أنطوان شاربنتيه: هناك صعوبات كبيرة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

Spread the love

حوار: فاطمة الموسى | تحدث الكاتب السياسي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط وأوروبا أنطوان شاربنتيه في حديث خاص لمجلة “شجون عربية” عن مساعي بوريس جونسون للخروج من الاتحاد الأوروبي وخاصة بعد سعيه للانتخابات المبكرة. وقال شاربنتيه إن هناك صعوبات كبيرة لتخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهناك مبالغ كبيرة ستدفع، ومن هذا المنطلق أعتقد أن جونسون وبعض السياسيين البريطانيين يلعبون على الحبلين وهم لهم عدة وجوه وهناك مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي فوق الطاولة رسمياً، وتحت الطاولة بشكل غير رسمي.
وأضاف أنه من هذا المنطلق فإن قضية البريكست هي قضية معقدة جداً، ولا أحد يعرف النتيجة إلى حد الآن لكن النتيجة الظاهرة أن بريطانيا سيكون لها صعوبة في الخروج من الاتحاد الأوروبي ويمكن أن لا تخرج. هذه هي العلامات اليوم.
أما بالنسبة إلى سياسة بريطانيا بالنسبة لفلسطين وسوريا فقال المحلل السياسي إن الخطوط العريضة للسياسة البريطانية تجاه سوريا وفلسطين هي ذاتها منذ عقود واليوم بريطانيا هي خاضعة للولايات المتحدة الأميركية ولسياستها وهي تتبناها بعض الشيء.
وخضوع بريطانيا على عكس بعض الدول الأوروبية هو خضوع طوعي ومن هذا المنطلق أعتقد أن سياستها في سوريا ستبقى على حالها، وستتغير فقط مع تغير السياسة الأميركية. أما بالنسبة لفلسطين فإن بريطانيا هي من أكبر أصدقاء اسرائيل واللوبيات الصهيونية في أوروبا، وأعتقد أن من هذا المنطلق لن يكون هناك تغير جذري بالنسبة للقضية الفلسطينية.

والنسبة لإيران قال شاربنتيه: رأينا كيف نفذت بريطانيا أجندة وأوامر الولايات المتحدة الأمريكية، وأوقفت ناقلة النفط الايرانية التي كانت متجهة إلى سوريا في مضيق جبل طارق، وكل العملية التي حصلت مع توقيف أيضاً من جهة الايرانيين ناقلة النفط البريطانية، ورأينا في آخر المطاف أن بريطانيا حررت الناقلة الايرانية التي أفرغت رغم كل شيء حمولتها في سوريا، ومازال الإيرانيون يحتجزون ناقلة النفط البريطانية. والذي أريد أن أقوله أن بريطانيا خسرت هذه الجولة مع ايران، ومن خلالها أميركا. فهم يريدون الحفاظ على الاتفاق ولكن نستطيع أن نقول كما يقول في المثل الشعبي” ليس باليد حيلة” فهناك سقف لا يستطيعون تخطيه، سقف يفرضه الأميركي عليه. أما بالنسبة لبريطانيا فهي لا تريد تخطيه فهي تتبع الأجندة الأميركية وحتى بعض دول أوروبا كألمانيا وفرنسا وغيرها من البلدان ينظرون إلى بريطانيا كيد أميركية في الاتحاد الأوروبي.

وعن الوساطة الفرنسية بين ايران والولايات المتحدة الأميركية قال المحلل السياسي: إن هناك عدة مبادرات أوروبية وفرنسية، ورأينا كيف أن الرئيس الفرنسي يحاول التكلم والتعامل بالملف الإيراني بإسم أوروبا، ومن هذا المنطلق أعتقد أنه يبحث لإظهار نفسه كرجل دولة من طراز رفيع يستطيع التكلم مع الجميع، ويستطيع حل المشكلة لكن يبدو أنه ساعي بريد بين الدول الكبرى.
وأوضح أن الوساطة الفرنسية بين ايران وأميركا يمكن أن تنجح، اذا استطاعت فرنسا واستطاع الرئيس ماكرون التنصل بعض الشيء من الهيمنة الأميركية، والوقوف على مسافة من الجميع لتقريب وجهات النظر، لكن اعتقد أن فرنسا كأوروبا لا تستطيع تخطي حدود معينة مفروضة عليها من أميركا. ومن هذا المنطلق لا يستطيعون التنصل من السياسة الأميركية والغربية عامة، وهم يحاولون ومبادرة الرئيس ماكرون هي مبادرة سليمة ولكن نجاحها يبقى في موقع شك …

Optimized by Optimole