“هآرتس”: أبو يائير، ماذا ستفعل لمحمد؟

Spread the love

شجون عربية _ مقتل الفتى محمد عدس (15 عاماً) في جلجولية بالداخل المحتل يوم الثلاثاء وإصابة مصطفى حمد (12عاماً) بجروح بليغة جرّاء إطلاق النار عليهما من على بعد أمتار قليلة من نقطة الشرطة في البلدة – يعبر بصورة تثير القشعريرة عن وضع الأمن الشخصي في المجتمع العربي. لا أحد محصن، حتى الشبان على أبواب منازلهم، ولا شيء يردع المسلحين أيضاً في وجود الشرطة.
ثلاثة أشهر فقط منذ بداية السنة، وعدس هو القتيل الرقم 23 من ضحايا الجريمة في البلدات العربية، بحسب أرقام “مبادرة أبراهام”، 17 ضحية هم من سكان الدولة، و6 هم من الفلسطينيين الذين قُتلوا في حدود الخط الأخضر أو في منطقة القدس. في 19 حادثة وقعت الجريمة بواسطة سلاح .
هذه الأرقام المخيفة والجو العام المتفجر في المجتمع العربي يوضحان من دون شك أن ما يجري هو فشل تنظيمي واجتماعي عميق ومتواصل. لا توجد تقريباً بلدة عربية لا تشهد مظاهر عنف، سواء نتيجة جريمة منظمة أو نزاعات داخلية، بما فيها النزاعات العشائرية.
في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بدأت الصحوة في المجتمع العربي. خرج الآلاف إلى الشوارع يطالبون بالأمن الشخصي. هذه الصحوة مستمرة أيضاً اليوم. في الأشهر الأخيرة تجدد الاحتجاج في بعض البلدات، في الأساس من طرف حركات الشباب الذين ليس لديهم انتماءات حزبية، والتي نجحت في فرض جدول أعمال جديد. في الأسابيع الأخيرة يبرز الاحتجاج في أم الفحم، الذي حظي بزخم في الأسبوع الماضي عندما حضر الآلاف إلى المدينة للتظاهر تحت شعار “الدم العربي ليس أقل احمراراً” و”الدم العربي ليس رخيصاً”.
تتواصل حوادث القتل والعنف بينما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتبنى لقبه “أبو يائير”، ويطلق شعارات و”يحرث” المجتمع العربي، متطلعاً إلى الحصول على تأييده الواسع في الانتخابات.
يكرر نتنياهو تشديده على قرار الحكومة لمحاربة العنف، الذي تختلف الآراء في شأنه. كثيرون في المجتمع العربي يدّعون أن هذا في نهاية الأمر هو خطة لتحسين صورة الشرطة على الأرض، وليس قراراً من شأنه أن يقدم حلاً حقيقياً في محاربة الجريمة. أيضاً مؤيدو الخطة يدركون أن ثمة شكاً في أن تكون هذه الخطة قادرة على إعادة الأمن الشخصي بصورة كاملة.
يتعين على نتنياهو وحكومته وشرطة إسرائيل أن يفهموا حقيقة أن الحق في الأمن الشخصي هو حق أساسي في كل مجتمع. حق يجب أن يحصل عليه كل المواطنين من دون علاقة بطريقة اقتراعهم. “أبو يائير” يجب أن يضمن أمن كل مواطني الدولة، سواء الذين اسمهم يائير أو اسمهم محمد.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole