عباس بالأمم المتحدة: أمريكا تعرض على الفلسطينيين دولة كقطعة “جبن سويسري”

Spread the love

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشكل غاضب خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط خلال كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء بوصفها هدية لإسرائيل وغير مقبولة للفلسطينيين.الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحمل وثيقة أثناء تحدثه أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الثلاثاء.

وقال عباس وهو يلوح بنسخة من خريطة تتصورها الخطة الأمريكية لحل يقوم على أساس وجود دولتي إسرائيل وفلسطين إن الدولة التي خُصصت للفلسطينيين تبدو كقطعة ”جبن سويسري“ مفتتة.

وجاءت كلمته أمام مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي يجري فيه توزيع مشروع قرار للمجلس التابع للأمم المتحدة من شأنه إدانة خطة إسرائيلية لضم مستوطناتها في الضفة الغربية فيما يرقي إلى انتقاد لخطة ترامب.

وفي انتقاد محتمل لخطة ترامب، وزعت تونس وإندونيسيا العضوان في مجلس الأمن مسودة قرار تندد بالخطة الإسرائيلية لضم المستوطنات في الضفة الغربية.

وإذا طرحت هذه المسودة للتصويت، فمن المؤكد أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضدها ولكن رغم ذلك تعكس هذه المسودة رأي بعض الأعضاء الرافض لخطة السلام التي أعلن ترامب تفاصيلها قبل أسبوعين وسط ضجة كبيرة.

وتعترف خطة ترامب، التي نُشرت في 28 يناير كانون الثاني، بسلطة إسرائيل على المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية وتطلب من الفلسطينيين تلبية سلسلة صعبة من الشروط لدولة عاصمتها في قرية بالضفة الغربية شرقي القدس.

وقال عباس ”هذه الدولة التي سيعطونها لنا هي جبنة سويسرية. من يقبل بكم أن تكون دولته هكذا؟“

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر انتخابي ببلدة بات يام الإسرائيلية، هذا الانتقاد وأشار إلى احتمال أن ترحب دول عربية بخطة ترامب حتى إذا لم يقبل بها الفلسطينيون.

وقال نتنياهو ”هذه ليست قطعة جبن سويسري. هذه أفضل خطة موجودة بالنسبة للشرق الأوسط… ولدولة إسرائيل وللفلسطينيين أيضا“، مضيفا أن الخطة ”تعترف بالواقع وبحقوق شعب إسرائيل، وهما أمران ترفضون (أنتم الفلسطينيون) باستمرار الاعتراف بهما“.

ودعا عباس ترامب إلى التخلي عن هذه الخطة والسعي إلى العودة إلى المفاوضات على أساس القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة التي تدعو إلى حل يقوم على أساس وجود دولتين بناء على حدود ما قبل 1967. ورفض عباس الوساطة التقليدية للولايات المتحدة في حل الصراع ودعا إلى عقد مؤتمر دولي.الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الثلاثاء.

وقال عباس ”بصراحة لن نقبل أمريكا وسيطا وحيدا“.

وأشار إلى احتمال اندلاع احتجاجات عنيفة، قائلا ”الوضع برمته أصبح قابلا للانفجار. ومن أجل الحيلولة دون ذلك، فلا بد من تجديد الأمل لشعبنا. لا تضيعوا الأمل لشعبنا“. ولاحقا قال ”نحن لن نلجأ للعنف والإرهاب“.

وعلى الرغم من أن هدف ترامب المعلن هو إنهاء الصراع الممتد منذ عقود، فإن خطته كانت منحازة لإسرائيل. وما أكد ذلك هو غياب الفلسطينيين عند إعلانها في البيت الأبيض ونتنياهو إلى جواره.

وفي حين رفض وزراء الخارجية العرب هذه الخطة في الأول من فبراير شباط، كانت ثلاث دول عربية خليجية هي عمان والبحرين والإمارات ممثلة في إعلان البيت الأبيض، مما يشير إلى أنها قد تعطي الأولوية للعلاقات مع الولايات المتحدة والعداء المشترك لإيران على حساب التحالفات العربية التقليدية.

ورأى عباس أن هذه الصفقة ليست شراكة دولية بل اقتراح من دولة تدعمها دولة أخرى لفرضها على الفلسطينيين. وقال ”هذه الصفقة ليست شراكة دولية بل جاءت من دولة ومعها دولة لتفرضها على العالم… هذه الصفقة مرفوضة“.

واتهم داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة عباس بأنه غير واقعي وقال إن السلام غير ممكن ما دام مستمرا في السلطة.

وأظهر استطلاع للرأي، أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الفترة بين الخامس والثامن من فبراير شباط في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن 94 في المئة من الفلسطينيين يرفضون الخطة التي أطلق عليها ترامب اسم ”صفقة القرن“.

المصدر: رويترز

Optimized by Optimole