بلدية القدس تسعى للدفع قدماً بخطة هدم حيٍّ في سلوان

Spread the love

شجون عربية _ لا بد من القول إنه على مدار السنتين ونصف السنة منذ انتخاب موشيه ليئون لمنصب رئيس بلدية القدس نجح في أن يفاجئ مرات كثيرة في كل ما يتعلق بموقفه حيال القدس الشرقية. وقد بدا أن ليئون متحرر من حاجة سلفه في هذا المنصب نير بركات إلى إثبات مواقفه اليمينية، ولذا بدأ العمل لمواجهة عدد من أشد المشاكل صعوبة في القدس الشرقية. وقبل سنة تجاوب مع النداء الذي أطلقناه في هذه الصحيفة لزيارة الفتى مالك عيسى الذي فقد إحدى عينيه برصاص أحد أفراد الشرطة. وفي الوقت الحالي يعمل على الدفع قدماً بخطة هيكلية جديدة في العيساوية لمواجهة مشكلة النقص في رخص البناء. وقبل شهر كان ليئون أول رئيس بلدية في القدس يقوم بزيارة كفر عقب خارج جدار الفصل، وأمس بدأت البلدية بأعمال إقامة مدينة رياضية جديدة في القرية.
في ضوء هذا كله، خاب أملنا بقرار بلدية القدس التراجع عن التفاهمات بينها وبين سكان حيّ البستان في بلدة سلوان والدفع قدماً بخطة هدم الحيّ من أجل إقامة متنزه سياحي. وهي خطة بادر إليها رئيس البلدية السابق وتؤدي في حال تنفيذها إلى هدم عشرات المباني السكنية التي يقطن فيها مئات الأشخاص. وأقيمت هذه المباني، كما هي الحال في أجزاء كبيرة من القدس الشرقية، من دون رخص بناء، لأن الحصول على رخص بناء في الأحياء الفلسطينية في القدس مهمة مستحيلة بكل بساطة.
وبعد أن أثارت خطة بركات عاصفة سياسية ودبلوماسية بدأت مفاوضات مستمرة بين السكان والبلدية للتوصل إلى خطة إخلاء – بناء تتيح إمكان إقامة حيّ جديد ومنظم إلى جانب المتنزه السياحي. ويجب أن نشير إلى أن السكان قاموا بكسر تابو اجتماعي وسياسي بمجرد موافقتهم على أن يناقشوا مع البلدية موضوع هدم بيوتهم بصورة اختيارية.
ما حدث الآن وبعد سنوات من المفاوضات هو أن البلدية بلّغت المحكمة أنها تتنكر للتفاهمات وتريد أن تدفع قدماً بأوامر الهدم لنحو 70 مبنى في الحيّ. وجاء هذا التبليغ على خلفية تصاعُد عمليات الهدم في الأحياء الفلسطينية خلال الأسابيع الأخيرة.
على أصحاب القرار أن يفهموا أن أمر الهدم يهدم حياة السكان قبل أن تقوم الجرافات بهدم البيت بوقت طويل. ويتعين على ليئون أن يفهم هذا الأمر ويستدركه، ويعيد البلدية إلى طاولة المفاوضات لمصلحة سكان سلوان وسكان القدس عموماً. ولا شك في أن نجاح المفاوضات بشأن حيّ البستان وإقامة الحيّ الجديد بجانب المتنزه سيثبت أن مَن يجلس في مبنى بلدية القدس رئيس يريد فعلاً مصلحة مدينته وسكانها جميعاً.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole