من اليسار إلى اليمين … الأحزاب الإسرائيلية ويهودية الدولة

هدية مسمومة من نتنياهو إلى بينت
Spread the love

شجون عربية – إعداد: وائل زكارنة* –

المقدمة:
تعتبر الأحزاب الإسرائيلية نواة تأسيس دولة الكيان، والامتداد الحقيقي لفكر الحركة الصهيونية الأم، وإن تعددت المسميات واختلفت المشارب إلا أن هذه الأحزاب تجمع على ركائز وأسس وثوابت رئيسة قامت عليها دولة الكيان، ورغم انقسام الأحزاب الإسرائيلية بين يسارية ويمينية وأحزاب وسط وغيرها إلا أن تلك الأيدولوجيات النابعة من الفكر الصهيوني ظلت حاضرة في برامج وفكر جميع الأحزاب الإسرائيلية، وأن حاول البعض منهم إخفاءها أو تجميلها.
وقد اخترنا تناول محور يهودية الدولة تحديدًا لأن هذا المحور يشتمل ضمنًا على الركائز الأربعة الأساس التي قامت عليها دولة الكيان ألا وهي: أرض إسرائيل، ووعد بلفور، واستحضار الخطر، وبوتقة الصهر. بحيث تتجلى تلك الركائز الأربع في فكرة يهودية الدولة، فهي ترسخ وعد بلفور بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، كما أنها تعزز مفهوم وركيزة أرض إسرائيل، فإذا كان هذا الوطن القومي لليهود وهذه الدولة يهودية القومية فإن هذه الأرض هي أرض اليهود التي اختاروها دون بقاع الكون لأن جذوراً لهم وجدت هنا، وبالتالي فإن دولة يهودية القومية في محيط عربي القومية ستعيش في تهديد مستمر وبذلك تجسد ركيزة استحضار الخطر، فلا بد إذاً من تدجين المحيط بمختلف الوسائل المتاحة، سواءً أخلاقية كانت أو غير أخلاقية وبالاستعانة بقوى الإمبريالية العالمية لتطبيع ما يمكن تطبيعه وبذلك تدعم ركيزة بوتقة الصهر ولو كان الأمر ضمنياً كما سنرى في دراستنا هذه أن الأحزاب الإسرائيلية المخضرمة والمؤسسة لدولة الكيان كانت هي أول من نثر بذور فكرة يهودية الدولة في عقول الصهاينة، ورغم التباين الشديد بين اليسار الذي أراد بناء دولة ديمقراطية علمانية وبين أحزاب اليمين المتطرف التي ترفض فكرة إنشاء دولة ذات حدود، بناءً على معتقدات تقول بأن فناء اليهود سيكون بعد تجميعهم في دولة واحدة، إلا أن هذا التباين لم يمنع الإجماع على فكرة يهودية الدولة، سواء اشتملت على حدود جغرافية أو لم تشتمل.
وتهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على مواقف الأحزاب الإسرائيلية وخصوصًا الأحزاب القديمة والمؤسسة، من يهودية الدولة منذ نشأة دولة الكيان وصولًا إلى قانون القومية الذي تحاول الحكومات الحالية فرضه والمصادقة عليه. وبناءً على ما تقدم تحاول الدراسة الإجابة على الأسئلة الآتية:
• ما هو دور الأحزاب الإسرائيلية في ترسيخ مفهوم يهودية الدولة؟
• هل أثر تباين أيدولوجيا الأحزاب الإسرائيلية على فكرة يهودية الدولة؟
• كيف ساهم فكر الحركة الصهيونية في ترسيخ مفهوم يهودية الدولة؟
ومن أجل الوصول إلى إجابات على أسئلة الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي إلى جانب المنهج التاريخي، في محاولة لقراءة الأحداث التاريخية واستعراض تاريخ أهم الأحزاب الإسرائيلية، ودورها في تأسيس وبناء دولة الكيان، ومن ثم إلقاء الضوء على مفهوم يهودية الدولة من البدايات وصولاً إلى قانون القومية، من ثم تحليل المعطيات والوقائع للوصول إلى النتيجة المرجوة.

الفصل الأول
الأحزاب السياسية الإسرائيلية
إن أكثر ما يميز الأحزاب الإسرائيلية هو تعددها وكثرتها، ومرد ذلك يعود إلى سببين رئيسين: الأول هو التركيبة المعقدة للمجتمع الإسرائيلي من أعراق وإثنيات وقوميات متعددة، وتفاوت طبقات ذلك المجتمع، أما السبب الثاني فيعود إلى تشجيع الحركة الصهيونية على إنشاء وقيام الأحزاب اليهودية بهدف احتواء جميع الميول والاتجاهات في المجتمع اليهودي، ويمكن القول أن تلك الأحزاب انقسمت إلى تيارات ثلاث رئيسة هي: الاشتراكي، واليميني، والديني. وهي التيارات الثلاث التي سنتناولها في هذه الدراسة بشيء من التفصيل، ولكن لكثرة وتعدد هذه الأحزاب فإننا سنأخذ بعين الاعتبار الأحزاب التاريخية والفاعلة والمؤثرة في تاريخ دولة الكيان والتي كان لها بصمات مؤثرة في صناعة القرار وبناء الدولة.

أولاً: حزب العمل.
تعود جذور حزب العمل الصهيوني إلى مطلع القرن العشرين، وتحديداً في سنة1930، نتيجة اتحاد حزبي هابوعيل هاتسعير وحزب اتحاد العمال ليكونا حزب عمال أرض إسرائيل (الماباي) تحت زعامة دافيد بن جوريون. بينما يرى آخرون أن التأسيس الحقيقي لحزب العمل كان في سنة 1968 بالتحالف بين حزب (مباي) وحزب (رافي).
تبنى الحزب أفكاراً أقرب إلى الاشتراكية، منطلقاً من قيم اليسار التي تهتم بالعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين متأثراً بالأيديولوجيا التي حملها قادته المؤسسون من أمثال بن جوريون وليفي أشكول وجولدا مائير، ورغم أن الاشتراكية فكرة تميل في نزعتها إلى العالمية، إلا أن الزعماء المؤسسين لحزب العمل تجذرت لديهم فكرة الصهيونية أولاً وقبل كل شيء، فتناقضوا في الأعم الأغلب مع بديهيات الفكر الاشتراكي. ومن أبرز هذه الأفكار والتي أعلن عنها الحزب في مؤتمره التأسيسي كانت فكرة ” التفاني في بعث شعب إسرائيل على أرضه، كشعب عامل متحرر ومتساوي الحقوق ويطور ثقافته وتراثه العبري”) (. ولكن الأمر الجدير بالذكر أن أعنف المنظمات الصهيونية التي مارست جرائم الحرب والقتل والتشريد بحق الشعب الفلسطيني مثل الهاجاناه والبالماخ خرجت من رحم حزب العمل. ويمكن القول أن الحزب استغل فكرة الاشتراكية والديمقراطية وتأسيس الهستدروت لصالح تجميع اليهود على أرض فلسطين، فقد اعتمد الحزب الجمع بين الصهيونية والاشتراكية الديمقراطية في رؤية براجماتية من أجل تحقيق الأهداف القومية والاجتماعية للشعب اليهودي.
إلا أن تحولاً طرأ على ايدولوجية الحزب لاحقاً بالتحول من الاشتراكية إلى الليبيرالية، وربما كانت بداية ذلك التحول عند اسحق رابين الذي كان يرى أن الاشتراكية فقدت بريقها، وأنه يجب التكيف مع المستجدات العالمية الجديدة.إلا أن هذا التحول نحو الليبرالية كان على يد إيهود باراك الذي اعتمد الإصلاحات الاقتصادية والخصخصة بمجرد استلامه الحكم، ولعل هذا التحول الذي قام به باراك كان واحداً من أبرز أسباب انهيار الحزب الذي توارى مؤخراً واضمحل دوره في المشهد السياسي الإسرائيلي. لعل من أبرز الشواهد التاريخية على تشبع الحزب بالأفكار الصهيونية أنه خاض جل الحروب التي تخللت الصراع العربي الإسرائيلي حين ترأس الحكومات، بينما أيد الحروب والمجازر التي قام بها غيره من الأحزاب من موقعه في المعارضة. ولعل من نافل القول أن الحزب الذي ترأس ثلثي حكومات دولة الكيان منذ نشأتها اعتمد على سياسة التوسع وفرض الأمر الواقع عبر اتفاقيات تسوية، مما يدعم ويعزز واحدة من أبرز المبادئ الصهيونية وركائزها، كما أن قادة الحزب التاريخيين من أمثال بن جوريون وجولدا مائير وغيرهم كانوا أصحاب فكرة رفض ترسيم حدود لدولة الكيان، الأمر الذي تناقلته من بعدهم كل الأحزاب الإسرائيلية يمينية كانت أو يسارية، وهو الأمر الذي يتوافق تماماً مع فكرة يهودية الدولة التي كان حزب العمل أول مروج لها، وتلك العقيدة القديمة الجديدة تتفق بدون أدنى شك مع ركيزة أرض إسرائيل، كما كان للحزب الأسبقية في رفض كتابة دستور للدولة، ويحسب للحزب أنه الحزب المؤسس لدولة الكيان، ومؤسس مفاعل ديمونا، والداعم الأول للاستيطان وموقع معاهدات التسوية. وعلى ذكر عملية التسوية، فقد كانت واحدة من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تراجع شعبية الحزب، بعد أن فشل إيهود باراك في التوصل إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين، الأمر الذي أعقبه انتفاضة الأقصى وما ترتب عليها من تبعات، نسفت شعبية الحزب. إلا أن هناك عوامل أخرى أدت إلى تراجع وضعف حزب العمل، وإن لم نكن بصدد ذكر جميع تلك العوامل، إلا أنه لا بأس أن نذكر ما يهمنا في هذه الدراسة من أسباب، ولعل أهم تلك الأسباب هو انزياح المجتمع الصهيوني نحو اليمين، وتماهي الحزب أيضًا مع قوى اليمين بدلاً من مواجهتها.

