غانتس يلعب بورقة الشخصية في منافسته مع نتنياهو

غانتس يلعب بورقة الشخصية في منافسته مع نتنياهو
Spread the love

(رويترز) – يصور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس نفسه رجلا نزيها ومستقيما سيعيد القيم الأساسية لإسرائيل إذا فاز بالسلطة في ثالث انتخابات تشهدها البلاد في أقل من عام.

وفي يوم من الأيام، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يريد غانتس الإطاحة به في انتخابات تجرى الاثنين، بالرجل ووصفه بأنه ”عسكري ورجل نبيل“ عندما عينته حكومته رئيسا لأركان القوات المسلحة قبل ثمانية أعوام.

لكن النبرة اختلفت تماماً الآن.

ويوجه غانتس، الذي يتزعم حزب أزرق أبيض المنتمي للوسط، هجمات لشخصية نتنياهو لا سيما فيما يتعلق باتهامات بالفساد يواجهها زعيم هو الأطول بقاء في سدة الحكم بإسرائيل. أما حزب ليكود الذي يقوده نتنياهو فقد وصف غانتس بأنه يساري ضعيف.

ومن المقرر أن تبدأ محاكمة نتنياهو في 17 مارس آذار بعد أسبوعين فقط من الاقتراع. وينفي نتنياهو، وهو في السبعين من عمره ويكبر غانتس بعقد كامل، ارتكاب أي مخالفات ويصف التحقيقات بأنها ملاحقة سياسية ظالمة.

وكتب غانتس على تويتر قبل أسبوع من التصويت ”الرجل المتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، ليس لديه في جعبته سوى نشر الأكاذيب وتوجيه الإهانات… إسرائيل تحتاج لرئيس وزراء بدوام كامل“.

لكن بينما سعى حزب أزرق أبيض لإعلاء الخلفية العسكرية لغانتس، حاول ليكود تصوير خصمه على أنه شديد التساهل مع إيران وتصالحي أكثر من اللازم حيال الفلسطينيين.

وترى جايل تالشير أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس أن إسرائيل لا تزال منقسمة فيما يبدو وهو ما انعكس في النتيجة غير الحاسمة في تصويتي أبريل نيسان وسبتمبر أيلول العام الماضي إذ لم يتمكن أي من الحزبين من تشكيل ائتلاف حاكم.

وتقدم أزرق أبيض على ليكود في استطلاعات الرأي لأسابيع خلال الحملة الانتخابية الحالية لكن استطلاعات أحدث أظهرت أن ليكود يتصدر بفارق ضئيل.

وقالت تالشير ”المحاكمة على قدر بالغ من الأهمية… الوسط واليسار في إسرائيل يعارضون نتنياهو… لكن قاعدته تحتشد حوله“.

* ممارسات مناسبة

بقامته الطويلة ومظهره الرياضي وحبه للغناء الفلكلوري وقيادة الدراجات النارية، كان جانتس شخصية حظيت بتوافق لدى الإسرائيليين عندما تولى رئاسة الأركان بين عامي 2011 و2015.

لكن طبيعة ما قد يحققه في السلطة ليست واضحة إذ بعث برسائل مختلطة بشأن الأمر.

يصور غانتس نفسه على أنه مجامل دبلوماسيا أكثر من نتنياهو وحث على مضاعفة الجهود لاستئناف محادثات السلام.

لكن بينما قد يفضل الفلسطينيون غانتس على نتنياهو، فليس له الكثير من الشعبية بعد حربين في قطاع غزة أثناء قيادته للجيش الإسرائيلي. وقُتل نحو 2300 فلسطيني في الحربين.

كما أشاد غانتس علنا بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط والتي رفضها الفلسطينيون على الفور باعتبارها منحازة لإسرائيل.

وبينما يجوب نتنياهو البلاد لعقد تجمعات انتخابية لحشد مؤيديه من اليمين وحثهم على التصويت، يعتقد حزب غانتس أن البعض قد يقتنعون بتغيير موقفهم بما قد يروق لناخبين من مؤيدي الحزبين وهو التركيز على ”الممارسات المناسبة“.

وقال يوعاز هندل وهو عضو في البرلمان عن الحزب لرويترز ”تشير استطلاعاتنا إلى أن عددا ليس بالقليل من أنصار ليكود مستاؤون من الوضع ومتذبذبون… إنهم جزء من تركيزنا“.

لكن صورة جانتس على أنه ”السيد نظيف اليد“ تلقت ضربة الأسبوع الماضي عندما أعلنت الشرطة إجراء تحقيق في ممارسات شركة استشارات أمنية، توقف نشاطها الآن، ترأسها بعد أن ترك رئاسة أركان الجيش.

وعلى الرغم من أن غانتس ليس مشتبها به في القضية إلا أن نتنياهو انتهز الفرصة لمحاولة التقليل من شأن خصمه الأقل خبرة سياسية.

كما مُني جانتس بسقطات عرضية أثناء مقابلات أجريت خلال الحملة الانتخابية واستغل نتنياهو عثراته وتلعثمه لاتهامه بأنه يفتقر لسرعة البديهة والتفكير.

ورد غانتس خلال خطاب تلفزيوني يوم الأربعاء على ذلك بحدة وقال ”حسنا أنا لا أتحدث مثلك. يا له من أمر بالغ الأهمية!… بينما كنت تتلقى دروسا في التمثيل في نيويورك كنت أنا أدافع عن هذه البلاد“.

Optimized by Optimole