“داعش” و”القاعدة” وتكفير الشيعة

Spread the love

بقلم: د. هيثم مزاحم – خاص بمركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط — كان لافتاً نفي تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب أي علاقة له بتفجيرات صنعاء التي وقعت في 20 آذار – مارس 2015 واستهدفت مسجدين في العاصمة اليمنية يرتادهما “أنصار الله” الحوثيون وغيرهم من المصلين، إذ أعلن التنظيم في بيان له جاء فيه: “ننفي علاقتنا بالتفجيرات التي استهدفت مساجد الحوثيين، ونؤكد التزامنا بتوجيهات الدكتور أيمن الظواهري بعدم التفجير داخل المساجد والأسواق والأماكن المختلطة حفاظًا على دماء الأبرياء، وتغليبًا للمصلحة العامة”.
بينما سارع تنظيم “الدولة الإسلامية”(داعش) – ولاية اليمن إلى تبني هذه التفجيرات الإرهابية التي أسفرت عن مقتل 140 شخصاً و345 جريحاً بينهم الكثير من الأطفال. ودار ما يشبه الحرب الإعلامية بين تنظيمي القاعدة وداعش بعد وقوع تفجيرات في العاصمة اليمنية صنعاء، اتهم خلالها أنصار “القاعدة” منفذي التفجيرات من “داعش” بالتساهل في سفك الدماء.
وجاء في بيان “داعش”: “ضمن سلسلة الملاحم التي يسطرها جنود دولة الخلافة في كل يوم ضد أعداء الله ودينه وأوليائه.. انطلق خمسة من فرسان الشهادة ملتحفين احزمتهم الناسفة في عملية مباركة يسر الله لها أسباب التنفيذ لينغمس أربعة منهم وسط أوكار الرافضة الحوثية في ولاية صنعاء ويفجروا مقرات شركهم في بدر وحشوش ولينطلق خامس إلى وكر آخر لهم في صعدة حاصدين رؤوس أئمة الشرك..”.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر أمني قوله: “فجر انتحاري حزامًا ناسفًا كان يحمله بين الأشخاص المكلفين تفتيش المصلين في بوابة جامع بدر بحي الصافية، وفجر آخر حزامًا ناسفًا وسط المصلين في الصف الأول في الجامع، وشهد جامع الحشوش تفجيرين انتحاريين داخله وفي بوابته بحزامين ناسفين كان يحملهما انتحاريان”.
وقد فجّر موضوع التفجيرات في صنعاء سجالاً بين القاعدة وداعش. وقال أبو مارية القحطاني ـ المسؤول الشرعي في جبهة النصرة ـ فرع القاعدة في سوريا، “إن الخلاف مع تنظيم الدولة(داعش) ليس سياسياً أو على أمور إدارية، مؤكداً أن الخلاف بينهم “منهجي” مثلما أكد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ذلك في وقت سابق.
وأوضح القحطاني في تغريدات نشرها في حسابه الشخصي على موقع “تويتر” تعقيباً على تفجير تنظيم “داعش” لمساجد الحوثيين في صنعاء ونفي القاعدة أي مسؤولية لها، إن “تبرؤ أنصار الشريعة من تفجيرات المساجد يعد خطوة جريئة ورسالة شرعية عملية لكل من يحمل الدعشنة برأسه”. وتابع: “يبيّن لنا أن الإخوة المجاهدين يتورعون ويتحرزون في الدماء، ونتمنى من الإخوة البراءة من أي عمل يخالف الشرع والاعتراف بالخطأ والاعتذار فهو فضيلة”. وأضاف القحطاني: “لو تبرأ المجاهدون من كل مسألة لا يقبلها الشرع وبيّنوا الحكم الشرعي فيها، ما أصبحت الأعمال الإجرامية الداعشية ديناً يقتربون إلى الله به، حيث مضى عقد كامل والدواعش يكفرون تكفيراً سياسياً ويفجّرون بالأسواق، فلم يتم الإنكار عليهم علناً واقتصر الأمر على مناصحات سرية”.
ولم يخفِ القحطاني أن المدرسة الجهادية بدأت تتعلم الدرس متأخراً، قائلاً: “الآن أحس الناس بالخطأ وصاروا ينشرون رسائل المشايخ التي تنصح بالتورع في الدماء والابتعاد عن التكفير السياسي، لكن بعد أن انتشر الغلو في جميع الساحات وصار منهجاً لكثير من الشباب المغرّر به، ومن المحزن أن البعض مازال يتعاطف مع الدواعش وكأن الخلاف إداري”. وأكمل: “فالخطاب الجهادي تحول من رسائل إيمانية إلى رسائل نارية في المدرسة العراقية، وصار البعض يقلد الدواعش به”.
وكتب “مولوي عبدالله”، أحد جنود أنصار الشريعة في اليمن، فرع القاعدة في اليمن على حسابه بتويتر: “المساجد مختلطة وفيها عوام من المسلمين، ولا يجوز استهدافهم، فقد عظّم الله من حرمة دم المسلم، فلا بد من التمييز”، مضيفًا: “ولا يجوز استهداف المساجد والأسواق وقتل المسلمين بحجة التترس، فهذا كلام باطل، ومن أراد أن يعرف مسألة التترس فليقرأ كلام ابن تيمية”.
والتترس معناه الاحتماء بالمسلمين حيث أجاز بعض الفقهاء قتل المسلمين إدا كان الكفار يتترسون بهم ويعيقون تقدم المسلمين.
وقال أبوذر الصنعائي، أحد مقاتلي داعش في صنعاء: “لا أحد ينكر تلك التفجيرات إلا إذا كان منافقًا أو حليفًا للحوثيين”.

ويبرر بيان “داعش” التفجيرات الانتحارية ضد مساجد الحوثيين، وهم مسلمون شيعة زيديون، باعتبارهم بحسب “داعش” “أعداء الله ودينه وأوليائه”، مطلقين على مساجد الزيدية وصف “أوكار الرافضة الحوثية” ونعت أئمتهم بأنهم “رؤوس أئمة الشرك..”، وهو ما يشير بوضوح إلى تكفير “داعش” للشيعة بجميع فرقهم ومنهم الزيدية، وهي فرقة يعتبرها أهل السنة أقرب فرق الشيعة إلى السنة وأكثرهم اعتدالاً وأقل غلواً.
وتحت عنوان “قاعدة اليمن.. الفجر الكاذب” تداولت منتديات قريبة من تنظيم “داعش” مقالاً موقعاً باسم “نوح” يرد على بيان “القاعدة في اليمن”، قال فيه إنه في غمرة الفرح والنشوة بالتفجيرات “الاستشهادية” أطل علينا بيان قاعدة اليمن بالنّفي عن تلك العمليات، ووجه الاستغراب هو ما حواه البيان من استنكار ضمني لهذه العمليات بإيرادهم بالتمسك بتوجيهات الظواهري بعدم استهداف المساجد المختلطة وحرصاً على أرواح الأبرياء.
ويضيف الداعشي نوح أن “استهداف المساجد والأبرياء محرم في شرع الله ولا يمكن للمجاهدين أن يقدموا على ذلك إلا في حالات ضيقة جداً معلومة في كتب الفقه، ولكن حقيقة المُستهدف ليس مسجداً ولا أبرياء، فما قيل إنه مسجد ما هو إلا حسينية ووكر خبيث يجتمع به قيادات الرافضة الحوثة وسابّو أمهات المؤمنين ليمارسوا شعائرهم الشركية وليرسموا خططهم في حرب أهل السّنّة”.
ويرى الداعشي نوح أن استنكار “قاعدة اليمن” لذلك استغلال للحدث دافعه محاولة توجيه ضربة للخصم (داعش) ليسقط بعد أن علا صيته وارتفع سهمه في اليمن بسبب هذه العمليات. ويشير إلى استهداف القاعدة للحوثيّين والصحوات من السنة بتفجيرات في أماكن عامة عدة في صعدة وصنعاء وعمران وأبين، تعتبر أماكن مختلطة يمر بها أهل السنة أو الأبرياء من الحوثيين، بينها مسجد بدر في صنعاء الذي استهدفه “داعش” برمي قنابل، مما أدى لأضرار في الجامع وكان من الممكن وقوع قتلى فيه.
الجدير ذكره أن تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية” كان قد أعلن مسؤوليته في أوقات سابقة عن عمليات تفجير انتحارية ضد تجمعات الحوثيين في اليمن منذ العام 2014.

السؤال المطروح هنا: هل تختلف نظرة تنظيم “القاعدة” إلى الشيعة والزيدية عن نظرة “داعش” أم أن الاعتراض على تفجير المساجد جاء فقط لأنها قد تضم مسلمين سنة ومدنيين من أطفال وغيرهم؟
يقول محمد علوش، وهو باحث في الحركات الإسلامية والجهادية ومؤلف كتاب “داعش وأخواتها”، بشأن الفرق بين داعش والقاعدة في مسألة تكفير الشيعة، إنه “لم يكن من أولويات تنظيم القاعدة حين تأسس الخوض في مسألة البحث في الحكم الشرعي بمعتنقي المذاهب الشيعية، جل هم القاعدة كان هو كيف وقف العدوان الغربي الأمريكي على العالم العربي. ولذلك لا نكاد نجد في أدبيات تنظيم القاعدة قبل ظهور أبو مصعب الزرقاوي في العراق أي شيء مرتبط بإطلاق حكم على الشيعة. فقد كان الزرقاوي أول من أجاز استهداف الشيعة المشاركين في العملية السياسية عام 2004 ثم تطور الأمر الى استهداف عموم الشيعة ومن ثم صدرت مواقف عديدة لقيادات القاعدة في العراق تستند الى أدلة ابن تيمية في تكفير الشيعة وجواز استهدافهم كطائفة ردة وشرك”.
ويضيف علوش: “من رحم القاعدة في العراق ولد فيما بعد تنظيم داعش وتبنى نفس اطروحات الزرقاوي وزاد عليها حتى استقر في أدبياته بتكفير جميع الشيعة من دون تخصيص”.
أما الأصول الفكرية لتكفير الشيعة عند كل من القاعدة وداعش، فقد ذهب تنظيم القاعدة في العراق (داعش لاحقاً) في تعريف عقيدته الى تكفير الشيعة بمذاهبها المعروفة اليوم خلافاً لما هو مقرر ومشهور عند علماء اهل السنة قديماً وحديثاً، حيث ورد في عقيدته: “والرافضة عندنا طائفة شرك وردة”.
ويشرح التنظيم موقفه الديني: “وما يروى عن اختلاف الأئمة في كفر الشيعة، فهو اختلاف تاريخي في قومٍ لا يجمعهم بالشيعة الرافضة إلاّ الاسم وادعاء حبِّ آل البيت”، وينقل عن أحد منظري التنظيم الشيخ السعودي علي الخضير المعتقل في السجون السعودية قوله: “اسم الشيعة مر بمراحل تطور فيها، فكان أول ما ظهر يطلق على من فضل علياً على عثمان رضي الله عنهما، ثم من فضل علياً على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عن الجميع، ثم ظهرت السبئية الخارجة عن الإسلام أتباع ابن سبأ اليهودي، وفي أيام زيد بن علي بن الحسين وفي خلافة هشام بن عبد الملك افترقوا إلى زيدية هم أتباع زيد بن علي بن الحسين، وإمامية اثني عشرية وهم الموجودون الآن في إيران والخليج وغيره، وإسماعيلية باطنية وهم موجودون في نجران واليمن والهند، ونصيرية ودروز في الشام . وأما الشيعة الذين عندهم تشيع لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل البيت فقط وتقديم لعلي فهؤلاء انقرضوا ولا يوجد منهم اليوم فيما أعلم أحد. والموجود اليوم هم الرافضة والإسماعيلية الباطنية والنصيرية الباطنية والدروز الباطنية وهذه الطوائف الأربع هم الذين يؤلهون آل البيت ويستغيثون بهم وهم قبوريون فهؤلاء مشركون كفار وليسوا بمسلمين ولا فرق بين علمائهم أو مقلديهم وجهالهم فكلهم مشركون وليسوا بمسلمين ولا يعذرون بالجهل في عبادتهم لغير الله”. أما الزيدية فيقصر الشارح التكفير على من كان من اتباعها قبورياً “يذبح لغير الله أو يستغيث بغير الله فهذا مشرك كافر، ومن كان منهم من أهل الكلام والأهواء والاعتزال فحكمه حكم المعتزلة”.
وحكم المعتزلة، عند السلفية التي يتبع عقيدتها كل من “القاعدة” و”داعش”، هو تكفيرهم.
وبحسب علوش، فإن موقف “القاعدة” من الشيعة، يوضحه أبو مصعب السوري، أحد منظري تنظيم القاعدة الأم، فهو يفصل في مسألة تكفير الشيعة، وينفي وجود اتفاق بين الجهاديين حول هذه المسألة، حيث يقول: “يعتبر الجهاديون كافة تلك الفرق من ضمن الأمة الإسلامية أو ما يسمّى بأهل القبلة. ويعتبرونها من الفرق التي جاء ذكرها في الحديث الشريف بافتراق الأمة على 73 فرقة، واحدة ناجية هم أهل السنة والجماعة والباقون في النار. فيعتبرونهم من فرق الضلال والزيغ والهوى والانحراف. وكما هو الموقف العام عند أهل السنة يصنفونهم ثلاثة أقسام:
1-الشيعة الغلاة: مثل الإسماعيلية والنصيرية وأشباهها ويعتبرونهم كفاراً.
2-الشيعة الزيدية: مثل أكثرية شيعة اليمن. ويعتبرونهم قريبين من أهل السنة على خلاف معهم.
3-الشيعة الجعفرية (الإمامية): وهم من مثل غالب شيعة إيران ولبنان وباكستان وأفغانستان ومنطقة الشرق الأوسط .. وغالب الجهاديين على اعتبارهم ضلالاً من أهل البدع. في حين ذهبت أقلية من الجهاديين إلى عدم إعطاء هذه المسألة أهمية لأسباب سياسية . في حين ذهب بعض الجهاديين إلى التصريح بكفر الشيعة. إلا أن الجمهور من الجهاديين على اعتبارهم مسلمين من أهل القبلة ضلالاً مبتدعة”.
ويرى علوش أن المسائل السياسية تداخلت بالعقدية في هذه المسألة لدى الحركات الإسلامية السنية عموماً ومنها الجهادية، مشيراً إلى “أن أغلب الفتاوى التي تتناول الفرق الشيعية مستمدة من آراء ابن تيمية في كتابه “الفتاوى” وغيرها من كتبه، والمدقق في فتاوى ابن تيمية يجد أحكاماً مختلفة ومتفاوتة بين فتوى وأخرى مما يضع القارئ أمام التباس واضح حول رأي ابن تيمية النهائي في الشيعة”.
ولا شك أن المرجعية الفكرية والفقهية لكل من “القاعدة” و”داعش”، الذي انشق عن “القاعدة”، هي العقيدة السلفية الوهابية التي وضعها “شيخ الإسلام” ابن تيمية وسار عليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مؤسس الوهابية في الجزيرة العربية التي أصبحت تعرف بالسعودية بعد سيطرة آل سعود عليها بتحالفهم مع إبن عبد الوهاب وأتباعه.
يقول ابن تيمية في الشيعة ويسميهم “الرافضة” بأنهم “أشد بدعة من الخوارج.. وهم الرافضة بأصنافها غاليها وإماميها وزيديها، والله يعلم وكفى بالله عليماً ليس في جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام مع بدعة وضلالة شر منهم، لا أجهل ولا أكذب ولا أظلم ولا أقرب إلى الكفر والفسوق والعصيان وأبعد عن حقائق الإيمان منهم”.
وبرغم كل الكلام القاسي والتشهيري لابن تيمية في الشيعة، بجميع مذاهبهم إلا أن هناك من يقول إنه لم يكفّرهم بل اعتبرهم أهل بدعة وضلالة وهو دون الكفر. لكن أئمة الحنبلية والظاهرية وهم أسلاف السلفية الوهابية يقولون بكفر الشيعة. فيقول أحمد بن حنبل: “ليست الرافضة من الإسلام في شيء”. ويقصد بالرافضة الشيعة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر.
يقول ابن تيمية في كتابه “مجموع الفتاوى”: “فإن الذي ابتدع الرفض، كان يهودياً أظهر الإسلام نفاقاً، ودس إلى الجهال دسائس، يقدح بها في أصل الدين، ولهذا كان الرفض، أعظم أبوابِ النفاق والزندقة، ولهذا انضمت إلى الرافضة أئمة الزنادقة من الإسماعيلية والنُصيرية، وأنواعِهم من القرامطة والباطنية، والدرزية، وأمثالهم من طوائف الزندقة والنفاق”.
وقال أيضاً في كتابه “منهاج السنة النبوية”: “فلينظر كل عاقل، فيما يحدث في زمانه، وما يقرب من زمانه، من الفتن والشرور، والفساد في الإسلام، فإنه يجد معظم ذلك من قِبَل الرافضة، وتجدهَم من أعظم الناس فتناً وشراً”.
بل يرى ابن تيمية بوجوب قتال الشيعة، وأن قتالهم أولى وأحق من قتال الخوارج وأن أئمتهم من الزنادقة، حيث قال: “إنهم شرٌ من عامة أهل الأهواء، وأحق بالقتال من الخوارج، وأيضاً فغالبُ أئمتِهم زنادقة، إنما يظهرون الرفض، لأنه طريق إلى هدم الإسلام، كما فعلته أئمة الملاحدة”.
من هنا فإن الخلاف بين “القاعدة” و”داعش” في الموقف من الشيعة هو بشأن الأولوية والمصلحة السياسيتين، وليس لجهة الموقف من عقائد الشيعة التي يتفق السلفيون كلهم على تكفيرهم، سواء قالوا به صراحة، أو اعتبروهم مبتدعة وضلالاً، والبدعة عند السلفية كفر وضلال.
ويعيدنا الأمر إلى رسالة نائب زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري لأبي مصعب الزرقاوي، قائد التنظيم في العراق، في يونيو – حزيران 2005 حيث طلب الظواهري من الزرقاوي التوقف عن مهاجمة عوام الشيعة. ويذكّر الظواهري الزرقاوي بأن إيران الشيعية تحتجز لديها قرابة مائة من أعضاء تنظيم «القاعدة»، ما يعني أن موقف “القاعدة” المهادن للشيعة كان بسبب المصلحة السياسية لحماية قادة “القاعدة” المحتجزين في إيران من جهة، كما أن الهجوم على المساجد والمدنيين قد تنفّر المسلمين من “القاعدة” من جهة أخرى.
وقد أعلن ابو مصعب الزرقاوي زعيم “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين” لاحقاً في شريط صوتي نسب اليه في 7-10-2005 أن مقاتليه لديهم مبرراتهم الدينية لقتل المدنيين ما داموا من “الكفار”.
وفي 12 أيار – مايو 2014، جاء هجوم أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم “”داعش” في تسجيل صوتي، على زعيم القاعدة الظواهري نفى فيه أن يكون داعش فرعاً للقاعدة، كما قال الظواهري، بل طالب الظواهري بمبايعة البغدادي “أمير المؤمنين”. وكشف العدناني أن الظواهري هو من أمر “داعش” بعدم التعرض لإيران لكن “داعش” لم يسمع له حين أمر التنظيم بالتوقف عن مهاجمة الشيعة العراقيين، بينما استجاب لأوامره بخصوص إيران، لحماية قادة القاعدة فيها.