ثانياً: حزب الليكود.
نشأ عن تحالف حزب حيروت وحزب الأحرار وبعض الأحزاب الصغيرة مثل حركة أرض إسرائيل الكاملة والقائمة الرسمية، والمركز الحر وسلام صهيون وذلك إبان انتخابات سنة 1973 إلى نشأة حزب جديد ينافس حزب العمل تحت مسمى (الليكود). ولعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك التحالف ونشأة الحزب في الوقت ذاته هو تزايد الهوة الاجتماعية بين اليهود الشرقيين الغربيين، في تلك الفترة بالذات، دون أن يحاول الحزب الحاكم (الماباي) صاحب الأيدولوجية الاشتراكية جسر تلك الهوة، ما أدى إلى تراجع اليهود الشرقيين عن تأييد حزب العمل وبالتالي تأييدهم لليكود، ما أدى إلى فوز الليكود في انتخابات الكنيست سنة 1977. كما أن هزيمة العام 1973 واستقالة جولدا مائير كانت واحداً من أهم الأسباب التي أدت إلى وصول الليكود للحكم ( (.
الجدير بالذكر أن مناحيم بيغن زعيم حزب حيروت وزعيم حزب الليكود لاحقاً هو زعيم منظمة الأرغون الإرهابية التي نفذت أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، واللافت في الأمر أن بيغن يعد تلميذ زعيم الحركة التصحيحية الصهيونية جابوتنسكي( (، تلك الحركة التي أنشأها لتحل محل الصهيونية العالمية، والتي تحمل أفكاراً مرتكزة على العنصرية اليهودية، فكان تعريفه للهدف الصهيوني الكبير على أنه ” الخروج وتصفية الشتات، والنفي القسريين”( (. فلا عجب إذًا أن يكون التطرف هو الصبغة العامة لمبادئ الحزب، فقد انطلق الحزب من مبدأ أساس مفاده: حق إسرائيل في كامل أرض إسرائيل التاريخية، والتي هي من وجهة نظره فلسطين وشرق الأردن.
أما عن الاستيطان والتوسع، فقد كان مبدأ الاستمرار في عمليات الاستيطان على نطاق واسع في كل أرض إسرائيل المحررة، هو أحد المبادئ الثابتة لدى الحزب. كما أن الحزب يضع مبدأ ثابتاً آخر يقول: “القدس الموحدة عاصمة أبدية لشعب إسرائيل كلها وتحت السيادة الإسرائيلية”، ومن هذه المنطلقات وعلى هذا الفكر سار كل قادة الليكود من بيغن إلى شامير صاحب السجل الإجرامي الحافل، والذي كان يردد على أرض إسرائيل دولتين، يقصد فلسطين والأردن، وأنه ليس هناك مجال لإقامة دولة فلسطينية وأن الاستيطان له دور أمني مهم في الدولة، مروراً بأرئيل شارون الجنرال الصهيوني الأشد بطشاً بالفلسطينيين وعراب الاستيطان الأكبر والملقب في الأوساط الإسرائيلية بالبلدوزر، يقول عزمي بشارة ” والحقيقة أن عقلية الرجل استيطانية، والبلدوزر رمز من رموز الاستيطان، هكذا كان شارون عندما كان وزيراً للزراعة ثم للإسكان، وأيضَا عندما كان وزيراً للبنى التحتية”. وقد نفذ الحزب في عهد شارون كل ما يمكن تنفيذه من أجل تشريد الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه، من أجل اختراع شعبه وتفكيك الشعب الفلسطيني، واستمر الحزب على هذا المنوال وصولاً إلى بنيامين نتنياهو الذي تأثر بالسياسات الاقتصادية ، حيث أن شخصية بيبي نتنياهو الذي لم يأت من خلفية عسكرية تأثرت بملامح النيوليبرالية الحديثة وآمن بفكرة السلام الاقتصادي وعمل على تنفيذها طوال سنوات حكمه، ورغم انفتاح سياسات الحزب اقتصادياً وتماهيها التام مع النظام الرأسمالي والليبرالي العالمي إلا أنه الصفة اليمينية هي الغالبة على رجالات الحزب وعلى برامجه السياسية وبشكل خاص تجاه القضية الفلسطينية وفلسطينيي الداخل، ومطالبته الدائمة بالاعتراف بيهودية الدولة كشرط أساس لاستمرار المفاوضات، ناهيك عن قانون القومية، ما يقودنا إلى أن الحزب يعتبر العراب الثاني لفكرة يهودية الدولة بعد حزب العمل صاحب الفكرة الأساس.

ثالثاً: حزب شاس.
يعتبر حزب شاس الذي يمثل اليهود الشرقيين واحدًا من أكبر وأهم الأحزاب الدينية في المجتمع الإسرائيلي، وكلمة شاس اختصار لجملة: شومري توراه سفارديم، أي حراس التوراة الشرقيون، وهو حزب أسسه الحاخام عوفاديا يوسف قبل انتخابات 1984. جاء تأسيس الحزب رداً على التمييز الذي يشعر به اليهود الشرقيون منذ قيام إسرائيل على يد نخبة اليهود الغربيين، وكان الأعضاء الشرقيون ينضمون في السابق في حزب “أجودات يسرائيل” الذي تأسس عام 1912، بتشجيع من الحاخام إليعيزر شاخ، الزعيم الروحي للطوائف الليتوانية، وبمبادرة من الحاخام “عوفدديا يوسف”، للتصدي لسيطرة اليهود الغربيين. يسعى لإرساء الدولة وحياة المجتمع على أسس التوراة وتعاليم الشريعة اليهودية، أعطى الحزب ولاءه للدولة انطالقاً مع معتقدات دينية، فهم يؤمنون بأن الدولة الإسرائيلية ما هي إلا انعكاس لاستمرارية العلاقة والميثاق بين الله والشعب اليهودي، وهم يدعون إلى إعادة دمج الدولة في الدين.
لا يعلن حزب شاس عن أنه حزب صهيوني، ولكن لا يمكن اعتباره حزباً غير صهيوني، ورغم أن الحزب يتبنى برنامجاً اجتماعياً يهدف إلى تقديم المساعدات للمحتاجين الذين تهملهم الدولة وله شبكة واسعة من المؤسسات التعليمية والثقافية والاقتصادية، إلا أنه في الوقت ذاته يدعم ضمنياً فكرة يهودية الدولة من خلال إعادة بلورة وتنمية العادات والقيم اليهودية، والتثقيف القائم على اليهودية والدين اليهودي، وتعارض شاس اتفاقات السلام وعملية التسوية وتتخذ مواقف معادية من الفلسطينيين، يقول الدكتور مهند مصطفى ” ويمكن اعتبار مواقف مؤيدي شاس أكثر تطرفا ً من مواقف حزب الليكود، فقد عارض 70% من مصوتي شاس تفكيك أية مستوطنة في إطار اتفاق سلام مقابل 40% من مصوتي الليكود. كما يعارض 74% من مصوتي شاس إقامة دولة فلسطينية مقابل 49% من مصوتي الليكود. كما يعارض 75% مصوتي شاس تسليم أراضٍ للفلسطينيين في إطار اتفاق سلام بين الطرفين مقابل 39% من مصوتي الليكود”( (، وانزاحت الحركة إلى أقصى اليمين في مواقفها السياسية خصوصَا في عهد إيلي يشاي ومن أبرز المواقف اليمينية تجاه الشعب الفلسطيني، مبادرة الحزب إلى سن قانون نزع المواطنة عن كل مواطن إسرائيلي يُدان بأعمال أمنية، وهو بالطبع يقصد المواطنين العرب. ومن هذه المنطلقات يمكننا القول أن شاس التي انزاحت إلى أقصى اليمين باتت حركة صهيونية مسيسة وأن لم يظهر الخطاب الصهيوني في لغتها، ويخالف الدكتور مهند مصطفى رأي الدكتور عزمي بشارة بأن شاس حركة ليست صهيونية فيقول ” تحولت شاس من حركة حريدية كلاسيكية إلى حركة اجتماعية ذات توجهات سياسية قومية صهيونية، على الرغم من موقفها الثيولوجي الثابت من المشروع الصهيوني، إلا أن هذا الجانب من طرح الحركة أصبح خافتًا وغائبًا إلى جانب طرحها الاجتماعي والسياسي واستعمالها المكثف لسياسات الهوية.”

رابعاً: الحزب الديني القومي (المفدال).
أدى اندماج حزبي “همزراحي” و”هبوعل همزراحي”، في صيف عام 1956م بزعامة موشي شابيرا، الذي أسس “منظمة هاشومير إلى تأسيس الحزب الديني القومي (المفدال). نشط الحزب منذ بداياته في استيعاب المهاجرين والتوسع الاستيطاني، وكثف نشاطه الاقتصادي وترجمه على أرض الواقع بمشاريع تخدم المهاجرين اليهود من أوروبا، اهتم حزب المفدال بإقامة المستوطنات، حيث كان له 10 كيبوتسات، و62 موشاف، ضمت حوالي 29 نسمة حتى عام 1968م، ومكن الوضع المالي الضخم للحزب من السيطرة على دوائر واسعة من الفعاليات الاقتصادية، كالبنوك والشركات، ومنها بنك همزراحي، وبنك “هبوعيل همزراحي بنك عدنيمد ، وشركات تعهدات وبناء “هبونيم( (، وسعى هذا الحزب إلى فرض سيطرته على الحياة الاجتماعية في إسرائيل، وحاول الهيمنة الكاملة على الشؤون الدينية والاجتماعية و التعليمية، ومن الملاحظ في تاريخ الحزب أنه احتكر وزارتي التعليم والأديان خلال مشاركته في الحكومات الإسرائيلية.
يؤمن الحزب إيمانًا تامًا بالحق التاريخي لليهود في فلسطين، ويؤمن بمبدأ أرض إسرائيل الكاملة، والاستيطان الكامل فيها، وقد أطلق على الحزب مصطلح “أبو الاستيطان”. بالإضافة إلى إيمان الحزب ببناء دولة يهودية قوية من كافة النواحي خاصة الدينية والأمنية، وتعميق الإخلاص والانتماء لإسرائيل انطلاقَا من الشريعة اليهودية، ومن أبرز المبادئ التي تمثل ايدولوجية الحزب إيمانه بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي، وأن القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل والشعب اليهودي، وأنه من حق اليهود الصلاة في الحرم القدسي.
شارك المفدال كحزب موحد في انتخابات الكنيست سنة 1955 وحصل على 11 مقعد وواصل مشاركته السياسية تباعاً، محافظاً على نسبة 11 مقعد وفي سنة 1969 حصل على 12 مقعداً، وبقي الحزب يحافظ على نسبة تمثيل لا بأس بها في الكنيست، مستغلًا ومبتزَا للحكومات المتعاقبة وفارضًا لشروطه في أغلب الأحيان، إلا أنه حصل على 5 مقاعد فقط في انتخابات 1999، وفي انتخابات 2006 تراجع إلى أربعة مقاعد، وتواصل انحداره حين حصل على ثلاثة مقاعد في انتخابات الكنيست التي جرت عام 2009م التي خاضها باسم “البيت اليهودي- المفدال الجديد”، وحقق خلالها أسوأ نتيجة يحصل عليها الحزب منذ تأسيس دولة إسرائيل.

خامساً: حزب كاديما .
وهو الحزب الذي أسسه أرئيل شارون سنة 2005 والذي أحدث زلزالًا سياسيًا في إسرائيل، حيث اعتبر شارون أن حزب الليكود لم يعد صالحًا لحكم إسرائيل، بعد معارضة غالبية أعضائه لخطة الفصل التي اتبعها، واتهامه له بالتخلي عن حلم أرض إسرائيل الكبرى، ولكن الزلزال الأكبر الذي أدهش المراقبين السياسيين هو انضمام الكثير من القيادات الصهيونية التاريخية للحزب والمعروفة بتناقضها الكبير مع شارون، ولعل أهمهم كان شمعون بيريس القائد التاريخي في حزب العمل الإسرائيلي، ولم يكن بيريس وحده من انضم إلى حزب شارون الجديد، فقد انضم إليه كل من ” إيهود أولمرت، تسيبي ليفني، مئير شتريت، جدعون عيزرا، أبراهام هيرشزون، شاؤول موفاز”( (.
من أهم مبادئ حزب كاديما والتي أعلن عنها في برنامجه الإنتخابي ” أن للشعب الإسرائيلي حقاً قومياً وتاريخياً على أرض إسرائيل الكاملة وحفاظَ على وجود إسرائيل (دولةً لليهود)، يوافق الحزب على إنشاء دولة فلسطينية”( (. كما كان من أبرز مبادئ الحزب الحفاظ على ديمقراطية الدولة (وتعزيز يهوديتها) بالإضافة إلى مجموعة من الأهداف التي تخص الأمن ومحاربة الإرهاب، والأهداف المالية والاقتصادية. إلا أن شارون المؤسس للحزب لم يمهله المرض حتى يرى نتيجة جهوده، فتعرض لجلطات دماغية أبعدته تماماً عن المشهد السياسي، إلا أن الحزب حصل على أعلى الأصوات في انتخابات 2006 وحصل على 29 مقعداً من مقاعد الكنيست وشكل الحكومة برئاسة إيهود أولمرت.
توقع الفلسطينيون من الحزب نتائج مبشرة، إلا أن دور كاديما في الحياة السياسية كان مخيباً للآمال، فقد شن الحزب حربَا على لبنان سنة 2006، محاولاً ضرب البنية التحتية للمقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، إلا أن النتائج كانت عكسية وفاجأ حزب الله الجميع باستباقه الأحداث وقام بعملية عسكرية تمثلت في الآتي: ” أسفرت العملية عن مقتل 8 جنود إسرائيليين، وجرح 18 آخرين، وأسر 2 من الجنود”( (.
أما على الصعيد السياسي وعملية التسوية، فقد عقد في فترة حكم الحزب مؤتمر أنابوليس للسلام، ورغم تعهد أولمرت أثناء المؤتمر بمواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين، إلا أن هذه المفاوضات لم تثمر عن شيء سوى المماطلة والتسويف، وزيادة الاستيطان وتواصل الاجتياحات، والاعتقالات، والمزيد من السياسات الصهيونية الهادفة إلى تشريد الشعب الفلسطيني، وتثبيت المستوطنين والمزيد من التوسع.
سادساً: إسرائيل بيتنا.
تشكل هذا نتيجة لاتحاد أكثر الشخصيات الصهيونية عنصرية، ألا وهما رحبعام زئيفي وأفيغدور ليبرمان، نتيجة اتحاد كل من حزب موليدت، ويسرائيل بيتنا.
من أهم مبادئ هذا الحزب الدعوة العلنية لترحيل الفلسطينيين وتعزيز مبدأ الترانسفير، والمحافظة على دولة إسرائيل دولة يهودية نقية، وتعتبر قاعدة الحزب من المستوطنين المتدينين والمتطرفين العنصريين من اليهود الروس، لكن المفارقة أن هذا الحزب العنصري الفاشي المتطرف حصل على 11 مقعدًا سنة 2006 وعلى 15 مقعدًا سنة 2009 وعلى 13 مقعدًا سنة 2013 ( (. الأمر الذي ينبئنا بمدى قناعة الجمهور الإسرائيلي بمبدأ يهودية الدولة.
سابعاً: الأحزاب الإسرائيلية الحريدية.
رغم أن الأحزاب الدينية تتعارض في رؤيتها مع الصهيونية العالمية، حيث تدعو إلى ارتقاب عودة المسيح المنتظر ليقودهم نحو فلسطين من اجل إقامة دولة إسرائيل، إلا أن معظم هذه الأحزاب قد تساوق مع الفكر الصهيوني، وبرز دور هذه الأحزاب باستغلال الأحزاب الكبيرة من أجل تشكيل الحكومة، بل فرضت هذه الأحزاب رؤيتها الدينية المتشددة على كثير من قوانين الدولة، مثل عطلة السبت والذبح على الطريقة الدينية اليهودية وعدم الخدمة في الجيش، الخ.
يعتبر حزب أغودات يسرائيل الذي تأسس سنة 1912من أهمّ الكيانات التنظيمية الكبرى لليهود الحريديم والذي انبثق منه لاحقًا أحزاب مثل ديغل هتوراه وأيهودت هتوراه، ولكن هذه الأحزاب أقنعت نفسها بالتساوق مع الصهيونية من أجل مصالح ذاتية حزبية وإثنية وشخصية.
بناءً على ما سلف يمكن القول أن الأحزاب الإسرائيلية، يمينية كانت أو يسارية، ضاربةً في القدم أو حديثة نسبيًا، تكاد تجمع على مبدأ يهودية الدولة، وتدعو إليه في السر والعلن وتدعمه وتبني عليه توجهاتها، بل تكتسب ثقة الناخب الإسرائيلي بإعلانها عنه كواحد من برامجها الانتخابية، أو كواحد من الثوابت الفكرية لدى الحزب، كما تجدر الإشارة إلى أن الأحزاب التي لا تؤمن بالصهيونية وتعارضها من حيث المبدأ، إلا أنها تساوقت معها قولاً وفعلاً في نظرتها حول مبدأ يهودية الدولة، وذلك لأن السمة الغالبة على الأحزاب السياسية هي سمة المصالح الذاتية والحزبية.
الفصل الثاني
الحركة الصهيونية ومبدأ يهودية الدولة
أولاً: الفكر والأيدولوجيا الصهيونية.
تعتمد الصهيونية الإرهاب والعنف كأدوات وركائز ثابتة في فكرها وأيدولوجيتها لتحقيق أيٍ من أهدافها التي تصبو إليها، واتسمت أفكار مؤسسيها وزعمائها وقادتها بالعدوانية والسلوك العنيف والإرهاب منذ نشأتها، وتأثرت بالتراث التقليدي اليهودي الذي يعتبر اليهود شعب الله المختار يعامل الآخرين كأغيار وبالتالي ليس هناك حرج في التعامل معهم بعدوانية شديدة تصل إلى القتل والتشريد وغيرها من الأساليب البشعة التي مارستها الصهيونية تباعًا عبر تاريخها الطويل الحافل بالمجازر الدموية. ولا تتأثر الصهيونية بالتراث اليهودي فحسب بل ترتكز في تبرير جرائمها على التلمود، ففي واحدة من فقراته يذكر التلمود أن “كما أن ربة البيت تعيش من خيرات زوجها، هكذا أبناء إسرائيل يجب أن يعيشوا من خيرات أمم الأرض دون أن يحتملوا عناء العمل”( ( .
أبدت الحركة الصهيونية أفكاراً أكثر دموية حتى تجاه اليهود أنفسهم، ولم تتورع عن ارتكاب مجازر وعمليات إرهابية ضد اليهود إذا ما استوجب الأمر تحقيق هدف من أهدافها أو غاية من غاياتها، فقد نفذت العصابات الصهيونية عمليات قتل ضد يهود لأكثر من مرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ” عملية تفجير سفينة ياتريا وركابها اليهود على ظهرها في ميناء حيفا عام 1940 بهدف الضغط السياسي على بريطانيا”( (. كما لم تتوانى الحركة الصهيونية عن محاربة وقتل كل من يعارض نهجها من اليهود خارج إسرائيل وداخلها.
استحضرت الحركة الصهيونية وزعيمها ثيودور هرتزل فكرة احتلال أرض فلسطين دون غيرها من منطلقات عدة أهمها: الحق التاريخي المزعوم في أرض فلسطين، والترويج لفكرة أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وفي المحصلة يمكن نفي وتشريد هذه الأقلية الفلسطينية وتفكيك ذلك الشعب في مقابل اختراع الشعب اليهودي وتثبيته على الأرض.
ودعا ثيودور هرتزل صراحةً إلى احتلال الأرض بكل الوسائل المتاحة في كتابه (الدولة اليهودية) قائلاً: ” وهكذا علينا أن نمتلك الوطن اليهودي الجديد مستخدمين كل ذريعة”( ( واعتبرت الصهيونية أن العودة إلى أرض الميعاد هي الحلم الذي يراود اليهود حول العالم، وأسست لهذه الفكرة ونسجتها في عقول غالبية اليهود حول العالم، يقول هرتزل: ” فيا إخواننا اليهود، هذه أرض الميعاد، لا أسطورة ولا هي خدعة، وكل أنسان يستطيع أن يختبرها بنفسه، لأن كل أنسان سيحمل معه قطعة من أرض الميعاد” ( (.
يتضح مما سبق أن غالبية الأحزاب الإسرائيلية قد تأثرت تأثراً كبيراً بالأفكار الصهيونية المتوارثة، وأن غالبيتها إن لم تكن كلها مشبعة بفكرة يهودية الدولة، حتى باتت هذه الفكرة محور برامجهم الانتخابية، ومرتكزاً أساسياً في مبادئ تلك الأحزاب.
ثانياً: قانون القومية.
أقر الكنيست في 19 تموز/ يوليو 2018، قانون القومية والذي يتضمن 11 بنداً كان من أبرزها أن دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير. وتم تحصين القانون وجعله قانوناً أساسياً بحيث لا يمكن تغييره إلا بقانون أساسي آخر يقرّه الكنيست بغالبية أعضائه. وهنا لا بد من الإشارة إلى عدة نقاط هامة حول هذا القانون :
1. تعريف اليهودي: يواجه قانون القومية إشكالية تعريف (من هو اليهودي)، حيث أن هناك خلافاً على إذا ما كان الأفراد المولودون من زواج أب يهودي من امرأة غير يهودية، أو إذا ما كانوا مولودين من أم يهودية وأب غير يهودي، ففي الوقت الذي لا يعترف المتدينون اليهود بالزواج المختلط مع الأغيار حسب تعبيرهم، إلا أن العلمانيين يرفضون هذه التعريفات جملةً وتفصيلًا على اعتبار أن إسرائيل دولة ديمقراطية مدنية.
2. التعارض بين الدولة الديمقراطية والدولة اليهودية: يواجه قانون القومية أيضاً إشكالية ما إذا كانت هذه الدولة دولة ديمقراطية أم دولة دينية؟ الأمر الذي سيترك انطباعاً عنصرياً أو راديكالياً إلى حد ما عن دولة إسرائيل إذا ما أعلنت بشكل رسمي أنها دولة يهودية دينية، وفي الوقت ذاته فإنه من البديهي أن تتعارض مبادئ الديمقراطية مع تشريعات الديانة اليهودية.
3. الدعوة إلى التوازن بين الديمقراطية واليهودية: بمعنى ملاءمة القيم الديمقراطية مع القيم اليهودية، بما يعززها ولا يتعارض معها، وهنا يواجه قانون القومية إشكالية أخرى وهي أن يهودية الدولة ترتكز على عدم فصل الدين عن الدولة، بينما من الطبيعي أن تفصل الدولة الديمقراطية بين الدين والدولة.
4. اليهود خارج إسرائيل: هناك إشكالية أخرى تواجه هذا القانون، فإذا ما كانت إسرائيل دولة اليهود، فإنه بالتالي ستكون دولة ليس غالبية سكانها من اليهود، وذلك لأن الغالبية من الشعب اليهودي تقيم خارج حدود إسرائيل.
5. فلسطينيون الداخل والقدس: يعكس هذا القانون شكلًا جديدًا من أشكال التمييز العنصري الخبيث لدولة إسرائيل، حيث يحرم هذا القانون فلسطينيي الداخل والقدس من حقهم في تقرير المصير، ويقتصر هذا الحق على اليهود فقط، ناهيك عن اعتبار اللغة العربية لغةً غير رسمية حسب هذا القانون.
بالنظر إلى المعطيات السابقة فإن إصرار الأحزاب الإسرائيلية على المصادقة على هذا القانون العنصري رغم كل الإشكاليات التي تواجهه، يوصلنا إلى نتيجة مفادها أن هذه الأحزاب قد تشبعت بالعنصرية منذ نشأتها وما زال قادتها وأعضاؤها ومنتخبوها مشبعين بالموروث التلمودي القديم وتعصف في أذهانهم الأفكار الصهيونية بحيث ما زاولوا ينظرون إلى فلسطين كأرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
الخاتمة:
اتسم المشهد السياسي الإسرائيلي منذ البدايات بتعدد الأحزاب السياسية والدينية وكثرتها، كما اتسم أيضاً بظواهر التكتل والانشقاق لدى تلك الأحزاب تبعاً لغايات ومصالح وأهداف إثنية وقومية وشخصية، كما يلاحظ أن أكبر الأحزاب وأكثرها نفوذاً قد نشأ في أوروبا وخاصةً أوروبا الشرقية، كما أن غالبية هذه الأحزاب تتلقى الدعم من منظمات صهيونية عالمية أو من الوكالة اليهودية. ومن الملاحظ أن كافة الأحزاب الإسرائيلية تقوم إلى جانب دورها السياسي بتقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والدينية.
تباينت أيدولوجيات الأحزاب الإسرائيلية ما بين أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وأحزاب وسط، وتعددت المشارب لديها والمعتقدات، ما بين شرقيين وغربيين وأحزاب تضم قوميات متعددة روسية أو أوروبية شرقية، دينية وعلمانية ويسارية اشتراكية عمالية. إلا أنه من الملاحظ أن جل هذه الأحزاب قد اجتمعت على مبدأ وركيزة أرض إسرائيل وعلى ركيزة وعد بلفور، واللتان أفضتا إلى مفهوم يهودية الدولة، كما أن الأحزاب التي عارضت قانون القومية يسارية كانت أو يمينية، لم تعارضه من مبدأ الفكر الإنساني المتمدن، بل عارضته لأسباب ذاتية ومصالح خالصة قد تبقيهم خارج نطاق الدولة.
كما اتضح أيضاً أن جل الأحزاب الإسرائيلية قد تشبعت بالفكر الصهيوني ومخرجات الحركة الصهيونية وكتابات ثيودور هرتزل وغيره حول يهودية الدولة، وأن هذه الأحزاب طوعت مبادئها كما فعل حزب العمل عندما حاول تطويع الاشتراكية لتخضع للفكر الصهيوني، فلما أفل نجم الاشتراكية هرول نحو الليبرالية الحديثة، وهكذا فعلت معظم الأحزاب التي تفعل كل ما في وسعها من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة.
في المحصلة: ربما لن تستطيع إسرائيل تثبيت قانون القومية والإعلان عن نفسها دولة يهودية لما لهذا القانون من تداعيات دولية وإقليمية؟ وهي بالتأكيد لن تتمكن من الدمج بين اليهودية والديمقراطية، وأقناع نفسها وإقناع المجتمع الدولي بهذا القانون، إلا أن ظاهرة انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين أكثر فأكثر ربما ستدفع إسرائيل لتفعيل ذلك القانون وتلقي تبعاته وتداعياته على المجتمع والدولة الإسرائيليين.

*باحث في دراسات الشرق الأوسط، الجامعة العربية الأميركية، فلسطين.

Optimized by Optimole