هآرتس: المعسكر العلماني

Spread the love

رامي لفني – محلل سياسي اسرائيلي/
أمر نادر حدث في السياسة، خصوصاً في اليسار؟ مجموعة من الزعماء السياسيين وعلى رأسهم نيتسان هوروفيتس، وإيهود باراك وستيف شافير، قاموا بالأمر الصحيح من أجل التغيير، خلافاً لعمير بيريتس، الذي بغض النظر عن الأهداف، تخلى عن مسؤوليته إزاء المعسكر وشركاء الدرب وناخبي اليسار. لقد أعلن باراك وشافير وهوروفيتس أنهم يتحملون مسؤولية اليسار كله، كفكرة وككيان سياسي، ليس فقط من أجل مصلحتهم الشخصية والحزبية؛ بل لأنهم لا يريدون ضياع أصوات يسارية، أو لكي يكون في الكنيست جناح يساري مهم لديه صوت واضح.
الآن هناك أمر أكثر أهمية حتى من الاندماج. تحتاج القائمة الجديدة إلى جذب أصوات من الخارج. ومن أجل هذه الغاية عليها أن تسعى إلى خوض حملة دقيقة ومركزة على موضوع قد يكون اليوم هو الوحيد الذي يعبىء ويثير الحماسة والتماهي معه وسط الناخبين. إنه الموضوع العلماني. قد لا يكون هذا هو الموضوع الأكثر الحاحاً على جدول أعمال إسرائيل. الاحتلال أكثر أهمية، وكذلك الفجوات الاجتماعية. لكن الموضوع العلماني هو مركزي في أهميته.
لقد ارتفع أفيغدور ليبرمان إلى 9 و10 مقاعد بفضل الضجة التي أثارها، كما يبدو الأمر، باسم العلمانية. هذه المقاعد تأتي في الأساس من اليمين. المقاعد العلمانية التي ستضطر القائمة الموحدة إلى الحصول عليها تنتظر في حزب أزرق – أبيض، عند الناس الذين يشعرون بالغضب من نزعة التدين، ومن اغلاق السوبرماركت يوم السبت، ومن المرواغة الحريدية، ومن التصريحات الحريدية ضد النساء وضد المثليين. جزء من هؤلاء الناخبين صوتوا في الماضي مع حزب شينوي، وهم يبحثون عن صوت أكثر وضوحاً في مسائل الدين والدولة، لم يجدوه حتى الآن.
يجب أن نخوض حملة عنيفة لجذبهم من دون لغة كراهية، لكن مع القليل من التخويف. المطلوب – حملة تتصدرها الظلامية التي ينشرها الحاخامون من قطاع الحاخام آفي بيريتس، ومحاولات التدخل في نمط الحياة العلمانية، وتصرف الأحزاب الحريدية. يجب أن ندخل كل هذا، مرة أخرى وبصورة جيدة، إلى رؤوس الناخبين العلمانيين النائمين (أو غير العلمانيين الذي يتماهون مع الأجندة العلمانية). ويجب الحرص على أن يتحدث كل الناطقون عن ذلك، من دون توقف، ليس هناك ما يدعو إلى الخجل. هذا ما يجب فعله في الانتخابات من أجل الفوز.
المصدر: صحيفة هآرتس الاسرائيلية – عن نسرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole