“نيويورك تايمز”: مطالبات بفتح دور العبادة في أوروبا والشرق الأوسط برغم مخاطر الوباء

“نيويورك تايمز”: مطالبات بفتح دور العبادة في أوروبا والشرق الأوسط برغم مخاطر الوباء
Spread the love

في ألمانيا، تم تأكيد 40 حالة جديدة بين المصلين في كنيسة في فرانكفورت. وأعادت فرنسا خدمات الكنيسة في نهاية هذا الأسبوع. وطالب المتظاهرون في الضفة الغربية بإعادة فتح المساجد بمناسبة عيد الفطر.

ترجمة: د.هيثم مزاحم/

تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” في تحقيق لعدد من مراسليها المطالبات في أوروبا والشرق الأوسط بفتح المعابد الدينية من كنائس ومساجد وكنس وغيرها. هناك حاجة حقيقية للمؤمنين للصلاة والاجتماع في دور العبادة خصوصاً في ظل الخوف والحزن وعدم اليقين التي تعم العالم بسبب تفشي وباء كورونا. في المقابل هناك مخاوف من تحول الكنائس والمساجد والكنس إلى أماكن لانتشار العدوى مجدداً. وكما عبّر أحد الأساقفة الفرنسيين: “لا نستطيع العيش في خوف دائم.. لا يمكننا العيش بهذه الطريقة، فالمتاجر ممتلئة والكنائس فارغة”.

وقالت الصحيفة إن ألمانيا قامت بعد سيطرتها على تفشي وباء كورونا بإعادة فتح دور العبادة والسماح للمؤمنين بالتجمع مرة أخرى بأعداد أكبر.

وقالت السلطات الصحية الألمانية يوم الجمعة إن هذا القرار كانت له عواقب، مع ظهور مجموعة جديدة من حالات الإصابة بفيروس كورونا، فقد تم تأكيد إصابة أربعين من رواد الكنيسة بعد قداس 10 أيار / مايو في الكنيسة المعمدانية. وتم نقل ستة منهم إلى المستشفى، وفقاً لرئيس الرعية فلاديمير بريتزكاو.

وقال بريتزكاو لوكالة الأنباء الألمانية: “لقد اتبعنا جميع القواعد”، مضيفاً أن الكنيسة لا تعرف عدد الأشخاص الذين حضروا الخدمة قبل أسبوعين.

كانت ولاية هيس، حيث حدثت العدوى، تسمح بخدمات الكنيسة بموجب مبادئ توجيهية خاصة، بما في ذلك مطالبة المصلين بفصل المصلين عن بعضهم البعض لمسافة خمسة أقدام وتطلب من الكنائس أن يكون المعقم متاحاً بسهولة. الآن، قامت الكنيسة منذ ذلك الحين بنقل خدماتها في عطلة نهاية الأسبوع إلى الإنترنت مجدداً. 

يوضح التجمع الجديد مخاطر محاولة استعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية وسط استمرار الفيروس بلا هوادة. وأبلغت ألمانيا عن 431 حالة اصابة جديدة بفيروس كورونا يوم السبت، ليصل عدد الضحايا في البلاد إلى 178281 حالة، مع 8247 حالة وفاة.

في الولايات المتحدة، ضغط الرئيس دونالد ترامب على مسؤولي الدولة للسماح بتجمعات الكنائس، معلناً أن المؤسسات الدينية “ضرورية”. وأصبح النزاع سياسياً مريراً وجزءاً من حروب الثقافة في البلاد، حيث اتهم النقاد ترامب باللعب في قاعدته في وقت يتآكل فيه الدعم. لكن بعض الكنائس الأميركية تضغط من تلقاء نفسها ضد القيود المفروضة على العبادة الشخصية بينما يستمر البعض الآخر بالصلاة عبر فيسبوك ويوتيوب.

في القدس المحتلة، أعيد فتح كنيسة القيامة بعد إغلاقها لمدة شهرين. وفي الضفة الغربية طالب متظاهرون يوم الأحد بإعادة فتح المساجد بمناسبة عيد الفطر المبارك بعد نهاية شهر رمضان.

وفي فرنسا، اتخذ المؤمنون الخطوات الأولية الأولى للعبادة في مجموعات مرة أخرى في نهاية هذا الأسبوع بعد الإغلاق، مع ملاحظة الابتعاد الاجتماعي وارتداء الأقنعة. وأعيد فتح بعض الكنائس الصغيرة يوم السبت؛ والقداس الأول كان يوم الأحد. وجاءت هذه الخطوات بعد اعتراض قانوني على حظر الحكومة الفرنسية للعبادة العامة الذي لم يكن من المقرر رفعه حتى نهاية أيار / مايو الجاري. فيوم الاثنين الماضي، أمر مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارية في فرنسا، الحكومة بإعادة فتح الكنائس والمساجد والمعابد اليهودية في غضون ثمانية أيام، قائلاً إن العبادة هي حرية أساسية يمكن التوفيق بينها وبين الإجراءات المناسبة لحماية الصحة. وصدر مرسوم رفع الحظر بأثر فوري في وقت متأخر من يوم الجمعة.

وقال القس أنطوان دي فوليفيل، كاهن الرعية، “لقد كانت مفاجأة جميلة. إنه لفرح عظيم أن يتم لم شملنا مع أبرشياتنا”.

يوم الأحد، كان هناك شعور بالفرح والقلق في كنيسة سان جيرمان في باريس حيث عاد المصلون الكاثوليك بشكل جماعي لأول مرة بعد توقف دام شهرين.

وقال الكاهن، الذي كان يقوم بالتحضيرات النهائية قبل الاحتفال بأول قداس عام له في 10 أسابيع: “سنغسل أيدينا بهلام كحولي قبل أن نتولى تقديم المناولات”.

كما رفعت النمسا وإيطاليا الحظر المفروض على العبادة العامة هذا الشهر. وفي إسبانيا، أعيد فتح دور العبادة بشكل تدريجي منذ بداية هذا الشهر، بحد أقصى يبلغ ثلث أو نصف الإشغال الكامل حسب المحافظات. وللمساعدة في الحد من خطر العدوى، وضعت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في إسبانيا تدابير السلامة، بما في ذلك تجنب غناء الكورال بسبب صعوبة الحفاظ على مسافات اجتماعية آمنة. لكن بريطانيا لم تسمح بعد لأماكن العبادة بفتح أبوابها.

تعد فرنسا واحدة من آخر الدول في أوروبا الغربية التي أعادت فتح أماكن عبادتها، بعد حوالى أسبوعين من تخفيف إغلاقها. لطالما دعا الكاثوليك في البلاد إلى إعادة الفتح، قائلين إن الكنائس يمكن أن تستأنف خدماتها بمجرد اتخاذ الاحتياطات الصحية المناسبة. اتخذ اليهود والمسلمون في فرنسا موقفا أكثر حذراً، قائلين إنه من غير المرجح إعادة فتح المعابد والمساجد حتى أوائل حزيران/ يونيو المقبل.

صباح الأحد، دخل المصلون كنيسة سان جيرمان، حيث تم إعطاؤهم مطهراً لتعقيم أيديهم. وفي الداخل، تم وضع علامة على اثنين من كل ثلاثة مقاعد بعلامة تمنع الناس من الجلوس، لضمان بقائهم على مسافة آمنة من بعضهم البعض. تجمع حوالى 200 شخص في الكنيسة، والتي يمكن أن تستوعب 800.

قال فرانك هويلو، 56 سنة، “إنها مثل ولادة جديدة أن أعود إلى هنا. لقد كانت حاجة حقيقية”، مضيفاً أنه “تخلى تقريباً عن الصلاة أثناء الحجر” المنزلي.

وقال القس ماتيو روج، الأسقف الفرنسي المكلف بتنسيق إعادة فتح الكنيسة، “يجب أن تأخذ الأديان مكانها الصحيح للمساهمة في تجديد البلاد بعد الأزمة. لكننا لا نستطيع العيش في خوف دائم”. وأوضح أنه سيحرص على أن تلتزم كل كنيسة أعيد افتتاحها في أبرشيته بالاحتياطات الصحية. وقال “لا يمكننا العيش بهذه الطريقة، فالمتاجر ممتلئة والكنائس فارغة”.

واعترف بوجود مخاوف من تحول الكنائس إلى أماكن جديدة لانتشار العدوى. ففي منتصف شباط / فبراير، ساهم تجمع كبير من 2000 مصل في كنيسة إنجيلية في شرق فرنسا، وهي ثاني أكثر المناطق تضرراً بعد باريس، في نشر الفيروس في جميع أنحاء البلاد.

وفي بيان صدر يوم السبت، قال شمس الدين حافظ، إمام الجامع الكبير في باريس، إنه سيواصل “وضع السلامة الصحية للمصلين فوق كل الاعتبارات الأخرى”، وشجع المسلمين على الاحتفال بعيد الفطر في المنزل. 

لكن في الضفة الغربية تجمهر آلاف الفلسطينيين في الشوارع في ساعة مبكرة من يوم الأحد وطالبوا السلطات الفلسطينية بإعادة فتح المساجد.  وهتف المتظاهرون أمام مقر السلطة الفلسطينية في مدينة الخليل في جنوب الضفة “الشعب يريد صلاة العيد”.

وفي بلدات الضفة مثل طولكرم وقلقيلية، دخل المتظاهرون المساجد. واحتج الفلسطينيون كذلك على القيود الحكومية في مدن الضفة الأخرى. وفي سلفيت صاح المتظاهرون “افتحوا البلدة”.

واستسلمت السلطات في الخليل في نهاية المطاف للمطالب وفتحت مساجد كبيرة وساحات مدرسية وملاعب كرة قدم لصلاة عيد الفطر.

المصدر: نيويورك تايمز _ عن الميادين نت

Optimized by Optimole