هآرتس: الليكود فرع كوريا الشمالية

Spread the love

الطلب من مرشحي حزب الليكود توقيع تعهد ولاء شخصي لرئيس الحزب يتعهدون فيه بأنهم لا ينوون استبدال بنيامين نتنياهو هو مستوى جديد من الانحدار في عملية انهيارالديمقراطية التي يمر بها حزب الليكود. الولاء الأعمى الذي طُلب من أعضاء الليكود إظهاره إزاء نتنياهو، كما لو أنه حاكم ديكتاتوري أوحد، أدى إلى تآكل ما تبقى من الحركة الوطنية –الليبرالية وحوّلها إلى شيء نجهله.
بدأت هذه المبادرة الكورية الشمالية بعد المقابلة التي أُجريت مع أفيغدرو ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا في برنامج “لقاء مع الصحافة” وقال فيها إنه ينوي التوجه إلى الليكود والطلب منه تقديم مرشح بديل لرئاسة الحكومة إذا رفض نتنياهو تأليف حكومة وحدة مع حزب أزرق أبيض. وأوضح أنه إذا حدث ذلك “سأذهب إلى الرئيس وأرفض أن أقترح مرشحاً. لكن في اليوم التالي سأذهب إلى أعضاء الليكود وأقول لهم قدّموا مرشحاً آخر. لديكم العديد من المرشحين”.
بخلاف الأحزاب الجديدة التي برزت في السنوات الأخيرة، والتي تتمركز على زعيم – نجم يحصّن نفسه طوال سنوات بصورة غير ديمقراطية، تباهى أعضاء حزب الليكود دائماً، وعن حق، بأن حزبهم هو من الأحزاب الوحيدة في إسرائيل التي تحافظ على آلية ديمقراطية داخلية. وها هم أعضاء هذا الحزب الديمقراطي مطالبون بإظهار ولاء تفوح منه التوتاليتارية.
عضو الكنيست ديفيد بيتان، الخادم المخلص لنتنياهو، والذي طلب من أعضاء الليكود توقيع التعهد هدد بالكشف عن أسماء الذين يرفضون التوقيع، وسارع الموقّعون الأوائل إلى الظهور في وسائل التواصل الاجتماعي، للتباهي بتوقيعهم. وعلى الرغم من أن هذا التوقيع ليس ملزماً ، فإن العملية كلها تدل على الضرر الذي ألحقه نتنياهو بالحزب.
سارعت “أوساط نتنياهو” إلى وصف كلام ليبرمان بأنه محاولة انقلاب ضد رئيس الحكومة. لكن صراخ البارانويا أو المطالبة بتوقيع أعضاء الليكود التعهد بالولاء يعكسان ضعف رئيس الليكود الذي شعر بأن استمرار حكمه ليس مضموناً. يستطيع نتنياهو أن يلوم نفسه فقط: فشله في تأليف حكومة بعد الانتخابات التي دعا هو نفسه إليها بهدف منع إحالته على المحاكمة؛ حقيقة أنه فرض على أعضاء حزبه وعلى شركائه الطبيعيين حل الكنيست فقط لمنع مرشح آخر من الحق الذي يضمن القانون تكليفه من الرئيس لتأليف حكومة؛ وحقيقة أنه جر الدولة بأكملها إلى معركتين انتخابيتين باهظتي الكلفة لا لزوم لهما خلال فترة نصف سنة، وكل ذلك مع الملفات الثلاثة الموجهة ضده حوّله من رصيد إلى عبء، ليس فقط على الدولة بل أيضاً على حزبه.

إن الضرر الذي تسبب به نتنياهو لليكود هو صورة مصغرة عن الضرر الذي تسبب به للديمقراطية الإسرائيلية. بقاؤه أكثر من عشر سنوات على التوالي في السلطة هو أكثر من كاف.
المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية