النحات السوري “مصطفى علي”: البرونز هو المعدن النبيل.. الذي يحمل جوهر أجدادي

النحات السوري “مصطفى علي”: البرونز هو المعدن النبيل.. الذي يحمل جوهر أجدادي
Spread the love

دمشق – خاص “شجون عربية” – حوار فاطمة الموسى |
بدأ إبداعه بحارات دمشق القديمة حول منزله إلى مقصد لكثير من الزوار والفنانين .. استخدم البرونز والطين والعديد من المواد لفنه، درس في جامعة دمشق ومن ثم بدأ رحلته الفنية وأصبح مدرسة في الفن والنحت.
النحات السوري “مصطفى علي” في حديثه لـمجلة “شجون عربية” :
* حدثنا عن بداياتك في دمشق ؟
عندما بدأت في دمشق، كنت طالب في جامعة دمشق، لا أعلم شيء حتى أني لم أكن أملك مكاناً أقيم به، حتى أصبحت قادرا أن اشتري منزلاً في الشام القديمة هذا المنزل الذي اعتبره مدينتي الفاضلة وجنتي، أنا أؤمن بالتقمس لهذا اعتبر هذا البيت هو بيتي منذ 1200 عام.
كنت أحلم بالمدينة الفاضلة كثيراً ، بدأت مع أصدقائي لكنهم تركوني لوحدي، ومن ثم أصبح بابي مفتوح للجميع يأتيني زوار من جميع أنحاء العالم، هذه الحارة المهجورة التي أعدت لها الحياة هي حارة ليهود الشام لكنهم سافروا، وأصبح لها اسم على الخريطة العالمية بنيت فيها محترفي، وبسبب وجودي أتى عدد من الفنانين أيضاً.
قبل الحرب كان يأتينا من خمسمئة إلى ألف زائر في اليوم إلى الآن يأتينا زوار لكن العدد أصبح قليل.

فعندما يمتلك الانسان الطموح يبحث عن المساحة، وأنا من شخص لايملك متر مربع إلى أن أصبح لدي 3000 متر مربع يقام بها عدة مناسبات وعدة محترفات طين وخزف وبرونز وحديد …
* لماذا كانت بداياتك بالبرونز؟
البرونز هو مادة نبيلة جداً، وأنا اعتبر أجدادي بالفن هم الفينيقيين والاتروسك فهم لا يعتمدون على الشكل الخارجي بل على الجوهر، العمل كان يبنى من الطين والصلصال لكنه هش عندما نختار مادة يجب أنت تكون قوية جداً ومناسبة، فكان البرونز هو المعدن النبيل إنه مكتشف سوري منذ أكثر من 3000 عام، كما أن الفنان يتمتع بأسلوبه الشخصي هذا الأهم..
* ماذا تعني لك الأسماء التالية: سعيد مخلوف وهل تعرفت عليه شخصياً؟ محمد بعاجانو – أكثم عبد الحميد – مظهر برشين – مصطفى الحلاج ؟
سعيد مخلوف هو نمط آخر، واتجاه آخر تعرفت عليه شخصياً سعيد مختلف لا يوجد بسوريا نحات يشبهني بطريقة الشغل عندي عمل بعام 1979 م ، سعيد يعتمد على الخشب والفورم ويأخذ من الشكل ويجعله شخصية ثانية.
اكثم عبد الحميد من عيلة سعيد مخلوف الفنية أي أنه بذات الأسلوب والعمل هو ومجموعة أخرى من الفنانين تعلموا منه وأصبحوا تقريباً من ذات الجو لكن كل فنان منهم مختلف عن الثاني هذه هي طبيعة الفنان أن يصنع شخصيته الخاصة.
محمد بعاجانو من ذات المجموعة فأصبح كل منهم نمط وأسلوب واتجاه معين.
وبالنسبة لمصطفى الحلاج أشعر أنه يوجد تقارب بيني وبينه ، هو خريج نحت من مصر إنه يعتبر النحت بالشرق الأوسط صعب جداً.
مظهر برشين نفس المجموعة لكنه توفى بعمر صغير كان من الممكن أن تستمر تجربته، الانسان تستمر تجربته مع العمر الفنان لا يقف عند حد معين ومرحلة معينة هي روح واحدة تكبر مع التجربة.
• كيف ترى الحضارة السورية في منحوتاتك؟
أنا أؤمن بسوريا الطبيعية، انا سوري منتمي دون أن انتمي الى حزب أنا في طريقة عقلي أقرب الى الفكر الفوضوي حتى الأقدار قادتني على كرارا، درست بكرار الايطالية هي مركز الفوضوية في العالم.
أنا اعتبر الفوضوية جزء من فني هي طريق أن يكون لها دور اساسي بتجليس عقلية الأحزاب، أي حزب يتسلم السلطة قد يصبح سيء والتجارب هي هكذا وأنا برأيي الفوضوية تجلس هذه الاشياء، أكبر مثال على ذلك تجربة الحزب الشيوعي الروسي العالم كله كان يريد أن يبني حلماً جديداً للبشرية ولكنه عندما أصبح سلطة أصبح سيء.

* لماذا تخلو شوارع دمشق من التماثيل والمنحوتات ذات القيمة التاريخية والثقافية برأيك؟
في بداية القرن كان المشروع قائم لوضع المنحوتات كتمثال يوسف العظمة، للأسف بسبب الالتباس التاريخي بين مفهوم التمثال والصنم أو العمل الفني أي أنها العقلية الموجودة أثرت على انتاج أعمال النصب بالأماكن العامة فلم تمنح الفرص المناسبة لاستكمال هذا المشروع ويوجد أعمال موجودة لا تخلو تمامًا فهذا تراث…
• يتأثر الفنان بثقافته وتراثه مامدى تأثرك بالثقافة السورية؟
هي ساهمت بصناعتي، عندما رأى الفنان الكبير “فاتح المدرس” منحوتاتي وعملي وبحوار طويل معه قال لي: أنت من الساحل قلت له: نعم..
ومنا هنا تاكدت من تأثر الفنان بالجغرافيا والميتولوجيا وحتى بالشمس والمطر والأرض، أعمالي تنتمي إلى هذه الأرض ومن هنا بدأ ابداعي.
• بعض النقاد يرى في نحت “مصطفى علي” نمطاً غير مدرسي أو أكاديمي وهو ليس اتهاماً ولكن يبدو أنها المقدرة الفطرية الكامنة في داخلك، أين تجد نفسك هل أنت نتيجة الدراسة الأكاديمية أم الفطرة؟
أنا بدأت بالفطرة، كنت في عمر سبع سنوات أصنع من الطين أشكال كشجرة أو صخرة أو كاريكاتير ورأيت العالم ثلاثة أبعاد .. وأصبحت أعمالي معروفة حتى لأساتذتي عبدالله السيد، فاتح المدرس، إلياس الزيات وأسماء كثيرة.
• أين توجد أعمالك في بلدان العالم؟
لدي عمل من حجر رخام بجانب برج خليفة وحصان من كروم بمتحف الشارقة وبالكويت وبـ عمان وفي بيروت وفي كثير من بلدان العالم.
وأما عن الأفكار أنجزت بحثا فكريا فلسفيا عما يدور في الذهن من عمليات قبل أن تتحول لعمل فني، العمل الفني يحتاج لصياغة ولأدوات خشب وحجر وكروم ومساحة وجهد هذا طريق صعب لكنه ليس مستحيل أنا لا أؤمن بالصفر كل فنان لديه شيء بالفطرة وهذا ماعنيته ببداياتي..

Optimized by Optimole