رسالة من الشهيد غسان كنفاني إلى الأسير نائل البرغوثي

Spread the love

بقلم الأسير المحرر بديع عمرو |
هي الرسالة الأولى التي يرسلها غسان رغم وباء كورونا .. حالماً فيها بأن يكون عنوان روايته القادمة والتي ستحكي عن واحدة من معجزات الصبر والتحدي… نائل عمره الاعتقالي (41 سنة) تجاوز عمر غسان المولود عام 1936 والذي استشهد عام 1972. في رسالته يحاول غسان اأن يدق جدران الخزان بمطرقته لإسماع الصوت بعدما انتفخت يده وامتلأت خدوشاً ورضوضاً لكثرة الدق .
غسان يرفع صرخته والنداء لأولئك المتخمين في مدينة الظلام واللاكرامة. فنائل احتل المكان الأول في معادلة المواجهة لكنه لا يزال ينتظر. نائل هو حكاية الذاهبين الى السجن والعائدين منه. نمطية الحياة تلازمه لكنه يحاول أن يكون يومه شيئاً آخر، ينظر لأهداب الشمس المتسللة من نافذة العزل وكأنها الأمل… لا يزال نائل يحمل وجع قوافل من الأسرى دخولاً وخروجاً الذين كتبوا أسماءهم على جدران السجن والزنزانة. نائل يتابع أخبار الوطن الجريح… نائل هو رواية لعشرات المحطات والأحداث.
أما كنفاني فبطاقة تعريفه غدت شهادة ميلاد لمن أحبوه… هو نبع إنتاج وثقافة لا تزال تتفاعل حروف رواياته وكتاباته. وكأنها كتاب الثائرين المقدس كنفاني يطل من نافذة خلوده ليقول لنا: لا تناموا ما دامت جبهة نائل تتوق لأن يعفرها تراب الوطن الطهور. يا جمال الصبح الذي يشتاق له نائل ورفاقه ويصرخ غسان مرة أخرى في وجه الغزاة قائلاً لهم: أنا ونائل لن نرتد حتى نزرع في الأرض جنتنا أو ننتزع من السماء جنتها.
نائل يا صحوة الضمير الذي لا يهادن حجارة الوطن تغسل فجراً وجهها داعية لك في أن تكون العرس الأول بعد الوباء .
غسان كنفاني يعدك في ذكرى رحيله في الثامن من تموز / يوليو أن تبدأ كل الأغنيات الجميلة باسمك…
هل تذكر يا نائل أغنياتنا القديمة التي كانت تحمل لحن العشق والفداء … وداعاً يا نائل فأنا عائد الى حيفا ويافا وعكا. فرحيلنا الأول لا يزال يوجعنا ولا يزال يدفعنا لحمل الأمل في ثنايا كتابات عتيقة كانت لنا ميثاقاً حملته الأجيال.
أخي نائل حر أنت رغم القيد. سلام لك وسلام عليك يا معجزة الثورة التي لن تموت ويا معادلة الوجود الذي لن يختزل. فأنت الرسول الأمين في زمن التراجع … دمت خالداً حتى النصر …
رفيقك الوفي غسان.

Optimized by Optimole