من أنتَ، يا وزير الخارجية الأميركي، تيلرسون؟

Spread the love

بقلم: يورام أتينغر – محلل سياسي إسرائيلي —

•لقد انتُخب الرئيس ترامب جرّاء اشمئزاز الناخب الأميركي من التركيبة السياسية في الولايات المتحدة، لكن تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون تعكس التركيبة السياسية لوزارة الخارجية الأميركية (التي وقفت ضد الاعتراف بإسرائيل في 1948) في ما يتعلق بموضوعات الشرق الأوسط، والموضوع الفلسطيني، وعلاقات الولايات المتحدة بإسرائيل وبالعرب، ومشكلة نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

•في 24 أيار/مايو، قدم تيلرسون إيجازاً للصحافيين عن توجهات وزارة الخارجية جاء فيه: “إن حل النزاع [الإسرائيلي – الفلسطيني] يساعد على حل مشكلات في شتى أنحاء الشرق الأوسط”. وتجاهل التقرير التسونامي العربي الذي يهدد كل نظام عربي مؤيد للولايات المتحدة من شمال أفريقيا إلى الخليج الفارسي [العربي] الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الشرق الأوسط ، من دون أن يكون لذلك علاقة بالنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

•وفي مقابلة أجرتها معه شبكة “إن بي سي” في 14 أيار/مايو، كرر تيلرسون موقف الخارجية الأميركية الذي يرى أن الموضوع الفلسطيني هو جوهر النزاع في نظر الزعماء العرب. والوزير الأميركي بلور وجهة نظره هذه خلال عشرات السنين من عمله في امبراطورية النفط الأميركية “أكسون”، حيث استمع إلى كلام مؤيد للفلسطينيين من جانب زعماء الدول العربية المنتجة للنفط.

•لا يعي تيلرسون حقيقة أن أي دولة عربية لم تترجم دعمها اللفظي للفلسطينيين إلى أفعال؛ وأنه لم تنشب أي من الحروب العربية ضد دولة إسرائيل بسبب الموضوع الفلسطيني؛ وأن أي دولة عربية لم تشارك في حروب إسرائيل ضد الإرهاب الفلسطيني.

•يتبنى تيلرسون وجهة نظر الخارجية الأميركية التي تقول إن تحسين العلاقات الأميركية – الإسرائيلية يؤدي إلى تآكل علاقات الولايات المتحدة بالدول العربية. بيد أن المصالح الأميركية والأمن القومي للزعماء العرب يتجاوز إلى حد كبير السياق الضيق جداً للنزاع العربي – الإسرائيلي والموضوع الفلسطيني. على سبيل المثال، إن تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل يحدث بشكب متزامن مع تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول عربية، وثمة تعاون غير مسبوق بين إسرائيل ودول سنية على الرغم من عدم التقدم في الموضوع الفلسطيني.

•يغرق الزعماء العرب المؤيدون للأميركيين منهمكون في صراع وجودي في مواجهة إيران وتنظيمات إرهابية إسلامية، ويعتبرون إسرائيل حليفة لهم في صراعهم الوجودي هذا، ويعون الخلفية العاصفة للزعامة الفلسطينية.

•إن ادعاء تيلرسون أن نقل السفارة إلى القدس الغربية يضر بعملية السلام ويؤجج الإرهاب، من شأنه أن يعزز موقف الخارجية الأميركية الذي يعتبر القدس كلها “مدينة مدولة”، ويزيد من تطرف موقف العرب، ويتجاهل 1400 عام من إرهاب إسلامي ليس مصدره السياسة الإسرائيلية. في مقابل ذلك، فإن عدم نقل السفارة يوحي بارتداع أميركي عن مواجهة التهديدات الإرهابية، ويؤدي إلى تآكل في صورة الردع للولايات المتحدة، ويزيد الإرهاب.

•هل سياسة ترامب- تيلرسون تستند إلى الوقائع أم إلى مفاهيم سياسية لوزارة الخارجية تتحطم دائماً على صخور الواقع؟

المصدر: صحيفة “يسرائيل اليوم”، ترجمة: نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole