ماذا كان يفعل إيهود باراك في مسكن “تاجر الجنس” في نيويورك؟

ماذا كان يفعل إيهود باراك في مسكن “تاجر الجنس” في نيويورك؟
Spread the love

يقول شهود إن السياسي الإسرائيلي إيهود باراك كثيراً ما تردد إلى مبنى في نيويورك يحاكم مالكه بتهمة الاتجار بالبنات القاصرات للاستغلال الجنسي.

كتب د. هيثم مزاحم | فجّرت صحيفة “ذا ديلي بيست” الأميركية، في تحقيق لها كتبته إميلي شوغرمان، فضيحة أخلاقية تتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، ربطته بعلاقة مثيرة للجدل بالملياردير اليهودي الأميركي جيفري إبستين المدان بتهمة الاتجار بالأطفال بغرض الاستغلال الجنسي.فقد نقلت الصحيفة عن شهود يقطنون في مبنى “أوبر إيست سايد” Upper East Side في مانهاتن في نيويورك، أنهم شاهدوا مراراً إيهود باراك أو مرافقيه وكانوا يعرفون دائماً بوجوده في المبنى بسبب السيارات البراقة المتوقفة في الخارج وحراس الأمن المجهولين في اللوبي.فقد كانت زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق سراً معروفاً بين المستأجرين في المبنى الذي يملكه مارك، الأخ الأصغر لجيفري إبشتاتين، والذي تم ربطه بحلقة الاتجار الجنسي بالبشر في نيويورك.

وقال العديد من سكان المبنى لصحيفة ديلي بيست إنهم رأوا باراك في المبنى مرات عدة خلال السنوات القليلة الماضية، ووصف ما يقرب من نصف دزينة آخرين تفاصيل الإجراءات الأمنية لمرافقيه.

وكانت الشرطة الأميركية قد ألقت القبض على جيفري إبستين في السادس من تموز/ يوليو الماضي بتهمة الاتجار بالبشر بغرض الاستغلال الجنسي، عندما هبط بطائرته الخاصة المتوجهة من باريس إلى مطار نيوجيرسي في نيويورك. وقد داهم رجال المباحث الفيدرالي مسكنه الفخم في مبنى 301 في مانهاتن وهو المكان الذي ارتكبت فيه أغلب الانتهاكات وصادرت الشرطة كثيراً من الوثائق التي تدينه.

ويواجه إبستين (66 عاماً) الذي دين بتهم تتعلق بالاتجار بالجنس واستغلال قاصر في سنوات سابقة، تهماً جديدة في محكمة في نيويورك تتعلق بالاتجار بالجنس أيضاً، حيث يتوقع أن تبدأ محاكمته في عام 2020. ووفقاً لصحيفة “نيوروك تايمز” فقد ربطت إبستين علاقات وثيقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون. وكان يتمتع بنفوذ إلى درجة أنه عندما كانت تجري محاكمته في المرة الأولى عام 2008، كان المدعي العام يخشاه بسبب صداقته لكلينتون وترامب والأمير أندرو، ابن ملكة بريطانيا. كما أن فريق الدفاع عنه ضم كبار المحامين في الولايات المتحدة، إذ أملى هذا الفريق كل بنود الاتفاق بين الادعاء العام والمتهم وهو أمر عد سابقة في القضاء الأميركي وأثار انتقادات.

وتحدث عنه ترامب عام 2002 قائلاً: “أعرفه منذ 15 سنة، إنه شخص هائل، صُحبته مليئة بالمتع ويقال إنه يحب النساء الجميلات مثلي تماماً، وهو يميل إلى النساء صغيرات السن، جيفري يستمتع بحياته الاجتماعية من دون شك”.

إيهود باراك أثناء دخوله مبنى إبستين

وقد أقر إيهود باراك بزيارته وإقامته في مبنى 301 القائم في شارع 66، وحين سألته صحيفة “ديلي بيست”، “على الرغم من حقيقة أنه لم يكن هناك أي خطأ من جانبي، وأنه ليس هناك أي شك في ارتكابي مخالفات، فأنا لست ذاهباً للرد على هذه الأسئلة لأنه في البيئة السياسية الحالية في إسرائيل، فإن مجرد ردي على مثل هذا السؤال سيثير زوبعة في اللعبة السياسية”.

ويشير باراك بذلك إلى ترشحه في انتخابات الكنيست الإسرائيلي المزمع إجراؤها في أيلول/سبتمبر المقبل ومنافسته لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو على منصب رئاسة الوزراء.
ولا يستبعد أن يكون لنتنياهو وحملته الانتخابية دور في إثارة هذه الفضيحة لمنافسه باراك، الذي هزمه في الانتخابات المباشرة لرئيس الوزراء عام 1999.

وعن وجود المرافقين معه في المبنى في نيويورك، قال باراك: “بصفتي رئيس وزراء سابق، يرافقني حراس شخصيون في كل مكان أذهب إليه”.

وفي الوقت الذي حاول فيه باراك التقليل من علاقته بجيفري إبستين منذ إدانته بتهمة الاتجار بالأطفال، أصبح هذا السياسي الإسرائيلي جزءاً أساسياً من قصة إبستين بعد أن أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه تلقى أكثر من ثلاثة ملايين دولار كدفعات من مؤسسات الملياردير الأميركي منذ عام 2004.

وتم تصوير باراك، وهو يغادر مسكن إبستين في المبنى في عام 2016، وقد اعترف بزيارة جزيرة الملياردير الخاصة في الكاريبي، حيث يُتهم إبستين باستضافة حفلات عربدة مع فتيات قاصرات تحت السن القانونية.

وقد أعترف باراك لصحيفة “ديلي بيست” الشهر الماضي بأنه زار اثنين من مساكن إبستين في مانهاتن وجزيرته الخاصة لكنه نفى مقابلة أي فتيات هناك. وقال إنه التقى مع إبستين “أكثر من 10 مرات وأقل من مائة مرة، لكنني لا أستطيع أن أخبركم بالضبط. أنا لا أقوم العد”.

جيفري إبستين

ماذا يفعل باراك في منزل إبستين؟

وذكرت صحيفة “بيزنس انسايدر” في تقرير لها عن الموضوع نفسه أن باراك لم يشر في كلامه إلى ولاية فلوريدا، لكن آلان ديرشويتز شهد في عام 2015 أن إبستين احتفظ بمجموعة من غرف النوم في منزله في بالم بيتش، والتي “تم تخصيصها لأشخاص مثل السناتور جورج ميتشل، إيهود باراك، والضيوف البارزين الذين قد يبقون في منزله”.

باراك نفى مراراً أي علم له بجرائم إبستين وأصر على أنه لم يتحدث أبداً معه في وجود نساء دون السن القانونية. وفي مقابلة سابقة مع “ديلي بيست”، قال باراك إنه تم تقديمه لأول مرة إلى الممول إبستين من قبل الزعيم الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز في عام 2002، وشاهد إبستين فقط في مناسبات بعد ذلك.

وقال باراك: “لم أذهب إلى أي حفلة هناك قط. على العكس، قابلت في منزله العديد من الأشخاص المحترمين، والعلماء، والفائزين بجائزة نوبل، والتقيت به أيضاً في بوسطن، في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أو في مختبرات هارفارد التي يدعمها.”

وذكرت صحيفة “بيزنر إنسايدر” Business Insider في تقرير لها في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن سكان مبنى 301 وصفوا باراك بأنه زائر دائم للمبنى المكون من 16 طابقاً. وأخبرت إحدى المقيمات “ديلي بيست” أنها شاهدت رجل الدولة وتعرفت عليه في بهو المبنى، بينما قال آخر إنه تم التعرف عليها من قِبل أحد البوابين أو زملائه المقيمين.

مبنى إبستين
مبنى إبستين في منهاتن

وقال خمسة أشخاص آخرين من السكان الحاليين والسابقين إنهم لم يروا باراك بأنفسهم، لكنهم شاهدوا الإجراءات الأمنية حول المبنى في مناسبات متعددة. وتذكرت واحدة أنها ركبت في المصعد مع حراس شخصيين يتحدثون العبرية، بينما قالت أخرى إنها كانت ترى شخصاً ما يتردد بانتظام إلى شقة في الطابق 11. وتتذكر امرأة أخرى رؤية التفاصيل الأمنية في بهو الفندق على الأقل عشر مرات.

وقال أحد السكان الساخطين “عندما لم يكن في شقته، كان [حراس الأمن] يتسكعون في الردهة كما لو كانت غرفة معيشة خاصة بهم. “لقد كانوا يتمادون، ووضعوا كل ما لديهم من القرف على الأرائك، وأحياناً كانوا يأكلون على الطاولة هناك.”

وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية الوحدات السكنية في المبنى مملوكة لشركة أوسا للعقارات Ossa Properties ، وهي شركة عقارية أنشأها مارك إبستين. واعترف مايك إبستين الأخ الأصغر بتأجير شقق إلى جيفري للاستخدام الشخصي، لكنه يؤكد أن شقيقه ليس لديه حصة ملكية في المبنى.

نادية مارسينكوفا، التي اتُهمت بالمشاركة في لقاءات جنسية مع فتيات إبستين القاصرات

الاتجار بالقاصرات والعارضات

في عام 2010، أخبر سكرتير مكتب سابق لوكالة عرض الأزياء المملوكة من قبل شريك إبستين، جان لوك برونيل، مكتب التحقيقات الفيدرالي أن شقق شارع 66 كانت تستخدم لإيواء الفتيات القاصرات من أميركا الجنوبية وأوروبا والاتحاد السوفياتي السابق. في بيان القسم حصلت عليه صحيفة “ميامي هيرالد، زعم سكرتير المكتب أن برونيل كان يرسل الفتيات إلى حفلات إبستين أو يعيرهن إلى عملاء أثرياء للتحرش بهن.

أثار براد إدواردز، وهو محامٍ عن العديد من ضحايا إبستين، العديد من المزاعم نفسها في وقت لاحق من ذلك العام. وسأل إدواردز إحدى مساعدات إبستين السابقات، أدريانا روس قائلاً: “هؤلاء النساء يحصلن على تأشيرات عمل ليقولن إنهن عارضات أزياء، ولكن في الواقع يتم استغلالهن بواسطة جيفري إبستين وجان لوك برونيل، أليس كذلك؟” “ويذهب العديد من رجال الأعمال والسياسيين في جميع أنحاء نيويورك وواشنطن العاصمة إلى هذه الشقق بشكل متكرر ويمارسون الجنس مع قاصرات تحت السن القانونية، هل هذا صحيح؟”.

وقد رفضت روس، التي اتُهمت بالمساعدة في تنظيم “جلسات تدليك” إبستين، الرد.

وقال لاري فيسوسكي، وهو طيار خاص لإبستين، في إيداعات عام 2009، إنه تم الدفع له من خلال شركة تقع في المبنى 301 شرق شارع 66، من المحاسب دارين إنديك لفترة طويلة. (تشير سجلات الممتلكات إلى أن إنديك عاش في المبنى حتى عام 2000 على الأقل). وادعى فيسوسكي أن ليزلي غروف – مساعدة إبستين المتهمة بمساعدته في شراء الفتيات القاصرات – عملت خارج المبنى.

أما سارة كيلين، وهي مساعدة أخرى لإبستين فقد اتُهمت بالمساعدة في تحديد مواعيد “التدليك” له، وقامت بإدارة شركة للتصميم الداخلي خارج المبنى مؤخراً حتى عام 2015.

نادية مارسينكوفا، التي اتُهمت بالمشاركة في لقاءات جنسية مع فتيات إبستين القاصرات، سجلت شركة طيران بعنوان في مبنى 66 في عام 2011. وتظهر سجلات الممتلكات أن شقة مارسينكوفا كانت تقع أيضاً في الطابق 11 من المبنى نفسه.

وفي العام الماضي، كشف صحافي استقصائي إسرائيلي أن باراك حصل على نحو 2.4 مليون دولار في عام 2004 من مؤسسة ويكسنر Wexner ، حيث كان إبستين وصياً ومانحاً رئيسياً. وبحسب ما ورد، استثمر إبستين في عام 2015 مليون دولار في شركة كاربين للتكنولوجيا، التي أسسها باراك، وذلك بعد ما يقرب من عقد من إقرار الملياردير بأنه مذنب في إغواء عاهرة تحت السن القانونية.

وزعم باراك أنه يبحث في كيفية فصل إيبشتاين عن تمويلات شركته “كاربين”، وأنه رفض التوسع في العمل الذي قام به لصالح مؤسسة ويكسنر Wexner .

وقال باراك في مقابلته السابقة مع “ديلي بيست”: “أقوم بإجراء الأبحاث والاستشارات الجيوسياسية لكثير من الأطراف المعنية. الأمر متروك لهم إذا كانوا يريدون مناقشته.”

ومع ذلك، فإن الجدل سيلاحق باراك طوال الانتخابات الإسرائيلية، حيث يخوض المنافسة على منصب رئيس الوزراء مع نتنياهو. وفي وقت سابق من هذا الشهر، دعا نتنياهو – الذي يواجه لائحة اتهام في قضايا فساد عدة – لإجراء تحقيق في علاقة باراك بإبستين. وفي شكوى إلى النائب العام الإسرائيلي، اقترح محامٍ في حزب نتنياهو أن تمويل مؤسسة ويكسنر يمكن أن يعتبر تبرعات أجنبية غير قانونية.

ورد باراك مازحاً: “من المؤلم أن أسمع أن الأشخاص الذين أعرفهم يواجهون مشكلة مع القانون. نتنياهو أولاً، والآن إبستين. أمنيتي لهما على حد سواء هي أن الحقيقة سوف تظهر ولو بعد حين”.

ترامب وإبستين في عام 2002

المصدر: الميادين نت

Optimized by Optimole