“فورين بوليسي”: زيارة بيلوسي إلى تايوان.. حسابات خاطئة أيقظت التنين الصيني

Spread the love

شجون عربية-
ذكرت صحيفة “فورين بيلوسي” أن زيارة نانسي بيلوسي الى تايوان أدت الى نتائج عكسية، جعلت الصين تظهر قدراتها العسكرية المنظمة التي لن تستطيع تايوان مجاراتها.

وفيما يلي نص المقال المنقول إلى العربية:

أوجد رد فعل بكين العسكري، بعد زيارة رئيس مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى تايوان، وضعاً جديداً في شرق آسيا. وكانت رحلة بيلوسي، التي حظيت بدعم نادر من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن، قد هدفت إلى إظهار ثقة الولايات المتحدة في قيادة تايوان، لكن بدلاً من ذلك، أدت الزيارة وردة الفعل الصينية، الى ترنح المنطقة، ويبدو أن بكين أكثر ثقة من أي وقت مضى في أنها قد تستعيد الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، بالقوة إذا لزم الأمر.

ببساطة، أدت مناورة بيلوسي سيئة التوقيت إلى نتائج عكسية وسيئة. والأسوأ من ذلك، أن تأثيرها المزعزع للاستقرار كان متوقعاً ويمكن الوقاية منه. هذا ما يفسر سبب مطالبة البيت الأبيض ومسؤولي وزارة الدفاع الأميركية، غير مرة، تأجيل سفر بيلوسي إلى تايبيه وليس إلغاءه.

وعلى الرغم من أنه “لم يتغير شيء” في واشنطن، إلا أن مضيق تايوان لا ينطبق عليه نفس التوصيف، إذ لم يكن استعراض الصين للقوة العسكرية الدراماتيكي، والمنظم بخبرة، مجرد رد فعل عادية.

المثير للدهشة كان مدى تطور قدرات جيش التحرير الشعبي الصيني، مقارنةً مع أدائه خلال أزمة الصواريخ التايوانية عام 1996. هذه المرة، قدم الجيش مناورة من أربعة أعمال لا تشوبها شائبة تقريباً، حيث اجتازت أصوله الجوية والبحرية، الأراضي السيادية لتايوان دون عقاب.

حددت الصين بوضوح مناطق عملياتها، وبعد ذلك اضطرت الطائرات المدنية والشحن التجاري، سريعاً، لإخلاء هذه المناطق.

بعد ذلك، وعلى دفعات، أطلق جيش التحرير الشعبي 11 صاروخاً باليستياً من طراز “Dongfeng” على المياه المحيطة بتايوان الشمالية والجنوبية والشرقية. ثم حلقت أربعة طائرات مباشرة فوق تايبيه، وعبرت أكثر من 120 طائرة صينية أيضاً الحدود البحرية غير الرسمية الموجودة أسفل الخط الأوسط لمضيق تايوان.

ومع عدم وجود أي مقاومة، قامت قوة مشتركة للجيش الصيني، ولأول مرة أيضاً، بمحاكاة هجمات على تايوان في المجال الجوي والمياه الإقليمية الفعلية حيث من المحتمل أن يبدأ مثل هذا الهجوم.

أخيراً، أعلنت الصين عن مناورات إضافية في البحر الأصفر شمال تايوان. كان الهدف منها، إثبات أن جيش التحرير الشعبي يمكن أن يمنع القوات الأميركية المتمركزة في جزيرة أوكيناوا اليابانية أو سيؤول من تقديم المساعدة لتايوان أثناء الأزمة.

بالطبع، هذه التدريبات عادت بفوائد نفسية أيضاً. أكدت الصين أنها تستطيع، في الوقت والمكان اللذين تختارهما، أن تعطل بشدة – إن لم تمنع تماماً – طرق التجارة الجوية والبحرية العالمية المهمة.

كما عملت التدريبات على زعزعة ثقة تايوان في بقائها السياسي والاقتصادي، إذ أن المخاطر ستزيد على أي حكومات صديقة قد تفكر في ما إذا كانت ستعمل على تعميق علاقاتها مع تايبيه.

بالفعل، يقال إن بعض الشركات الأميركية تتطلع إلى الخروج من تايوان، ومن المرجح أن تتبعها شركات أخرى. لكن أعظم انتصار للصين، إلى حد بعيد، هو أن قادتها يعتقدون على الأرجح، عن صواب أو خطأ، أن الغزو قد يكون الآن عملياً، وليس نظرياً بحتاً.

هذا لا يعني أن الغزو وشيك، أو أن بكين تعتزم تسريع الجدول الزمني لإعادة التوحيدـ بل يشير ببساطة إلى أن الصين في طريقها للتغلب على ما يمكن القول أنه أكبر حاجز نفسي أمام أي غزو: شكوك داخلية حول إرادتها واستعدادها للقتال، ومواصلة القتال، والفوز.

لن يكون هناك عودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل زيارة بيلوسي، وللمضي قدماً في ظل هذه الظروف الجديدة والأقل استقراراً، يجب على واشنطن وحلفائها تطوير طرق أكثر ذكاءً وأقل خطورة لمساعدة تايبيه.
كذلك، يجب على صانعي السياسة في الولايات المتحدة أيضاً أن يدركوا أن الرد بقوة على كل استفزاز صيني هو مهمة حمقاء قد تؤدي إلى حرب، وعلى الأرجح ستخسرها الكتلة الموالية لتايوان.

إن الامتناع عن تناول طُعم بكين ليس علامة على “السلبية” كما يتهم البعض، بل ان البراغماتية تفرض، مؤقتاً، تغير ميزان القوى لصالح بكين.
مصدر:الميادين نت

Optimized by Optimole