المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتوقع تراجع التوتر في الشمال

Spread the love

بقلم: عاموس هرئيل – محلل عسكري إسرائيلي —

•بعد النتائج المرضية التي انتهت إليها حتى الآن الجولة الحالية من المواجهة مع إيران في سورية، ستحتاج المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى تركيز جهدها أيضاً على ما يحدث في المناطق [المحتلة]. إن الخطر الأساسي لحدوث تصعيد يخرج عن السيطرة هو المتعلق بخروج تظاهرات كبيرة منظمة على طول السياج الحدودي في قطاع غزة يومي الاثنين والثلاثاء. لكن أيضاً في الشمال، لا يشكل إحباط العملية الإيرانية والهجمات المكثفة لسلاح الجو نهاية الفصل، وفي هذه المرحلة لا يوجد ما يؤشر إلى أن إيران تدرس كبح توجهها نحو تمركز قدراتها العسكرية في سورية.

•قبل يوم أمس (يوم الجمعة)، جرت في قطاع غزة تظاهرات دعت إليها “حماس” للأسبوع السابع على التوالي. وقد قُتل فلسطيني واحد وجُرح مئات، بعضهم بالنيران الحية، لكن من الواضح استمرار توجُّه الانخفاض في أعداد المصابين. كذلك برز رد على الظاهرة الأخيرة التي استخدمتها “حماس”، أي إرسال طائرات ورقية مشتعلة إلى حقول الكيبوتسات والموشافيم غربي غزة (في الإعلام أُطلق عليها اسم “إرهاب الطائرات الورقية” على الرغم من رفض ضباط الجيش هذه التسمية). وقد استعان الجيش بمتطوعين استخدموا طائرات صغيرة وسريعة. وخلال دقائق معدودة كان يمكن رؤية كيف تعترض الطائرة الصغيرة الطائرة الورقية المشتعلة من خلال الاصطدام بها، بالقرب من كيبوتس ناحل – عوز.

•اتخذت الأمور منحى عبثياً عندما حاول ناشطون من اليمين إطلاق طائرات ورقية مشتعلة بالقرب من غزة، وهو ما أدى إلى اشتعال حقل في الجانب الإسرائيلي عن طريق الخطأ.

•لكن تبدو الاستعدادات العسكرية مدروسة أكثر ومنظمة أكثر، كلما انضافت محاولة أُخرى لمواجهة مع أسلوب عمل فلسطيني جديد: تظاهرات شعبية مدنية ظاهرياً، يقترب تحت غطائها عشرات الشبان وأعضاء من الذراع العسكرية لحركة “حماس” إلى السياج في محاولة للمسّ به واجتيازه. إن إلقاء نظرة من موقع القناصة الموجود جنوبي حاجز كرني يُظهر المهمة المعقدة. بين السياج الشائك الذي وضعه الجيش غربي الجدار، داخل أراضي غزة، وبين السياج نفسه، تفصل بضعة عشرات من الأمتار فقط. واقتحام الجماهير منطقة الفصل يمكن أن يحدث خلال دقائق، وقد استُخدمت في نهاية الأسبوع الماضية عبوات مرتجلة وقنابل يدوية.

•وضع الجيش في كل نقطة احتكاك قادة ألوية وكتائب يعطون موافقتهم الشخصية على إطلاق نار القناصة. أحياناً عندما يكون المقصود قناصة دائمين وأفراد وحدات من الشرطة، يقرر القناصة بأنفسهم عدم إطلاق النار لأنهم ليسوا متأكدين من أنهم سيصيبون فقط قدم المتظاهر، بحسب التوجيهات. وبحسب الناطقين بلسان الجيش لا تُستخدم على طول السياج ذخيرة جديدة أكثر فتكاً. والجزء الأساسي من حوادث القتل كان سببه انحراف الرصاصة نحو الأعلى أو شظايا من الأرض.

•بدءاً من اليوم (الأحد) سينتشر على طول القطاع نحو 11 كتيبة، أكثر بثلاث مرات من الحجم العادي للقوات، استعداداً للتظاهرات المتوقعة. ويتوقع الجيش مشاركة 100 ألف متظاهر، كما يتوقع محاولات عنف من جانب الجمهور أكثر من الماضي، واختراق السياج. هذه المرة لن يكون الحدث من صنع “حماس” فقط. فافتتاح السفارة الأميركية في القدس غداً وذكرى يوم النكبة يوم الثلاثاء سيعطيان الاحتجاج طابعاً فلسطينياً عاماً يمكن أن يجذب إليه مؤيدي فصائل أُخرى. وكان سلاح الجو قد فجّر مساء نفقاً حفرته “حماس” بالقرب من معبر إيرز على الحدود الشمالية للقطاع، وهذا هو النفق السادس الذي يدمره الجيش في قطاع غزة خلال النصف سنة الأخيرة.

•ستجري تظاهرات أيضاً في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية، مع أنه لا تظهر حتى الآن حماسة جماهيرية، ففي الضفة الغربية ساد هدوء شبه كامل طوال الأسابيع التي شهدت تظاهرات في القطاع. لكن ضرورة إظهار سيطرة “فتح” على الشارع يمكن أن تدفع أنصار الحركة إلى الخروج في الأيام المقبلة. وقد سجلت نهاية الأسبوع محاولتي دهس في الضفة، وأُصيب جندي إسرائيلي بجروح طفيفة. وسوف يصار إلى زيادة القوات الإسرائيلية بلواء إضافي.

•التطورات ما بعد 15 أيار/مايو مرتبطة قبل كل شيء بعدد الإصابات في غزة خلال تظاهرات اليومين المقبلين. فور انتهاء موجة التظاهرات الحالية يبدأ شهر رمضان، وخلال السنوات التسع الأخيرة انتهى شهر الصوم بعدد مصابين أكبر من العادة. في الشمال، من المتوقع استمرار المعركة مع إيران، لكن بقوة ووتيرة أقل من الوتيرة المكثفة التي شهدها الشهر الأخير. لكن المشكلات الأمنية لإسرائيل لن تختفي مع أن الجيش نجح حتى الآن في الاختبار المهم بالنسبة إليه، أي القيام بمهماته ومنع نشوب حرب شاملة.

المصدر: صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole