هآرتس: غانتس، على الرغم من المخاطرة، عليك التحالف مع عودة والطيبي

بني غانتس
Spread the love

رافيف دروكر – محلل سياسي اسرائيلي/

مستشار بني غانتس الاستراتيجي يسرائيل بكار وجّه الحملة الانتخابية الأخيرة. أظهرت له نتائج بحثه أن هناك سبيلاً للحصول على مقعدين من الطرف الثاني، شرط أن يبتعد حزب أزرق أبيض عن العرب. لم تحدث مفاوضات مع القائمة المشتركة (كذب)، ولن تحدث مفاوضات، ولا نعترف بالعرب. وادّعى بكار أن ثلث ناخبي أزرق أبيض هم من أنصار اليمين، وحاول أن ينصح الحزب بأن ضمان انتخاب غانتس سيكون ضم الكتل الاستيطانية. وادّعى بكار بقوة، بالاستناد إلى استطلاعات للرأي، أنه حتى تعهد غانتس بأنه أن سيكون هناك وزير عربي مهني في حكومته، لن يكون مقبولاً من جانب العديد من ناخبي أزرق أبيض.

وعندئذ توجهوا في حزب أزرق أبيض يميناًـ تحدثوا عن أغلبية يهودية، وباركوا خطة ترامب، وتوقفوا فقط قليلاً أمام الموافقة على ضم المناطق من طرف واحد، أرسلوا يوعاز هندل لإجراء مقابلة، وحلموا بالحصول على أصوات من الصهيونية الدينية، وانتهوا بصفر فيما يتعلق بارتفاع عدد المقاعد.

بالنسبة إلى غانتس، هناك مخاطرة غير قليلة في تأليف حكومة أقلية تعتمد على 12 عضواً من القائمة المشتركة. وثمة احتمال ليس ضعيفاً بعدم انضمام أي حزب من البلوك يميني الى الحكومة أيضاً بعد نصف عام، وأن تضطر هذه الحكومة إلى الذهاب بسرعة إلى انتخابات بمواجهة رئيس معارضة جائع، هو بنيامين نتنياهو، الذي سيحتفل بارتباط أزرق أبيض مع أيمن عودة وأحمد الطيبي. على الرغم من ذلك، يتعين على غانتس السعي لذلك بكل قوته. هذا هو الخيار الأفضل والأوضح من كل الاحتمالات الأُخرى.

خيار آخر، هو انتخابات رابعة – وهذا أمر جنوني بالنسبة إلى الجمهور، ومخاطرة كبيرة لأزرق أبيض الذي استنفد قدرته، على ما يبدو، على المحافظة على التحالفات غير الطبيعية في داخله. خيار آخر، هو حكومة وحدة.

في استطاعة غانتس أن يؤلف حكومة أقلية تحت غطاء “حكومة طوارىء”. وبهذه الطريقة سيكون عليه الاتفاق مع شركائه على عدة قوانين ومشاريع – قانون التهويد، الزواج المدني، إلغاء قانون كمينيتس [الذي شدد الغرامات على مخالفات البناء]، معاش تقاعدي للمهاجرين، وخطة لتعزيز الأمن الفردي في القطاع العربي.

هناك فرصة مزدوجة لمثل هذه الحكومة. سيتوقف الترهيب المحموم ضد أحمد الطيبي. ستتوقف الملاحقات ضد جهاز فرض القانون وضد وسائل الإعلام. ستتقدم محاكمة نتنياهو. ومن المحتمل أن يعترف حتى كبار مناصري نتنياهو بينهم وبين أنفسهم بأن هناك أشخاصاً آخرين قادرين على تولي رئاسة الدولة من دون تدميرها. وهذا ليس قليلاً.

مشكلة غانتس الحقيقية هي داخل حزبه. أفيغدور ليبرمان يلمح إلى أنه قادر على ابتلاع ذلك. عودة والطيبي ومنصور عباس ومطانيوس شحادة ليسوا في جيب غانتس، لكن إذا توقف عن التردد وسعى وراءهم، هناك فرصة جيدة في أن يجند 12 صوتاً ضد 3 ممتنعين.

إذا نجح غانتس في تقديم اقتراح معقول لحكومة وحدة مع الليكود، من المحتمل أن يكون هذا سبيلاً الى جعله أكثر مرونة. وإذا وافق نتنياهو، فهذا جيد. إذا لم يوافق ربما سيفضل الاثنان خيار حكومة أقلية على انتخابات رابعة.

المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole