ردود فعل على اقتراح ليبرمان إقامة ميناء في غزة مقابل تخلي “حماس” عن سلاحها

Spread the love

“شجون عربية” — أثارت المقابلة التي أجرتها صحيفة “القدس” التي تصدر في الضفة الغربية مع وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ونشرتها صباح يوم الاثنين، عاصفة داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية، وغضباً وسط الفلسطينيين.

في المقابلة أعلن ليبرمان إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مستقبلاً مع “حماس” إذا أوقفت الحركة حفر الأنفاق وإطلاق الصورايخ وتخلت عن سلاحها. وأوضح أن “إسرائيل ستكون الدولة الأولى التي ستساهم في إعادة أعمار قطاع غزة، وفي إقامة ميناء ومطار في غزة. وهناك إمكانية لأن تتحول غزة في يوم من الأيام إلى سنغافورة أو هونغ كونغ جديدة”. وأعرب عن اعتقاده بأن قطاع غزة يمكن أن يزدهر اقتصادياً وأن الوضع الأمني في المنطقة سيتغير نحو الأفضل.

كما حرص ليبرمان على انتقاد سلوك الزعامة الفلسطينية بشأن كل ما يتعلق بالاتفاق مع إسرائيل، وزعم أن أبو مازن هو الذي يرفض توقيع اتفاق نهائي، وأن الاتفاق النهائي هو بمثابة هزة أرضية يمكن أن تساهم في فتح صفحة جديدة في علاقة إسرائيل مع العالم العربي ومع الشرق الأوسط. وأوضح أن إسرائيل لا تنوي إعادة احتلال قطاع غزة، لكنه أضاف: “إذا فرضوا علينا حرباً جديدة، فإنها ستكون الأخيرة ضد “حماس” لأننا سنقضي عليها تماماً”.

بالنسبة للمشكلة الفلسطينية السياسية قال ليبرمان إنه يؤيد حل الدولتين وأضاف: “لكنني أعتقد أن المشكلة ليست في إسرائيل بل في القيادة الفلسطينية. إن الخطوة الصحيحة ليست أراضي مقابل سلام بل تبادل أراض وسكان”. وتوجه وزير الدفاع إلى العرب في إسرائيل من سكان مدينة أم الفحم قائلاً: “لا أفهم لماذا نحن بحاجة إلى أم الفحم، فسكان المدينة يعرّفون عن أنفسهم كفلسطينيين ولا يعترفون بإسرائيل كدولة يهودية”.

وقال ليبرمان إن الكتل الاستيطانية الكبرى مثل معاليه أدوميم وغفعات زئيف وغوش عتسيون وأريئيل ستكون جزءاً من إسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين.

وتوالت ردود الفعل الإسرائيلية على كلام ليبرمان، فهاجم عضو الكنيست عمير بيرتس من المعسكر الصهيوني ليبرمان قائلاً: “عندما تعترف “حماس” بإسرائيل وتتخلى عن طريق الإرهاب فإنها تتحول إلى شريك. إن مقابلة ليبرمان مع الصحيفة الفلسطينية ليست أمراً مرفوضاً، لكن أمن إسرائيل يتحقق بمعركة لا هوادة فيها ضد الإرهاب، وبمعركة سياسية شجاعة تعمل من أجل تحقيق حل الدولتين لشعبين بالتعاون مع السلطة الفلسطينية ومع المجتمع الدولي”.

وتطرقت زعيمة حركة ميرتس عضو الكنيست زهافا غالئون إلى كلام ليبرمان عن تبادل مناطق فقالت: “اقتراح ليبرمان هو اقتراح ترحيل وينطوي على حرمان سكان من المواطنة. إن الحديث عن تبادل مناطق في إطار تسوية أمر شرعي، لكن عندما يتحدث وزير الدفاع عن تبديل الانتماء السياسي لمواطنين من دون موافقتهم، فإن الأمر يصبح ترانسفيراً بكل معنى الكلمة. وحتى لو لم يكن هذا ترانسفيراً بالمعنى الجغرافي، فإنه ترانسفير على المستوى السياسي وعلى مستوى الوعي”.

وعلّق عضو الكنيست يوسف جبرين من القائمة العربية المشتركة على كلام ليبرمان بالقول: “يواصل ليبرمان حملة التحريض ونزع الشرعية عن سكان أم الفحم وعن كل السكان العرب. لا أفهم لماذا يجب أن نكون مهددين طوال الوقت بحرماننا من مواطنتنا، كما لو أن الأمر صدقة من ليبرمان لا حقاً من حقوقنا في وطننا. الجميع يعرف أن دافع ليبرمان عنصري ويهدف إلى إضعاف الجمهور العربي في إسرائيل. يبدو أن ليبرمان بدأ من الآن حملته الانتخابية المقبلة، حملة مبنية على زرع الكراهية والإقصاء وحرمان الأقليات حقوقها مثلما فعل في الانتخابات الأخيرة”.

المصدر: نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

Optimized by Optimole