة قبل المفيد]؛ [الميزان في اعتبار الأخبار]؛ [الردّ على الطعون].
3ـ وفي الدراسة الثالثة، وهي بعنوان «التفاعل السنّي الشيعي في القرون المبكرة، انتقال أسانيد أهل السنّة إلى التراث الشيعي / القسم الأوّل»، للدكتور بكر قوزوديشلي (باحثٌ وأستاذ في علوم الحديث الشريف. من تركيا) (ترجمه عن الإنجليزيّة: فاطمة زراقط)، يتناول الكاتب العناوين التالية: ملخّص؛ مقدّمة؛ استشهاد البرقي والصدوق بالأسانيد السنّية في سياق ثواب الأعمال وعقاب الأعمال؛ 1ـ أسانيد حفظها المحدِّثين الشيعة منذ النصف الثاني من القرن الثاني حتّى غرّة القرن الثالث الهجري؛ أـ روايات سيف بن عميرة؛ ب ـ روايات سليمان بن عمر.
4ـ وفي الدراسة الرابعة، وهي بعنوان «الاتّجاهات الفقهيّة عند الإماميّة في القرنين الثاني والثالث الهجريّين»، للدكتور أحمد باكتجي (أستاذٌ بارز في مجال علوم القرآن والحديث في عدّة جامعات، منها: جامعة الإمام الصادق(ع)، وأحد مدوِّني دائرة المعارف الإسلاميّة الكبرى) (ترجمة: د. نظيرة غلاّب)، نشهد العناوين التالية: خلاصة؛ الفقه الإمامي والمسار العام لتدوين الفقه؛ عرضٌ للمدارس والاتجاهات؛ اختلاف الطرق في نقد الحديث؛ الموقف من الاجتهاد بالرأي.
5ـ وفي الدراسة الخامسة، وهي بعنوان «الشيخ محمد إسحاق الفيّاض، عمق الفقاهة وسموّ الأخلاق»، للشيخ حسن بن موسى الصفّار (كاتبٌ وباحث. من أبرز الشخصيات الإسلاميّة في المملكة العربية السعوديّة. ومن الشخصيات الناشطة في مجال التوعية الدينيّة، وعلى صعيد التقريب بين المذاهب الإسلاميّة)، يتعرَّض الكاتب للعناوين التالية: مفتتح؛ الشيخ الفيّاض وعمق الفقاهة؛ دور المرأة بين تيّارين؛ رؤية الشيخ الفيّاض حول دور المرأة السياسي والاجتماعي؛ المرأة لكلّ المواقع في الحكومة المدنية؛ المرأة وتولّي السلطة الدينية؛ المرأة في القضاء المدني؛ المرأة في البرلمان؛ المرأة والعمل الديبلوماسي؛ المرأة وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ المشاركة بالرأي في الشأن العامّ؛ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق العامة؛ قوامة الرجل في الحياة الزوجيّة فقط؛ لا اعتبار لنصوص تزدري المرأة؛ عمل الزوجة خارج المنزل؛ تحديد المهور وغياب الزوج؛ الانتماء للإسلام والتعايش المذهبي؛ حفظ النظام، ورعاية القوانين؛ من آرائه في الثقافة والمجتمع؛ الإسلام بريءٌ من الإرهاب والإرهابيين؛ عوامل الهيمنة الأجنبيّة؛ على المفكِّرين منازلة الجَوْر؛ دراسة الفلسفة؛ هل نحن في زمن ظهور المهديّ(عج)؟؛ عَلَم الوطن في الاحتفالات الدينيّة؛ أفضل مراسيم عاشوراء؛ لا يجوز ولا قيمة لانتزاع الاعترافات بالتعذيب؛ الشيخ الفيّاض وسُمُوّ الأخلاق.
6ـ وفي الدراسة السادسة، وهي بعنوان «المواطنة والدين في مجتمعٍ متنوِّع، «الهويّة والأخلاق السياسيّة للاعتراف» سياقٌ إسلامي»، للدكتور الشيخ خنجر حميّة (باحثٌ وأستاذ في الحوزة والجامعة. وله عدّة مؤلَّفات. من لبنان)، تطالعنا العناوين التالية: 1ـ مدخلٌ: في طبيعة الإشكالية، وحدودها؛ 2ـ المواطنة في الفضاء الثقافي ـ السياسي للإسلام؛ 3ـ المفكِّرون الإسلاميون المعاصرون، مثاليّون وواقعيّون؛ 4ـ الفضاء العمومي، وفكّ الاشتباك بين العامّ والخاصّ؛ 5ـ التدبير السياسي للاعتراف بالهوية؛ أـ عن تدبير الهويّة البَيْن ذاتية؛ ب ـ تدبير التعدُّد في الهوية الشخصية؛ 6ـ في الاعتراف وسياسة الهويّة؛ 7ـ الهويّة والأخلاق السياسية للاعتراف؛ 8ـ من الفضاء العمومي إلى الفضاء المشترك.
7ـ وفي الدراسة السابعة، وهي بعنوان «تبعيّة الأخلاق للدين / القسم الأوّل»، للدكتور أبو القاسم فنائي (أستاذٌ في جامعة المفيد، وأحد الباحثين البارزين في مجال الدين وفلسفة الأخلاق، ومن المساهمين في إطلاق عجلة علم الكلام الجديد وفلسفة الدين) (ترجمة: حسن علي مطر)، يستعرض الكاتب العناوين التالية: 1ـ مدخلٌ؛ 2ـ العلاقة التاريخية بين الدين والأخلاق؛ 3ـ تبعية الأخلاق اللغوية للدين؛ أـ تبعية الأخلاق المطلقة للغة الدين؛ ب ـ نقد نظرية تبعية لغة الدين المطلقة للغة الأخلاق؛ ج ـ تبعية لغة الأخلاق النسبية للغة الدين؛ د ـ نقد نظرية تبعية لغة الأخلاق النسبية للغة الدين؛ هـ ـ الاستقلال التامّ للغة الأخلاق عن لغة الدين؛ 4ـ تبعية الأخلاق الأنطولوجية أو المعيارية للدين؛ أـ نقد نظرية تبعية الأخلاق الأنطولوجية للدين؛ ب ـ قاعدة التلازم بين حكم الشرع وحكم العقل؛ ج ـ نقد الرؤية المشهورة في باب التلازم بين حكم الشرع وحكم العقل.
8ـ وفي الدراسة الثامنة، وهي بعنوان «علاقة علم الأصول بالعلوم الأخرى، ودور الشهيد الصدر في تطويرها»، للدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي (أحد الفقهاء الشيعة البارزين. ومن أبرز مدوِّني الكتب الدراسيّة في العديد من الحوزات والجامعات الدينيّة، ومن روّاد الوعي والانفتاح والتقريب، رحمه الله تعالى. له عشرات المؤلَّفات في العلوم الإسلاميّة المختلفة. من المملكة العربيّة السعوديّة)، نشاهد العناوين التالية: موضوع البحث؛ عناصر البحث؛ أهداف البحث؛ أهمّية علم أصول الفقه؛ ظاهرة التفاعل بين العلوم؛ علاقة علم أصول الفقه بالعلوم الأخرى؛ انطلاقة التجديد الأصولي عند الشهيد الصدر؛ تجديده في تصنيف المواد الأصولية؛ تجديده في إضافة عنصر التطبيق الأصولي؛ تجديده في توسيع دائرة علاقة الأصول بالعلوم الأخرى؛ تعريف الحكم الشرعي؛ الإعراب عن الحكم الشرعي بأنه نظام حياة الإنسان؛ علاقة اللفظ بالمعنى؛ رأي سقراط؛ رأي أرسطو؛ رأي ابن جنّي؛ رأي الأصوليين السنّة؛ رأي الأصوليين الشيعة؛ نظرية التعهُّد؛ نظرية الاختصاص؛ نظرية الرمز؛ نظرية الاعتبار؛ نظرية التنزيل؛ نظرية الجعل الاعتباري؛ نظرية الاقتران الشرطي؛ نظرية الربط؛ رأي اللغويين المحدثين.
9ـ وفي الدراسة التاسعة، وهي بعنوان «الحديث الشريف بين المصادر المذهبيّة والإسلاميّة، قراءةٌ استدلاليّة في مرجعيّة الحديث الإسلامي / القسم الثاني»، للشيخ حيدر حبّ الله، تطالعنا العناوين التالية: 3ـ المانع الشرعي والإشكاليّة الدينيّة؛ 3ـ 1ـ المانع الشرعي الروائي المباشر، أو نصوص القطيعة المعرفيّة؛ المقاربة الإجماليّة التحليليّة لروايات القطيعة المعرفيّة.
10ـ وفي الدراسة العاشرة، وهي بعنوان «الرؤية السياسيّة المعاصرة في المشروع الفكريّ عند المطهَّري»، للدكتور السيد علي محمد جواد فضل الله (باحثٌ في الفكر الإسلاميّ. من لبنان)، يتناول الكاتب العناوين التالية: مدخلٌ؛ الثورة الإسلامية الإيرانية، فلسفتها وجذورها؛ المطهَّري ورؤيته لنظام الحكم وشكل إدارته؛ أوّلاً: ضرورة الحكومة ولزومها؛ ثانياً: مرتكزات السياسة الإسلامية عند المطهَّري؛ ثالثاً: نظام الجمهورية الإسلامية، الشكل والمضمون؛ رابعاً: ولاية الفقيه، شروطها ودورها؛ صفات وشرائط الحاكم (الوليّ)؛ خامساً: إشكالية التعارض بين حكم رجال الدين والديموقراطية؛ سادساً: الدولة الإسلامية ومواكبة العصر؛ خلاصةٌ واستنتاجات.
11ـ وفي الدراسة الحادية عشرة، وهي بعنوان «حجِّية الظنّ في أصول الدين»، للدكتور الشيخ مهدي الكاظمي (كاتبٌ وأستاذ في الحوزة العلميّة، ومدير حوزة الأطهار في قم. متخصِّصٌ في مجال الأديان الإبراهيميّة. من إيران)، نشهد العناوين التالية: مقدّمة؛ المرحلة الأولى: هل يجب تحصيل اليقين في أصول العقائد أم يكفي الظنّ؟؛ الجهة الأولى: الوجه في وجوب تحصيل المعرفة؛ الجهة الثانية: وجوب تحصيل المعرفة غيري؛ الجهة الثالثة؛ كيفية الاعتقاد في أصول العقائد؛ 1ـ في بيان حكم ما يجب على المكلَّف المعرفة به؛ 2ـ ما يجب تحصيل الاعتقاد به إذا حصلت له المعرفة به؛ المرحلة الثانية: كيفية التمييز بين هذين القسمين؛ المرحلة الثالثة: ما هي الطرق المعتبرة في تحصيل المعرفة، ولو الظنّية؟؛ الجهة الأولى: الظنون الخاصّة المعتبرة في استنباط الفروع؛ الجهة الثانية: التقليد في أصول الدين؛ الجهة الثالثة: الظنون غير المعتبرة، كالمنامات والاستخارة.
12ـ وفي الدراسة الثانية عشرة، وهي بعنوان «تأمُّلاتٌ في توثيقات الشيخ المفيد»، للشيخ محمد باقر ملكيان (باحثٌ ومحقِّق بارز في مجال إحياء التراث الرجاليّ والحديثيّ. حقَّق وصحَّح كتاب جامع الرواة، للأردبيلي، وكتاب رجال النجاشي، في عدّة مجلَّداتٍ ضخمة)، تطالعنا العناوين التالية: تمهيد؛ 1ـ توثيقات المفيد في الإرشاد؛ 2ـ توثيقات المفيدفي الرسالة العَدَديّة.
13ـ وفي الدراسة الثالثة عشرة، وهي بعنوان «عبيد الله بن أبي رافع وكتاب (الأحكام والسنن والقضايا)»، للدكتور محمد كاظم رحمتي (أستاذٌ جامعيّ، وباحثٌ متخصِّص في التراث والدراسات القرآنيّة والحديثيّة. من إيران) (ترجمة: د. نظيرة غلاّب)، نشهد العناوين التالية: مقدّمة: علماء الإمامية ومسألة توثيق الأحاديث؛ عبيد الله بن أبي رافع؛ كتاب «السنن والأحكام والقضايا»، لعبيد الله بن أبي رافع؛ محمد بن قيس وكتاب القضايا؛ النتيجة.
قراءات
وأخيراً كانت قراءة في كتاب «الفقه الجنائي في الإسلام، الردّة نموذجاً»، للشيخ حسين الخشن، وهي بعنوان «كتاب «الفقه الجنائي في الإسلام، الردّة نموذجاً»، قراءةٌ تحليليّة نقديّة»، للشيخ نبيل يونس (كاتبٌ في الفكر الإسلاميّ. من لبنان)، وفيها تطالعنا العناوين التالية: الحاجة لهذا الدراسة؛ جولةٌ في الكتاب؛ النقاط المميَّزة بالكتاب؛ 1ـ الواقعية؛ 2ـ لا للتبرير؛ 3ـ الاستيعاب والشمولية؛ 4ـ جرأةٌ في الطرح؛ 5ـ التجديد؛ 6ـ المقاصدية؛ 7ـ اجتراح الحلول؛ 8ـ دقّة المنهجيّة؛ 9ـ دراسةٌ إسلاميّة؛ إشكالاتٌ على الكتاب؛ 1ـ اللغة التخصُّصية؛ 2ـ ثغرةٌ في العموم.

يُشار إلى أنّ مجلّة «الاجتهاد والتجديد» يرأس تحريرها الشيخ حيدر حبّ الله، ومدير تحريرها الشيخ محمّد عبّاس دهيني.

Optimized by Optimole