مكاسرة بين أبو مازن والسنوار

Spread the love

بقلم: شيمريت مئير – محللة إسرائيلية —

السياسة التي يتبعها السنوار في غزة تقابل بردود فعل قاسية من قبل الرئيس الفلسطيني. مَن سيفوز؟

بعد مرور عشر سنوات على احتلال “غزة” على يد حماس، أبو مازن يشن حربا. وفي حال لم تلعب مصر أو إسرائيل دورا مُهدئا للأوضاع، فإن الوضع في غزة سيكون على شفا الانفجار بسبب قرار أبو مازن إلى حد كبير.

برغم وجود علامات مسبقة، فإن موقف رئيس السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بغزة داهم حماس فجأةً. يقول مقربون في بيئة أبو مازن إن محاولات جعل قطاع غزة “إمارة تابعة للسنوار”، في حين أن أبو مازن يدفع الشيكات في نهاية كل شهر، كانت خطوة اجتازت الخط الأحمر من ناحية الرئيس الفلسطيني.

إذا كانت حماس ترغب في دولة خاصة بها، فعليها تحمل نفقاتها، بدلا من أن تستخدم أموال دافعي الضرائب لاحتياجاتها التنظيمية، وفق أقوال هؤلاء المقربين.

يمكن نسب التغيير في موقف أبو مازن إزاء ما يجري في قطاع غزة، إلى زيارته القريبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى رغبة ترامب في بدء عملية سياسية حقيقية بين إسرائيل والفلسطينيين. يعرف أبو مازن أن عهد أوباما قد ولّى ولن يعود بعد، وأن الضغوط الممارسة عليه أضحت جدية أكثر. فهدد الكونغرس مرارا وتكرارا بوقف دعم السلطة الفلسطينية في حال واصلت نقل الأموال إلى عائلات الأسرى ومنفذي العمليات ضد إسرائيل. إن دافعي الضرائب الأمريكيين وممثليهم ليسوا معنيين بتمويل ما يحسبونه إرهابا. ووقف تمويل غزة من ناحية أبو مازن محاولة للتهرب من الانتقادات الأمريكية القاسية في هذا الشأن، والظهور كجهة تحارب منظمة متطرفة مثل حماس.

ماذا ستفعل حماس؟ سواء حكمنا على أبو مازن وفق القياديين في صفوف حماس الذين اقترحوا “تعليقه في أحد ميادين غزة” أو اتهموه بالجنون، يسود حماس توترا شديدا. في خطوة حكيمة، نقل أبو مازن المسؤولية إلى إسرائيل عندما أعلن أنه لن يتابع نقل الأموال مقابل تزويد الكهرباء الذي يحصل عليه القطاع من شركة الكهرباء الإسرائيلية. على إسرائيل أن تختار: هل ستدفع من أموال دافعي الضرائب الإسرائيليين مقابل تزويد الكهرباء لسكان غزة (كما تفعل في أحيان كثيرة) أو أنها ستقطع الكهرباء في قطاع غزة وتخاطر بحدوث أزمة إنسانية، وربما تتدهور إلى مواجهة عسكريّة مع حماس؟

ثمة سؤال آخر خاص بمصر. سيزور أبو مازن مصر قُبَيل لقائه ترامب (عموما باتت الأيام التي يقضيها في الأراضي الفلسطينية معدودة)، في حين تجري حماس لقاءات مع الاستخبارات المصرية. سيقول أبو مازن للمصرين إنه آن الأوان لممارسة ضغط على حماس، وعدم التعاون معها، بهدف إجبارها على مشاركة حركة فتح في الحكم في غزة.

تقف إسرائيل أمام معضلة ليست سهلة أيضًا – فمن جهة هي ليست معنية بمواجهة مع حماس، ومن جهة أخرى ليست معنية بأن تظهر بصفتها “تنقذ” حماس في الوقت الذي تتعرض فيه لضغط غير مسبوق.

يعرّض أبو مازن حماس إلى اختبار في توقيت غير مريح لها – عشية نشر ميثاقها الجديد المعتدِل نسبيًّا. حركة فتح لن تفصح عن هذا الرأي، لكن بعض القياديين فيها يقول “أبو مازن تذكر أن يكون زعيما بعد 10 سنوات”.

عن موقع “المصدر” الإسرائيلي

Optimized by Optimole